ما هي مبطلات الوضوء

، هي من أعظم أركان ، وهي الركن الثاني بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فهي عبادة عظيمة، وبها تزكو النفوس وتطهر، ففيها طهارة للنفس، ومن شروط صحة هذه العبادة طهارة البدن، فديننا الحنيف شامل كامل، اعتنى بطهارة الأبدان كما اعتنى بطهارة الأنفس، وفي باب الطهارة نتكلم اليوم على عبادة أخرى وهي شرط لصحة الصلاة كما ذكرنا، وهي ، فما هو الوضوء؟ وما هي مبطلات أو ؟

ما هو الوضوء

الوضوء كما عرفه الفقهاء، هو غسل ومسح أعضاء مخصوصة قصد رفع الحدث، والضوء من الوضاءة أي الحسن والنظافة، كنا قد تحدثنا عن ، ونذكر فيما يأتي فضل وحكم ونواقض أو مبطلات الوضوء -إن شاء الله- بالتفصيل.

فضل الوضوء في الإسلام

نسرد بعض الأحاديث التي جاءت في فضل الوضوء ترغيبا فيه، حتى نعرف منزلته ورفعة شأنه إن شاء الله:

  • روى مسلم في صحيحه، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها، أو موبقها))”.
  • قال عمرو بن عبسة السلمي: “((ما منكم رجل يقرب وضوءه، فيتمضمض، ويستنشق فينتثر إلا خرَّتْ خطايا وجهه وفِيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام، فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجَّده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدتْه أمه، فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول، في مقام واحد يُعطى هذا الرجلُ، فقال عمرو: يا أبا أمامة، لقد كبِرتْ سني، ورقَّ عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على ، لو لم أسمعه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا – حتى عد سبع مرات – ما حدثت به أبدًا، ولكني سمعته أكثر من ذلك))” مسلم.
  • روى مسلم، قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة – يعني ابن يزيد – عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر ح وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، عن عمر، مرفوعًا، وفيه: “((ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدالله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء))”.
  • روى الإمام أحمد في مسنده، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه، أنه سمع ثوبان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “((سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن))”.
قد يهمك هذا المقال:   قصة موسى مع الخضر

يختلف حكم الوضوء من عبادة لأخرى، فقد يكون الوضوء واجبا وقد يكون مستحبا وقد يكون مكروها وقد يكون محرّما أو مباحا، وإليكم تفصيل كل ذلك ومثال على كل حكم من الأحكام:

  1. واجب: يكون الوضوء واجبا على كل محدث أراد الصلاة ودليل ذلك قوله تعالى: “((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ))” 6، وعن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ))” البخاري
  2. مستحب: يكون الوضوء مستحبا ومندوبا في حال أراد الذكر، أو الوضوء قبل النوم فهو سنة، أو للبقاء على طهارة وغيره.
  3. مكروه: يكون الوضوء مكروها إذا توضأ ثم لم يأتي بعبادة ولم يغير المجلس، وأراد أن يجدد الوضوء، ذكر ابن تيمية -في مجموع الفتاوى، أن من توضأ قبل الوقت لا يعيد الوضوء بعد دخول الوقت، ولا يستحب لمثل هذا تجديد الوضوء [انتهى]، قال بعض أهل العلم لأن فيه إسرافا.
  4. محرّم: ويكون الوضوء محرّما إذا اكان الماء الذي يريد أن يستعمله في وضوئه، ماء مغصوبا، وكان غيره محتاجا له، فيأثم بذلك، واختلف أهل العلم في هل يرفع الحدث عنه أم لا.
  5. مباح: يرى المالكية أن الوضوء يأخذ حكم المباح في حال أراد الشخص التبرّد أو للدخول على السلطان.

نواقض أو مبطلات الوضوء

مبطلات الوضوء أو نواقض الوضوء، وهو المصطلح الشرعي الصحيح، وهي مفسدات الوضوء، التي إذا طرأت عليه أفسدته وأوجبت إعادة الوضوء:

  1. الخارج من السبيلين، وهي على أنواع، منها الغائط والبول، والريح والمذي والودي، والمني ودم الحيض والنفاس.
  2. ومن مبطلات الوضوء زوال العقل، سواء كان زوال العقل كلية كالجنون والإغماء، أو لفترة محددة كالنوم (المستغرق) مثلا، فهذا من مبطلات الوضوء ونواقضه، ويوجب على صاحبه إعادة الوضوء قبل الصلاة، قال الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمة الله عليه -:”النوم ينقض الوضوء إذا كان مستغرقاً قد أزال الشعور، أما النعاس فلا ينقض الوضوء لأنه لا يذهب معه الشعور” فتوى الشيخ بن باز رحمه الله
  3. أكل لحم الإبل من مبطلات الوضوء أيضا، لحديث جابر بن سمرة – رضي الله عنه -: أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم “((أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قال: ” نَعَمْ، تَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ))” مسلم.
  4. مس المرأة بشهوة، وينبغي أن يتبع المسّ خروج المني، وإلا فإن مجرّد المسّ لا ينقض الوضوء، ودليله حديث عائشة – رضي الله عنها – وعن أبيها قالت: “((فَقَدْت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَضَعْت يَدِي عَلَى بَاطِنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ))” مسلم.
  5. مس الفرج من غير حائل، لحديث بسرة بنت صفوان – رضي الله عنها – قالت: “((قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ))” أبو داود والترمذي، ومس الفرج داخل فيه مس الدبر، قال الشيخ بن عثيمين – رحمة الله عليه – :”ومس الدبر داخل في عموم الفرج”الشرح الممتع.
  6. الردة عن الاسلام، فالردة محبطة لجميع الأعمال بما فيها الوضوء، فهي من مبطلات الوضوء ونواقضه، قال تعالى:”((وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))” 217.
قد يهمك هذا المقال:   بحث عن الصوم

كانت هذه هي نواقض أو مبطلات الوضوء التي ذكرها العلماء، منها ما استدلوا به عليها من الكتاب والسنة، ومنها ما هو من اجتهادهم فرحمهم الله جميعا.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *