ما هي صلاة البردين

ماهي صلاة البَرْدين؟

إن أسلوب الترغيب والترهيب في الكتاب والسنة جاء ملائمًا لطبيعة النفس البشرية التي تحتاج دائمًا إلى تقويمها وتهذيبها بالتشجيع على الطاعة تارة وإخافتها من التقصير تارة أخرى، بما يضمن استقامتها على منهج معتدل وترويضها على التوحيد ومايندرج تحته من الطاعات وتنفيرها من المعاصي والسيئات ومنكرات الأمور وقد جعل ذكر الثواب والفضل المرافق لبعض العبادات الكثير من المسلمين يتفانون في أدائها حتى وإن شقت عليهم وجاءت في أوقات راحتهم ونومهم وتعبهم بل ويسارعون إليها طمعًا في الجنة وخوفًا من النار، تاركين خلفهم لذة الكسل والنوم ومتجهين بقلبهم وكامل جوارحهم إلى الله عزوجل ونفوسهم بين الرجاء والخوف، ترجو المغفرة وتسألُ الله العافية من النار ومن أشهر الأحاديث النبوية الصحيحة التي حملت الترغيب للمسلمين في الطاعة قول عليه الصلاة والسلام:
( من صلى البردين دخل الجنة) متفق عليه
وصلاة البَرْدين بفتح الباء وتسكين الراء هُما وسميت بصلاة البَرْدين لأن صلاة الفجر تقع في أبرد وقت من الليل وصلاة العصر تقع في أبرد وقت من النهار بعد الزوال وقد ذُكر فضل صلاة البردين في العديد من الأحاديث الصحيحة وأن المحافظة على هاتين الصلاتين وعدم التفريط بهما وإقامتهما في الوقت المحدد لهما من أسباب دخول الجنة.

فضل صلاة البَرْدين؟

خص الله تعالى صلاة الفجر وصلاة العصر بالكثير من الفضل؛ لأنهما تأتيان في وقت حرج يميل فيه الإنسان إلى الراحة والخمول والتعب، فصلاة الفجر تتزامن مع وقت يطيب فيه النوم وتحلو وتزيد فيه لذته وصلاة العصر تتزامن مع وقت القيلولة والراحة والعودة من العمل والإنتهاء من مهام المنزل والجلوس براحة بعد يوم طويل من الإنشغال بظروف الحياة، لذا فإن من يحافظ على صلاة البردين لديه حرص قوي على دينه وعلى صلته بربه بسبب المشقة المترتبة على ذلك والتي لاتثنيه عن القيام بهما على أكمل وجه، كما ذُكرت عدة أحاديث في السنة للدلالة على أن هاتين الصلاتين يحافظ على فيهما كل إنسان مؤمن، بل قوي الإيمان فقد ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : “إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، فافعلوا” رواه البخاري كما صح عن عن النبي – صل الله عليه وسلم – أنه قال في غزوة الأ‌حزاب: ((ملأ‌ اللهُ بيوتَهم وقبورهم نارًا؛ كما شغلونا عن الصلا‌ة الوسطى: صلا‌ة العصر)).

قد يهمك هذا المقال:   مبطلات الصوم

صلاة الفجر

صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي إحدى صلاة البردين وأول صلاة فرضت على المسلمين من الصلوات لخمس، تتكون من ركعتين مفروضتين تسبقهما سنة مؤكدة عددها ركعتان أيضًا ويبدأ وقت صلاة الفجر أو صلاة الصبح من طلوع الفجر إلى شروق الشمس وهي من الصلوات الجهرية والفجر في اللغة انكشاف ظلمة الليل عن نور الصبح، لذا فقد سميت بصلاة الفجر نسبة إلى الوقت الذي تؤدى فيه وهو الفجر الصادق أو الفجر المستطير، كما سمي فجرًا لانفجار ضوئه ويَشرع المسلمون في أداء صلاة الفجر عند دخول أول وقتها، أي عند طلوع الفجر الثاني عندما يُلاحظُ أن سواد الليل يبدو مختلطًا ببياض النهار ثم يتسع نوره بعدها وينتشر في الأفق.
ويختلف الفجر الثاني أو الفجر الصادق عن الفجر الأول أو الفجر الكاذب أو كما يسمى الفجر المستطيل والذي ينادي فيه الإمام للأذان الأول ولا تصح فيه صلاة الفجر ولا حتى سنة الفجر ولايمسك فيه الصائم عن سحوره بل يكمله لحين طلوع الفجر الثاني لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولاالفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق ) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وقد وردت أحاديث كثيرة في الفجرين منها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “الفجر فجران، فجر يحرم فيه الطعام، وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة (أي صلاة الفجر ) ويحل فيه الطعام” صححه الألباني.
وبناء على الأحاديث السابقة فإن وقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الثاني إلى ماقبل طلوع الشمس.
وصلاة الفجر لها ثواب كبير عند الله رغبت به الأحاديث النبوية؛لكونها تقع في وقت يشق على النفس الإستيقاظ فيه للعبادة مما جعلها تحظى بمزيد من الأجر وبعظيم الفضل وجزيل الثواب ويتميز بها المؤمن عن غيره ويحرص عليها كونها أحد أسباب دخول الجنة لقول الرسول صل الله عليه وسلم : ” لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ” يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ ” (رواه مسلم).

قد يهمك هذا المقال:   صفة صلاة العيد

صلاة العصر

صلاة العصر أو الصلاة الوسطى وأفضل الصلوات الخمس قال تعالى : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ) سورة البقرة: 238، هي صلاة سرية مثل صلاة الظهر وعدد ركعاتها أربع، تتميز أنها من صلاة البَردين التي بشر الرسول من يحافظ عليهما بدخول الجنة وهي ثالث الصلوات المفروضة على المسلمين ويبدأ وقتها عند انتهاء الظهر أي عندما يصير ظل كل شيء مثله.
وقد وعد الله من يحافظ على صلاة العصر ويستقيم عليها مع بقية الصلوات بعظيم الأجر فعن أبي زهير عمارة بن رويبة رضى الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، يعني الفجر والعصر(رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون”.

فضل صلاة البَرْدين

  • تبشير المسلم الذي يحافظ على صلاة البردين برؤية الله تعالى يوم القيامة وهذه الرؤية ستكون بالجنة وتعد من أفضل نعيم أهل الجنة على الإطلاق.
  • المسلم الذي يحافظ على صلاة البردين لن تمسه النار بإذن الله، كما أن الملائكة يتعاقبون عند الفجر والعصر ثم يشهدون لأهل الصلاة أنهم أدوا صلاتهم عند الله عز وجل.
  • المحافظة على صلاة البردين سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *