حسب مؤتمر حقوق الطفل المنعقد في العام 1989 فإن كلمة طفل تعني الإنسان الذي يقع تحت سن الثامنة عشر، والفكرة الدولية من الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل أن يُعطى الأطفال حقوقهم حتى لا تُهضم وتذوب في المجتمع، وفي هذا المقال سنتحدث عن تاريخ حصول الطفل على حقوقه، وعن اتفاقية حقوق الطفل وبنودها.
تاريخ حقوق الطفل
في منتصف القرن الثامن عشر، بدأت فكرة أن يُعطى الأطفال نوعًا خاصًّا من الحماية بالظهور في فرنسا، فمنذ العام 1841 ميلادي بدأت القوانين تحمي الأطفال في أماكن العمل، ومنذ العام 1881 وضعت فرنسا قوانينَ تضمن حق الطفل في التعليم. ومع بداية القرن العشرين، بدأت حماية الأطفال تأخذ موضعها الصحيح، فضمنت حقهم في الحصول على الرعاية الطبية، والحماية الاجتماعية، والمجالات القضائية، فهذه النوعية من الحقوق بدأت في فرنسا ثم بعد ذلك توسعت وانتشرت أكثر في كلها.
منذ العام 1919 ميلادي، تعقّب المجتمع الدولي تكوين عصبة الأمم التي أصبحت فيما بعد بالأمم المتحدة؛ حيث بدأت تعطي بعض الأهمية لفكرة تكوين لجنة لحماية الطفل.
تبنّت عصبة الأمم بيان حقوق الطفل في السادس عشر من سبتمبر في العام 1924 ميلادي، وكانت أول معاهدة عالمية تهتم بحقوق الطفل ومسؤولياتهم تجاه الراشدين.
أُقيمت اتفاقية جنيف على يد الفيزيائي البولندي جانسوز كورسزاك.
بسبب خسائر الحرب العالمية الثانية ومعاناة آلاف الأطفال في ذلك الوضع الكارثي؛ قامت الأمم المتحدة بتمويل طارئ للأطفال في عام 1947م، والتي كوّنت فيما بعد منظمة اليونسيف العالمية؛ حيث أصبحت منظمة رسمية دولية في العام 1953م، وقد سعت المنظمة في بادئ الأمر مركزةً على مساعدة الضحايا الأطفال من الحرب العالمية الثانية، وكانت مهتمة بصورة أساسية بأطفال أوروبا، وعندما جاء عام 1953م وكّلت بتوسيع أعمالها بصورة عالمية، وتوسعت أعمالها للدول النامية، ووضعت عددًا من البرامج لمساعدة الأطفال في التعليم، والصحة، والحصول على الماء والغذاء.
ومنذ العاشر من ديسمبر للعام 1948م،أقرّت المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان “استحقاق الطفولة والأمومة الرعاية والمساعدات خاصة”.
أما في عام 1959 ميلادي، تبنّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الإقرار بحقوق الطفل الذي وُصف في عشر قواعد لحقوق الطفل. في حين أن هذ النص لم يوقّع بوساطة الدول كلها، وكان لتلك القواعد قيمة دلالية فقط، ومهدّت الطرق للإقرار الدولي لحقوق الطفل.
عُدّ العام 1979 بوساطة الأمم المتحدة تصريحًا دوليًّا بأنه عام الطفل، في ذاك العام ظهرت تغييرات جوهرية حقيقية، وتم تبني معاهدة حقوق الطفل باتحاد جميع الآراء بوساطة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 20 نوفمبر من العام 1989 ميلادي، وذلك بما يقارب الأربعة وخمسون بندًا يصف الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية للطفل.
معاهدة حقوق الطفل النصية هي ذات علاقة بحقوق الإنسان، التي اعتُمدت بسرعة؛ فعُدَّ ذلك النص اتفاقيةً دولية، ودخل حيّز العمل في الثاني من سبتمبر من العام 1990 ميلادي، بعد أن صدَّقتْه عشرون دولة.
