ما هي منظّمة اليونسكو؟
اليونسكو هي إختصار لعبارة: منظمة للتربية والعلم والثقافة.
و باللغة الانجليزية: The United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization والذي يُختصر إلى UNESCO – يونسكو؛ وهي وكالة متخصّصة تتبع لمنظّمة الأمم المتحدة، و تضمّ 195 دولة عضوًا.
يتمثل دور هذه المنظّمة في نشر أفكار السلام وإرساء قواعده من خلال السعي إلى تحقيق أسس التعاون الدولي في مجال والعلوم والثقافة. حاليًا، تساهم برامج اليونسكو في العمل من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والتي تمّ إرساؤها من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015.
تاريخ تأسيس منظّمة اليونسكو
جاء تأسيس اليونسكو نتيجةً للدّمار المادّي والمعنوي الذي مسّ عددًا من دول العالم جرّاء ما حدث في الحرب العالمية الثانية التي وقعت بين النّازية وحلفائها ضدّ والمملكة المتّحدة وحلفائهما من 1939 إلى 1945.
البدايات الأولى لتأسيس منظّمة اليونسكو كانت عند لقاء حكومات البلدان الأوروبية المتحالفة ضد ألمانيا النازية وأنصارها ضمن اجتماع تمّ عقده في سنة 1942 في إطار مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية (CAME)؛ وكان الهدف من هذا الاجتماع هو البحث عن الوسائل المتاحة والأساليب الممكنة لإعادة بناء النُظُم التعليمية لهذه الدّول عندما يعاد إحلال السلام في المنطقة.
ثمّ في سنة 1945، وبناءً على اقتراحات مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية، عُقد مؤتمرٌ للأمم المتحدة من أجل إنشاء منظمة تُعنى بالتربية والثقافة في لندن في الفترة الممتدّة من 1 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة.
مقرّ منظّمة اليونسكو
تمّ تدشين مقرّ اليونسكو في الثالث من شهر نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1958، ويقع في ساحة فونتونوا في باريس عاصمة فرنسا. يشتهر هذا المقرّ للمكانة الكبيرة التي تحظى بها منظّمة اليونسكو على الصعيد الدولي، إضافة إلى قيمته المعمارية العالمية التي اكتسبها بفضل طرازه الهندسي الفريد الذي يأخذ شكل نجمة ثلاثية والذي قام بتصميمه ثلاثة معماريّين من جنسيات مختلفة: الفرنسي برنارد زاهرفوس، المجري مارسيل بروير والإيطالي بيير لويجي نيرفي.
وقد تمّ تشييد ثلاثة مبانٍ أخرى لتكملة مباني المقرّ؛ حيث أنّ أوّل هذه المباني يأخذ شكل “الأوكرديون” ويحتوي على قاعة بيضاوية ذات سقف نحاسي متعدّد الثنايا، وفيها تُعقد الجلسات العامة للمؤتمر العام. أمّا المبنى الثاني فقد تمّ تصميمه على شكل مكعّب، ويتكوّن المبنى الأخير من طابقين تحت مستوى سطح الأرض، ويحتوي على مجموعة من المكاتب الموزّعة التي تطلّ على ستة أفنية محفورة تحت مستوى سطح الأرض.
يُعتبر مقرّ اليونيسكو متحفًا فنيا عالميا لما يضمّه من أعمال فنية متنوّعة لمجموعة من أشهر الفنانين العالميّين، مثل: ، بازين، ميرو، لوكوربوزييه، تابييه وغيرهم الكثير؛ حيث أنّ هذه المقتنيات الفنية تهدف إلى بعث رسائل تعبّر عن السلام الذي تسعى المنظمة إلى إحلاله والحفاظ عليه في كلّ أنحاء العالم.
ما هو دور منظّمة اليونسكو؟
تسعى اليونسكو لإيجاد المناخ الملائم لإطلاق حوار سلمي وفعّال بين الحضارات والثقافات والشعوب؛ حيث تؤمن هذه المنظّمة أنّ حوارًا مبنيًا على أسس الاحترام والتقدير المتبادلين من شأنه أن يمكّن العالم من وضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة تهدف إلى احترام حقوق الإنسان، وضمان الاحترام المتبادل، وحلّ المشاكل التي تهدّد حياة الإنسان كالفقر والأوبئة.
تعمل اليونسكو على بلوغ مجموعة من الأهداف الشاملة التي تصبّ في مصلحة التّنوع الثقافي وتحسين مستوى التعليم وتطوير المجتمعات، مثل:
- توسيع نطاق المؤسّسات التعليمية وتمكين كلّ الأفراد من الحصول على مقاعد فيها مهما اختلفت أعمارهم بتوفير المدارس للصّغار ومراكز محو الأمية للكبار.
- السعي من أجل تحقيق الأهداف المتعلّقة بالتنمية المستدامة من خلال تسخير الجهود العلمية والمعرفية اللازمة.
- تسهيل وسائل نشر المعلومات وتكثيف طرق الاتصال في أنحاء العالم.
- العمل من أجل نشر ثقافة السلام وفتح المجال أمام حوارات ثقافية بين الحضارات والشعوب.
تعمل منظّمة اليونسكو على تحقيق أهدافها من خلال عددٍ من البرامج المتخصّصة، وهي: التعليم، العلوم الدّقيقة، العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية، الثقافة، والاتصالات والمعلومات.
التعليم
وضعت اليونسكو لنفسها قائمة من المهامّ التي تُعنى بتحسين الكفاءات التربوية وتمكين كلّ أطفال وشباب العالم من الحصول على مقاعد في المؤسّسات التعليمية مهما كانت ظروفهم؛ ومِن أبرز هذه المهام:
- تشجيع التعاون وتشارك الخبرات من أجل تقوية النّظم التعليمية العالمية والتمكن من إخراج كفاءات قيادية.
- السعي لتوفير مقاعد تعليمية للجميع.
- دعم مشاريع البحث في مجال “التربية المقارنة” الذي يقوم بتقييم مختلف الأنظمة التعليمية في العالم.
- تصميم وإنشاء مراكز ثقافية وعلمية.
- إنشاء مشاريع ذات أهداف تعليمية وتمويلها.
- حثّ الحكومات الدّولية على إعطاء الاهتمام الكافي للقطاع التربوي، وتقييم التّطور الذي يمسّ هذا القطاع في مختلف أنحاء العالم لمراقبة مدى تحقيق الأهداف المسطورة في النّدوات العالمية.
تقوم اليونسكو بإنشاء مشاريع تهتمّ بحماية الطبيعة مع ضمان قدرة الإنسان على ممارسة نشاطاته على كوكب الأرض.
العلوم الإنسانية والاجتماعية
تساهم مشاريع اليونسكو في هذا المجال في تطوير المعارف، وتشجيع التعاون الثقافي لنشر القيم المتمّثلة في: الحرّية، العدل وكرامة الإنسان.
الثقافة
بدأ عمل اليونسكو في مجال الحفاظ على التراث العالمي المادّي، الثقافي والطّبيعي منذ سنة 1972، وتشتهر اليونسكو بالجهود التي تبدلها من أجل الحفاظ على الموروث الإنساني من خلال نشاطات “لجنة التراث العالمي” التابعة للمنظّمة والتي تتكفّل بدراسة اقتراحات الدّول الراغبة في إدراج مواقعها في “قائمة التراث العالمي” وإمدادها بالدّعم المادّي اللازم لحمايتها؛ وتقوم كذلك هذه اللجنة بإدارة: التراث الثقافي اللامادي للإنسانية، وسجلّ ذاكرة العالم.
كما تقوم منظّمة اليونسكو بحماية التنوع الثقافي العالمي وإنقاذ المؤلّفات النادرة من الضياع عبر ترجمتها إلى اللغات الحيّة الحالية.
الاتصالات والمعلومات
تسعى اليونسكو إلى التوعية بأهمّية التراث الوثائقي و تمكين الناس من الاطّلاع عليه وحمايته لأجل الأجيال القادمة؛ كما تسهر هذه المنظّمة على العمل من أجل تعزيز نشر المعلومات وتبادلها حول العالم.