ما هي دول الشنغن

ما الشنغن

في حال أراد السائح العربي دخول بعضًا من الدول الأوروبية السياحية الأشهر، فسوف يحتاج إلى تأشيرة الشنغن أو فيزا دخول دول الشنغن، وهي عبارة عن مجموعة من الدول وليست الشنغن دولة واحدة، لهذه الدول اتفاقيات مشتركة لفتح الحدود فيما بينهم، سُميت بهذا الاسم تيمنًا بالبلدية التي تم اتفاق الشنغن بين الدول فيها، وهي بلدية شينجن في لوكسمبورغ، وهي قرية صغيرة ذات صيت كبير بسبب صناعة النبيذ بها ولكونها مكان التقاء بين حدود لوكسمبورغ وفرنسا وألمانيا، وتم الاتفاق يوم 14 يونيو عام 1985، هذا المقال يلقي نظرة أكثر تفصيلًا على دول الشنغن وفيزا الشنغن.

اتفاقية دول الشنغن

دول الشنغن أو منطقة الشنغن، هم عبارة عن 26 دولة، جميعهم موجودين في قارة أوروبا، يتفقون فيما بينهم على سياسيات مشتركة فيما يتعلق بالحدود وقوانين السياحة والهجرة، فقد أغلت هذه الدول الحدود الموجودة بينهم، ومن يحمل جنسية دولة من دول الشنغن يمكنه ببساطة التنقل بين الدول الأخرى بدون الحاجة إلى فيزا أو تأشيرة سفر أو الخضوع لنظام الهجرة، وكل دول الشنغن لديهم سياسة مشتركة فيما يخص السياحة الخارجية، فعلى سبيل المثال: إن رغب سائح عربي بدخول دولة فرنسا فعليه بطلب تأشيرة الشنغن والخضوع لمتطلباتها وقوانينها في السفارة الفرنسية في بلده، وحين يسافر إلى فرنسا يمكنه الانتقال باقي دول الشنغن، لأن مجموع الدول تتعامل كدولة واحدة في أغراض السفر الدولي.

وقد تم رفع الرقابة على الحدود بين دول الشنغن وبعضها بحيث أصبحت بعض الحدود عبارة عن خط مرسوم على الأرض لا أكثر، وفي المقابل تم تعزيز الرقابة على الحدود الخارجية بين دول الشنغن وبين الدول الأخرى سواء البرية أو البحرية، وتوجد سياسات لحماية هذه الحدود وسياداتها بين ال26 دولة، وعلى الرغم من أن الاتفاق تم بالفعل في بلدية شينجن في لوكسمبورغ عام 1985، ولكن لم يتم تنفيذ الاتفاقية بشكل فعال سوى عام 1995 يوم 26 مارس، حين قررت فرنسا وألمانيا وبلجيكا والسويد والبرتغال وهولندا وإسبانيا تنفيذ خطة مشتركة لحماية الحدود وعمل التجهيزات والقوانين اللازمة للعمل بالفيزا الشنغن.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي جائزة نوبل

أعضاء دول الشنغن

ليست جميع الدول الأوروبية تابعة لدول الشنغن، والكثير من دول الاتحاد الأوروبي ليست مشتركة في اتفاقية دول الشنغن، ولكن أغلبية دول الشنغن هم أيضًا من الاتحاد الأوروبي، وأربع دول فقط من أصل 26 دولة من الدول الأعضاء هم من خارج الاتحاد الأوروبي، النقاط التالية توضح تقسيم البلاد:

  • 22 دولة من داخل الاتحاد الأوروبي : 22 دولة من أصل 26 دولة من دول الشنغن هم من أعضاء الاتحاد الأوروبي أيضًا، وهم: التشيك، بلجيكا، النمسا، فنلندا، إستونيا، الدنمارك، اليونان، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، المجر، لاتفيا، لوكسمبورغ، ليتوانيا، هولندا، بولندا، مالطا، سلوفينيا، سلوفاكيا، البرتغال، السويد، إسبانيا، وباعتبار أن فرنسا وإيطاليا تابعين لدول الشنغن، فيمكن القول بأن دولة الفاتيكان ودولة سان مارينو وإمارة موناكو تابعين ضمنيًا لدول الشنغن لأن حدودهم في الأصل ضمن الحدود الإيطالية والفرنسية، ولا يمتلكون سيطرة فعلية على حدودهم.
  • أربع دول غير تابعة للاتحاد الأوروبي : بالإضافة للدول السابقة توجد أربع دول تابعين لدول الشنغن ولكنهم غير تابعين الاتحاد الأوروبي، وهم: أيسلندا، النرويج، ليختنشتاين، وسويسرا، ولكن هذه الدول هم أعضاء في رابطة التجارة الحرة الأوروبية أو ما يُسمى “الافتا” ولذلك بينهم الكثير من المصالح المشتركة التي تدفعهم لفتح الحدود بينهم وبين باقي دول الشنغن.
  • دول الاتحاد الأوروبي الغير تابعة لدول الشنغن : هناك أربع دول تابعين للاتحاد الأوروبي ويسعون جاهدين للانضمام إلى دول الشنغن في المستقبل، وهم: كرواتيا، رومانيا، قبرص، وبلغاريا، وهناك قوانين تلزم هذه الدول بالانضمام في المستقبل القريب، بينما توجد دولتين تابعتين للاتحاد الأوروبي وقررا عدم الانضمام إلى دول الشنغن وهم إيرلندا والمملكة المتحدة، وبالنسبة إلى المملكة المتحدة فهي قررت الخروج من الاتحاد الأوروبي أيضًا.

المساحة وعدد السكان

كثيرًا ما يتم قياس مساحة دول الشنغن وعدد السكان لإحكام القوانين المتعلقة بتلك الدول، وبحسب الإحصائيات الأخيرة، فعدد السكان الذين يستوطنون دول الشنغن ويمكنهم الانتقال بحرية تامة بين هذه الدول يبلغون 419 مليون و393 ألف إنسان تقريبًا، على مساحة تبلغ 4 مليون و312 ألف و99 كيلومتر مربع.

قد يهمك هذا المقال:   بحث عن الكيمياء البيئية

للحصول على عضوية الشنغن

رابطة دول الشنغن والأنشطة المتعلقة بالمنطقة معقدة ومتداخلة، لذلك ليس من السهل الانضمام إلى دول الشنغن، في حين تسعى بعض الدول مثل قبرص، رومانيا، بلغاريا، وكرواتيا إلى الانضمام، ولكل دولة من هذه الدول أن تعمل على تجهيز الأوراق الرسمية في مجالات الحدود الجوية والتأشيرات اللازمة لدخول هذه الدول والتنسيق مع أجهزة الشرطة وحرس الحدود مع طرق حماية البيانات الشخصية لكل دولة بطريقة لا تعوق العمل مع باقي الدول، كل تلك التجهيزات اللازمة لأخذ عضوية الشنغن تحتاج إلى رقابة وتقييم من خبراء في الاتحاد الأوروبي، الذين يقمون بزيارات إلى مؤسسات هذه الدول الخاضعة للتقييم حتى تنطبق جميع الشروط اللازمة، وفي الأول من يناير عام 2014 أصبحت كرواتيا أولى الدول المؤهلة رسميًا للدخول إلى منطقة الشنغن، والقسم المسئول عن هذه الأنشطة في الاتحاد الأوربي، يسمى رسميًا “الدول المرتبطة بأنشطة الشنغن في الاتحاد الأوروبي”.

الحصول على تأشيرة الشنغن

تُمنح تأشيرة أو فيزا الشنغن بشكل فردي أو جماعي، وإن كانت بشكل جماعي فلابد من أن يبلغ مجموع الأفراد من 5 إلى 50 شخص، وهم ملزمين بالدخول والخروج من دول الشنغن سويًا، وعادة ما تُمنح تلك التأشيرة للرياضيين أو الأفواج السياحية الكبيرة التابعين للشركات السياحية، بينما تُمنح التأشيرة بشكل فردي أيضًا للسياح وتوجد منها عدة أنواع لتنظيم كيفية دخول البلاد ومدة المكوث داخل الدول، وللحصول على التأشيرة فعلى السائح الذهاب إلى القنصلية أو السفارة التابعة للبلد الأوروبي الذي يرغب بالسفر له وعمل الإجراءات اللازمة طبقًا للقوانين، وفي الحال الرغبة للسفر لأكثر من دول تابعة لدول الشنغن، فيجب أخذ التأشيرة من الدولة التي سيقيم فيها الفرد لأطول مدة، ولكنه سيتمكن من التنقل بحرية بين باقي دول الشنغن.

قد يهمك هذا المقال:   ماهي عاصمة فرنسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *