مقدمة
ينتمي ، خاتم النبيين والمرسلين، رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش وهي من أشرف القبائل العربية في ذاك الوقت في ، أبوه عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الذي ولد عام544 ميلادي والذي توفي وما يزال النبي محمّد جنيناً في بطن أمه، أما أمه فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهيرة بن كلاب المولودة في عام 557 ميلادي وكانت من أكثر النساء شرفاً في قريش، كما كان أبوهُ من الأشراف أيضاً، وتوفيت أمه بعد ست أعوام من ولادة النبي صلّ الله عليه و سلم و يرجع نسب والدا النبي صل الله عليه وسلم إلى عدنان.
ولادة الرسول صلّ الله عليه وسلم
ولد الرسول صلّ الله عليه وسلم في مكة في عام الفيل” أي ذلك العام الذي هُزم فيها جيش أبرهة الذي حاول هدم الكعبة ولكن الله أرداهُ مخذولا” حيث ولد الرسول في الثاني عشر من ربيع الأول في يوم الإثنين لعشرين يوم خلت من أبريل في العام 571 ميلادي، وعندما حملت به آمنة بنت وهب قد قيل لها” إنك قد حملت بسيّد هذه الأمّة فإذا وقع على الأرض فقولي”أعيذه بالواحد من شرّ كل حاسد ثم سميه محمّداً” فسُمي مُحمّدا، وعندما ولد فرح به جدّه عبد الله المطلب فذهب به إلى ليشكر الله على ولادته وقد ذكر انه سيكون لإبنه شأناً عظيماً فقد كان يحبّ إبنه عبدالله والد الرسول صلّ الله عليه وسلم وقد مات إبنه شاباً. وقد قيل أن اليهود قد علموا في اليوم الذي وُلد فيه النبيّ محمّد، أن أحمد النبي المكتوب في التوراة والإنجيل قد وُلد.
المعجزات التي رافقت ولادة الرسول صلّ الله عليه وسلّم
أكدت آمنة بنت وهب والدة الرسول صلّ الله عليه وسلّم أنه حينما ولد إبنها خرج منها نوراً قد أضاء له كل شيء”
وشواهد أخرى حينما وُلد الرسول صلّ الله عليه وسلم ما رأته أم عبد الرحمن بن عوف وأم عثمان بن العاص، أنهما شاهدا عند ولادة الرسول صلّ الله عليه وسلم نوراً أضاء ما بين المشرق والمغرب.
مرضعة الرسول صلّ الله عليه وسلم
مرضعة الرسول صلّ الله عليه وسلم هي السيّدة حليمة السعدية التي كانت من أكثر المرضعات حظاً بولادة النبي “ص” وكانت تحب الرسول صلّ الله عليه وسلم من أول يوم كانت ذاهبة لكي تتسلّمه، فقد زاد لبنها في صدرها، وزاد حجم أغنامها لحماً ولبناً وحتى مراعيها فقد إخضّرّت، ففرحت بهذا الطفل الذي أحست بإنه طفل مُبارك ، إذ كانت من عادات العرب أن المواليد يُرسلون إلى البادية بعيداً عن أمهاتهم اللاتي ولدنهم وأهلهم حتى لا يُصابوا بإي نوع من الأمراض المعدية وتهزل أجسامهم، كما من المهم بالنسبة لهم هي أن تقوى أجساد أطفالهم ومن الأسباب التي تجعلهم يستأجرون مرضعات أيضاً هو أن يتقن الطفل الفُصحى منذ نعومة أظافره.
شبه الجزيرة العربية حينما وُلد النبي صلّ الله عليه وسلم
كانت نشأته في مكة واحدة من مناطق ، تلك البيئة الصحرواية التي لها مميزاتها في ذاك الوقت حيث أن الطبيعة الصحراوية الجافة لذلك المكان أصبغت على أخلاق القوم بعض الميزات الجافة فقد تميزوا اهل الجزيرة العربية بنوع من التعصّب القبلي الذي لاينافسه فيهم أحد وهي كانت فترة الجاهلية العربية، وكانوا كثيرين الحروب لأتفه الأسباب ومنها كانت حرب داحس والغبراء التي إستمرت أربعون عاماً، كما إن من الطبيعة الجاهلية هو أنهم يحلّون لأنفسهم الخمر وقتل أولادهم ووأد بناتهم ، وكانوا يؤمنون بكثير من الخرافات التي قضى عليها الإسلام حينما بُعث محمّد، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى معظم أخلاق الجاهلية التي جاء بعد ذلك رسالة النبي محمّد صلّ الله عليه وسلم لكي تنهيها.
وأيضاً بجانب تلك المميزات فقد تميّزوا بخصال شريفة أيضاً منها الكرم، ولولا وجود صفات شريفة لما أنزلت الرسالة المحمدية الأخيرة عليهم، فقد كانوا أنسب القوم لحمل الرسالة ونشرها في الأصقاع.
نشأة النبي صلّ الله عليه وسلم في شبه الجزيرة العربية
كان النبي صل الله عليه وسلم ومنذ صغرهم لم يسجد لأي صنم قط ولم يكن يدين لأي وثن بإي سجدة أو أي عادة كان يقوم بها بنو قبيلته، فقد نشأ على دين التوحيد بالفطرة، وكثير من الشواهد دلّت على ذلك، ولم يكن يشرب الخمر ولا حتى يحتفل معهم في إحتفالاتهم الخاصة بالخمر.
فنسب أسرته الشريف صلّ الله عليه وسلم جعله يكون ذا سيرة حسنة بين الناس وقد لُقب في شبابه بـ”الصادق الأمين” لحسن أخلاقه وأمانته وصدقه فهو الذي لا يكذب أبداً. فبعد أن توفيّت والدته، أصبح النبي صلّ الله عليه وسلم بعدها يتيماً فتولّى رعايته جدّه عبد المطلب الذي تفائل به منذ اللحظة الأولى.