اعتمدت منظمة الوحدة الأفريقية الدستور الأفريقي الخاص بحقوق ومصلحة الطفل في الحادي عشر من يوليو للعام 1990 ميلادي. وفي مايو من العام 2000 اعتمد البروتوكول الاختياري للدستور الدولي لحقوق الطفل الملحق باتفاقية حقوق الطفل بعدم مشاركة الطفل في الصراعات المسلحة ودخل حيّز التطبيق في العام 2002 ميلادي.
وفي الحاضر وُقِّعت اتفاقية حقوق الطفل بوساطة 190 دولة من أصل 192، رغم أن هناك تحفظاتٍ لبعض الأجزاء من نص الاتفاقية، ووقعّت كل من الولايات المتحدة والصومال لكن لم تصدّق الدولتان على ذلك.
ما اتفاقية حقوق الطفل؟
لقد أُقرِّت حقوق الطفل بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بتبني تصريحات اتفاقية جنيف التي كانت في عام 1924م. واستمرَّت عملية الاعتراف بحقوق الطفل بفضل الأمم المتحدة عندما تبنَّت تلك الاتفاقية وكان ذلك في عام 1959م.
وأصبح الاعتراف بحقوق الطفل حقيقيًّا في 20 من نوفمبر من العام 1989 ميلادي، وذلك عن طريق تبني المعاهدة الدولية لحقوق الطفل، وهو أول قانون دولي بنص مُلزم بالاعتراف بأساسيات حقوق الطفل كلها.
حقوق الطفل هي من ضمن حقوق الإنسان
حقوق الطفل هي ذاتها حقوق الإنسان؛ حيث تحمي الحقوق الطفل كإنسان، تشكّلت حقوق الطفل عن طريق ضمانات أساسية وحقوق الإنسان الجوهرية، وهي:
- تقر حقوق الطفل الضمانات الأساسية لكل البشر: حق الحياة، مبدأ عدم التمييز، حق الكرامة عن طريق الحماية البدنية والعقلية، ويشمل الحماية من الاستعباد، من التعذيب، والتعامل السيئ والاستغلال الجنسي.
- لدى الطفل أيضًا حقوقه المدنية والسياسية، مثل حقه في أن يكون له هوية، وحق القومية.
- لدى الطفل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مثل حقه في التعلّم، وحقه في الحصول على مستوى معيشة مرضٍ، وحق الحصول على الرعاية الصحية.
- من حقوق الطفل الحصول على الحقوق الفردية، وتشمل حقه في العيش مع والديه، وحقه في التعليم، وحقه من الاستفادة من الحماية.
- ومن حقوق الطفل أن يحصل على الحقوق الجماعية، وهي حقه في اللجوء، وحق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجموعات ذات الأقلية.
الحقوق المتلائمة مع الأطفال
- تقع حقوق الطفل ضمن حقوق الإنسان كما أسفلنا خصوصًا تلك الحقوق التي تلائم الطفل؛ حيث يوضع في الحسبان هشاشة سن الأطفال، واحتياجاتهم التي تلائم أعمارهم.
- يوضع في الاعتبار أيضًا ضرورة نمو الطفل وأهميته، فالأطفال في حاجة ليحصلوا على حق العيش والنمو بدنيًّا وعقليًّا.
- إن حقوق الطفل الموضوعة تهدف إلى إشباع احتياجات الطفل الأساسية للحصول على نمو جيّد عن طريق التغذية الصحية، والرعاية الضرورية والتعليم.
- تأخذ حقوق الطفل في الاعتبار شخصية الطفل الهشة؛ لذا فهي تستلزم الضرورة لحمايتهم؛ ويعني ذلك إعطاءهم المساعدة الملائمة لهم، ومنحهم الحماية التي تناسب أعمارهم، ودرجتهم في النضج؛ لذا من المهم مساعدة الطفل وتمكينه من الحصول على الدعم والحماية ضد الاستغلال، والاختطاف، والمعاملة السيئة.