ما هو الوضوء؟
لغةً: مُشتقّ من الوضاءة بمعنى: الحسن، والنّظافة والضياء والبهجة.
تعريف الوضوء اصطلاحا: الوضوء من العبادات التي شرعها الله تعالى للمسلمين، ويكون باستعمال الماء في غسل ومسح الأعضاء الأربعة (الوجه، اليدان، الرأس، الرّجلان)، مع النية، وذلك على صفةٍ مخصوصةٍ في الشرع.
حكم الوضوء
الوضوء واجب على المحدِث إذا أراد وما في حكمها، وذلك لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”- الآية 6 مِن سورة المائدة.
فرائض الوضوء
الفرائض هي كلّ فعلٍ أو قولٍ لا تصحّ العبادة إلا عند الإتيان به، وفرائض الوضوء هي:
- النية: وهي عزم القلب على فعل الوضوء لقول الله تعالى: “إنّما الأعمال بالنيات”.
- غسل الوجه من أعلى الجبهة إلى منتهى الذّقن، ومِن وَتَد الأذن إلى وتد الأذن، لقوله تعالى: “فاغسلوا وجوهكم”.
- غسل اليدين إلى المِرفَقَيْن لقول الله تعالى: “وأيْدِيَكم إلى المرافق”.
- مسح الرّأس من الجبهة إلى القفا، فقد قال الله تعالى: “وامسحوا برءوسكم”.
- غسل الرّجلين إلى الكعبين، قال تعالى: “وأرجُلَكم إلى الكعبين”.
- الترتيب بين الأعضاء المغسولة بأن يغسل الوجه أوّلا، ثمّ اليدين، ثمّ يمسح الرّأس، ثمّ يغسل الرّجلين.
- المُوالاة أو الفَوْر، وهو عمل الوضوء في وقتٍ واحدٍ دون انقطاع، غير أنّ الفصل اليسير يُعفى عنه، كالذي يكون لعذرٍ كنفاذ الماء، إذ لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها.
السّنن هي الأفعال والأقوال التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يؤثب المسلم عند القيام بها ولا يؤثم إن تركها، وسنن الوضوء هي:
- التسمية، بأن يقول المسلم عند الشروع: “باسم الله”، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه”.
- غسل الكفّين ثلاثا قبل إدخالهما في الإناء إذا استيقظ من النوم، لقول الله تعالى: “إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنّه لا يدري أين باتت يده”.
- السِّواك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لولا أن أشُقّ على أمتّي لأمرتهم مع كلّ وضوء”.
- المضمضة، وهي تحريك الماء في الفم من شدق إلى شدق، ثم طرحُه، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا توضّأتَ فمضمِض”.
- الاستنشاق والاستنثار؛ والاستنشاق هو جذب الماء بالأنف، والاستنثار هو طرح الماء بِنَفَس، قال صلى الله عليه وسلم: “وبالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائما”.
- تخليل اللحية.
- الغسل ثلاثًا ثلاثًا، فالفرض مرّة واحدة والتثليث سُنّة.
- مسح الأذنين ظاهِرًا أو باطنا.
- تخليل الأصابع في اليدين والرّجلين، فقد قال رسول الله: “إذا توضّأتَ فخلّل أصابع يديك ورجليك”.
- التيامن، وهو البداية باليمين في غسل اليدين والرجلين، لقول رسول الله: “إذا توضّأتم فابدؤوا بميامنكم”.
- إطالة الغرّة والتحجيل، وذلك بأن يصل في غسل الوجه إلى صفحة العنق، وفي اليدين أن يغسل شيئًا من العضدين، وفي الرٍّجلين أن يغسل شيئًا من الساقين، لقول رسول الله: “إنّ أمّتي يأتون غٌرًّا محجّلين مِن آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرّته فليفعل”.
- أن يبدأ في مسح الرّأس بمقدَّمه.
- أن يقول بعد الوضوء: ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”.
المكروه هو كلّ ما يُثاب تاركه ولا يُؤثم فاعله، ومكروهات الوضوء هي:
- التوضّؤ في المكان النجس، لكي لا تتطاير النجاسة على المسلم.
- الزيادة على الثلاث في الوضوء.
- الإسراف في الماء، فإنّه يُروى أنَّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرَّ بِسَعْدٍ وهو يتوضأ فقال: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ.
- ترك سُنّة أو أكثر من ، فهذا سبب في ضياع أجر عظيم لا ينبغي على المسلم تفويته.
- الوضوء بِفَضل المرأة.
مبطلات الوضوء هي الأفعال التي تنقض الوضوء، أي أنّ المسلم مُطالَبٌ بإعادة الوضوء كي تصحّ صلاته وما في حكمها، ومبطلات الوضوء هي:
- الخارِج من السبيلين من بَوْل أو مَذيٍ أو وَدْيٍ أو عُذرةٍ أو فِساء أو ضُراط.
- النوم الثقيل، لقول رسول الله: “العين وكاء السَّهِ، فمن نام فليتوضّأ”.
- استتار العقل وفقد الشعور بإغماءٍ أو سُكْرٍ أو جنونٍ، لأنّ المسلم -في هذه الحالة- لا يدري هل انتُقِض وضوؤه أم لا.
- مسّ الذَّكَر بباطن الكفّ والأصابع.
- الرِّدة، كأن يقول المسلم كلمة كفر، فإنّها وتبطل العمل، فقد قال الله تعالى: “لَئِنْ أشرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُك”.
- مسّ المرأة بشهوة.
- كتاب منهاج المسلم لفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري.