ما هي محافظة الشرقية؟
هي احدى محافظات جمهورية مصر العربية الثمان والعشرين، وقد سميت بهذا الاسم لإن موقعها في المنطقة الشرقية من أرض مصر حيث كانت تعد البوابة الشرقية لها، وكانت عاصمة لمصر في التاريخ القديم، ونظراً لأن لكل محافظة من محافظات علم خاص بها فإن لمحافظة الشرقية أيضاً علم خاص يتمثل في علم أخضر اللون يرمز لكون النشاط الإقتصادي الأساسي للمحافظة هو الزراعة ويتوسطه حصان أصفر في حالة الركض دلالة على تميز المحافظة بتربية الخيول العربية الأصيلة.
العيد القومي لمحافظة الشرقية
تحتفل محافظة الشرقية بيوم التاسع من سبتمبر في كل عام كعيد قومي للمحافظة، وهو ذكرى ثورة عرابي حين قاد قائد الجيش المصري “أحمد عرابي” -ابن محافظة الشرقية- جنود الجيش المصري إلى قصر عابدين ليواجهوا الخديوي توفيق بمطالب الجيش في التاسع من سبتمبر لعام 1881 م، حين دار بينهما الحوار المشهور بقول الخديوي توفيق: ما أنتم إلا عبيد إحساننا فرد عليه “أحمد عرابي”: لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً فوالله الذي لا إله إلا هو لن نستعبد بعد اليوم، وإن كانت المراجع التاريخية تؤرخ لهذا الحوار على أنه من مخيلة “أحمد عرابي” التي أوردها في مذكراته بعد رجوعه من المنفى.
التقسيم الإداري لمحافظة الشرقية
تصل مساحة محافظة الشرقية إلى أربعة آلاف تسعمائة وأحد عشر كيلو متر مربع يعيش عليها حوالي سبعة ملايين نسمة بما يمثل 7.4% من سكان جمهورية مصر العربية مما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بين محافظات الجمهورية حيث يسبقها في الترتيب محافظتي القاهرة (العاصمة) والجيزة، وهي مقسمة إدارياً إلى ثماني عشر مدينة عاصمتها مدينة الزقازيق.
تاريخ محافظة الشرقية
يبدأ تاريخ محافظة الشرقية منذ حيث كانت عاصمتها الزقازيق تدعى برباستت والذي يعني “بيت القطة” حيث عُبدت القطة كآلهة محلية في تلك المنطقة وبني لها معبد لا زال قائماً حتى الآن ويعرف بمعبد الآلهة “باستت”، وقد أصبحت برباستت عاصمة مصر بأمر من الملك “شيشنق الأول” في عهد الأسرات الثانية والعشرين والثالثة والعشرين بين عامي 931 و711 قبل الميلاد، وقد وجد فيها بقايا لمعابد ملكية ترجع للملوك “بيبي الأول” و”تيتي”، وحرف اسمها في عهد إلى “بوباستت”.
وأيضاً حاول الملك “رمسيس الثاني” نقل عاصمة الدولة المصرية القديمة في عهده إلى مدينة تانيس” التي هي مدينة الحسينية في محافظة الشرقية أيضاً، وقد نقل لها بالفعل العديد من التماثيل الملكية والأحجار الجرانيتية لإقامة القصور والمعابد ولكن لم يمهله العمر. وقد كانت محافظة الشرقية إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة حين هربت السيدة مريم العذراء بوليدها المسيح عيسى بن مريم من فلسطين إلى أرض مصر خوفاً من عدوان الإمبراطور الروماني هيرودس ومر طريقها بتل بسطة في مدينة بوباستت وقتها.
أما في التاريخ الإسلامي فقد كانت محافظة الشرقية هي معبر جيش لمصر بقيادة “عمرو بن العاص”، حيث دارت في مدينة بلبيس معركة كبيرة بين جيش المسلمين وجيش الرومان هزموا فيها هزيمة منكرة جعلت قواتهم تتقهقر إلى الإسكندرية، وبنى المسلمون أول مسجد في مصر وقارة إفريقيا قاطبة في مدينة بلبيس، وهو مسجد سادات قريش تخليداً لذكرى من شهدوا فتح مصر، وهو يسبق تاريخياً مسجد عمرو بن العاص الذي بُني في الفسطاط.
وقد أقام في قرية العباسة التابعة لمدينة أبو حماد في محافظة الشرقية بعضاً من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على رأسهم حفيدات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ابنته “فاطمة الزهراء” السيدة “زينب ابنة علي بن أبي طالب” وابنتا أخيها “الحسين” “فاطمة” و”سكينة” بعد خروجهن من بعد مقتل الإمام “الحسين بن ” في موقعة كربلاء وانتصار جيش “يزيد بن معاوية بن أبي سفيان”، وفي العصر الحديث أكثر ما اشتهرت به محافظة الشرقية هي مجزرة بحر البقر التي قامت بها قوات الاحتلال الصهيوني في سبعينيات القرن المنصرم حين ألقت قنبلة على مدرسة بحر البقر أودت بحياة العديد من الأطفال تلاميذ المدرسة ومعلميهم.
معالم أثرية في محافظة الشرقية
متحف هرية
يعد متحف هرية هو المتحف القومي لمحافظة الشرقية وهو يقع في قرية هرية رزنة في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، واختير موقع المتحف في هذه القرية كونها محل ميلاد الزعيم “أحمد عرابي”، وكان افتتاح المتحف في عام 1973 م، وهو مقسم إلى أربع أقسام: قسم مخصص للزعيم “أحمد عرابي” يضم وثائق تاريخية وتماثيل شخصية تتعلق بالزعيم “أحمد عرابي” وقادة الثورة العرابية وكل ما يتعلق بتلك الفترة، القسم الثاني يتعلق بالموروثات الشعبية لسكان محافظة الشرقية وما يتعلق بهم من ملابس وأدوات طعام وفولكلور وتراث شعبي.
أما قسمي المتحف الآخرين يضم أحدهما كل ما يتعلق بشهداء بحر البقر، والآخر يضم بعض التماثيل الأثرية التي ترجع لعهد الدولة المصرية القديمة وتم العثور عليها في حفريات مختلفة في محافظة الشرقية وتتمثل في تماثيل للآلهة باستت وتماثيل ملكية وتمثال صغير لأبو الهول وأواني طعام مختلفة وحلي للزينة وموائد للقرابين وتماثيل الأوشابتي التي تحرس الأرواح في طريق انتقالها من الحياة الفانية إلى الحياة الأخرى وغيرها الكثير.
معبد آمون
يعتبر آمون أقدم الآلهة المصرية الشمولية التي كانت تعبد في كافة مناطق مصر قاطبة، لذا تنتشر معابده في مناطق ومحافظات مختلفة منها محافظة الشرقية التي يقع معبد آمون بها في منطقة صان الحجر الأثرية في مدينة الحسينية، وهو من أكبر معابد الوجه البحري، ولكن للأسف لم يحتفظ ببناءه كاملاً فما بقى منه للآن يعتبر أنقاض للمعبد الأساسي الذي بني في عهد الملك “رمسيس الثاني” والذي لا تزال تماثيله هو وزوجته “مرين آمون” قابعة على بوابة المعبد الجرانيتية.
ولا يزال المعبد محتفظاً بالعديد من التماثيل منها نسخة لتمثال أبو الهول، كما يحتوي المعبد على بحيرة مقدسة للإله آمون وهي تشبه بحيرة الكرنك المقدسة في محافظة الأقصر.