صلاة الضحى
لقد فرض الله تعالى الصلاة على المسلمين، وفرض عليهم خمس صلوات في اليوم ليلة الإسراء والمعراج، وقد فرضت في بادئ الأمر خمسين صلاة ولكن الله خففها على أمة محمد إلى حمس صلوات، وللصلاة مكانة عظيمة عند الله تعالى، وقد كرم الله المصلين ومنحهم الكثير من الأجر والثواب منه ما يحصلون عليه في الدنيا من نعيمها ككثرة المال ودوام الصحة والعافية وحسن الخاتمة ورزقهم بالأبناء البارين، ومنه ما ينالونه في الآخرة كدخول الجنة وأن يبنى له بيت في الجنة ومن أحسن صلاته سيحشر مع الأنبياء، وتوجد عدة صلوات في السنة ثبت عن الرسول القيام بها في يومه، ومنها صلاة الضحى، التي عرفها الشرع على أنها الصلاة التي يصليها المسلم وقت الضحى في النهار، ويصليها المسلم تطوعاً مبتغيًا الأجر والثواب.كتاب فقه الصلاة وأحكامها وفتاويها، ص 127-134، للدكتور أحمد مصطفى متولي، إصدار عام 2016م / 1437هـ.
لقد ثبت بإجماع علماء المسلمين بأن صلاة الضحى حكمها في الإسلام سنة مؤكدة، أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلاها، ورغب المسلمين والصحابة بالقيام بها لما لها من عظيم الأجر والثواب، ولكن الرسول لم يقم بها بشكل يومي؛ خوفًا من أن يعتبرها البعض صلاة مفروضة، والدليل الشرعي على صحة صلاة الضحى، حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ:” أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ، لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ”.
كانت هناك عدة آراء من علماء المسلمين تجاه حكم قيام المسلم بصلاة الضحى كل يوم، ومن هذه الآراء أن مجموعة من أهل العلم قالوا بأنها مستحبة، ويستحب على المسلم القيام بها يوميًا، والبعض الآخر قال بأنها ليست صلاة مفروضة لذلك يستطيع المسلم تركها بعض الأيام، والبعض قال بأن المسلم يصليها لوجود سبب ما كعدم أداء المسلم لقيام الليل فيعوض عن ذلك بأداء صلاة الضحى، ووقت دخول صلاة الضحى بعد شروق الشمس بحوالي ربع ساعة إلى ما قبل صلاة الظهر بحوالي ربع ساعة.
وقد أطلق عليه اسم صلاة الأوابين، وأفضل وقت لأدائها هو عندما تشتد درجة حرارة الشمس، والدليل على ذلك حديث زَيْد بن أرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:” صَلاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ”.
وفضل صلاة الضحى بأن الله يجازي المسلم بأن يتصدق عن كل مفصل من مفاصل جسمه البالغة 360 مفصل، والدليل على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى”.كتاب فقه الصلاة وأحكامها وفتاويها، ص 127-134، للدكتور أحمد مصطفى متولي، إصدار عام 2016م / 1437هـ
طريقة أداء صلاة الضحى
ثبت لدى أهل العلم بأن أقل عدد ركعات لصلاة الضحى هو ركعتان وأكثرها ثمان ركعات، والبعض قال بأن أكثر عدد ركعات يستطيع المسلم أدائها هي اثنتي عشر ركعة، ويصليها المسلم كما يصلي الصلاة المفروضة، سواء صلى المسلم صلاة الضحى أربع ركعات أو ثمان ركعات فإنه يتشهد ويسلم بعد كل ركعتين كما يفعل عند صلاة الصبح؛ والدليل على ذلك حديث “أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ”
ويستطيع المسلم تأدية صلاة الضحى أربع ركعات بتشهدين وسلام واحد كما يصلي صلاة الظهر، ويجوز للمسلم إذا صلى صلاة الضحى أربع ركعات الاقتصار على تشهد واحد, ويجوز للمسلم الذي ينوي صلاة الضحى ثمان ركعات أن يصليها بسلام واحد، ويجوز له الاقتصار على تشهد واحد في الركعة الأخيرة، ويجوز له التشهد في كل شفع من ركعتين أو أربع ركعات.https://www.islamweb.net/ فتاوى صلاة الضحى، موقع إسلام ويب.
ويوجد فرق بين صلاة الضحى وصلاة الإشراق وهو بأن صلاة الإشراق تصلى في أول النهار أي عندما تشرق الشمس مباشرة بينما صلاة الضحى تكون بعد إشراق الشمس بحوالي ربع ساعة، ولكل منهما فضلها الخاص على المسلم،وقد قال أهل العلم بأن ركعتي الضحى هما نفسهما ركعتا الإشراق، لكن باختلاف موعد صلاتهما، فإن صلى المسلم الركعتين في بداية ظهور النهار أي بعد طلوع الشمس مباشرة فيلق عليهما صلاة إشراق وضحى، وإن أَخَّر المسلم أداء الركعتين إلى آخر الوقت أي إلى ما قبل صلاة الظهر، فهنا تسمى بصلاة الضحى وليست صلاة الإشراق، ولصلاة الإشراق أجر عظيم فمن صلاها تكتب له أجر أداء حجة وعمرة تامات، والدليل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ”
الأحكام الشرعية المتعلقة بصلاة الضحى
ما يلي:
- يستطيع المسلمون أداء صلاة الضحى جماعة، لكن لا يجب عليهم أن يداوموا عليها جماعة.
- صلاة الاستسقاء تختلف عن صلاة الضحى لذلك كل منهم مفصول عن الآخر وكل منهما يصلى لوحده ولا تنوب إحداهما عن الأخرة.
- صلاة العيدين تختلف أيضَا عن صلاة الضحى لذلك لا يعني بأن المسلم قد صلى صلاة العيد بأنه لا يستطيع أداء صلاة الضحى.
- يستطيع المسافر أداء صلاة الضحى أثناء سفره.
- لا يأثم تارك صلاة الضحى ولكنه يؤجر عليها.
- لا بد للمسلم أن يصلي صلاة الضحى كما يصلي بقية الصلوات أي أن يكون فيه الإسرار.
- لا يستطيع المسلم قضاء صلاة الضحى إذا فات موعدها؛ لأنها مقيدة بوقت معين.
- إذا كان الجو غائمًا، تصلى صلاة الضحى بمعرفة الوقت الذي تبدأ فيه حتى لو كانت الشمس مغطاة بالغيوم.