مسجد الزيتونة في تونس

مسجد الزيتونة في تونس

عُرف في تونس بعدةِ تسميّات على مر التاريخ، ومنها الجامع الأعظم وجامع الزيتونة المعمور، وأقدم مسجد بين المساجد السنية وأكبرها، ويأتي بالمنزلة الثانية بعد مسجد عقبة بن نافع كأقدم مسجد على مستوى تونس، يشغل مسجد الزيتونة موقعًا في قلبِ مدينة تونس العتيقة في بمساحةٍ تتجاوز 5000 م2، تحيط به أسوار مزوّدة بتسعةِ أبواب، كما أنه مدجج بـ184 عمود ينتصب في قاعته الداخلية. جامع الزيتونة

تتضارب الروايات حول سبب تسميته باسم مسجد الزيتونة، إذ تشير بعض المعلومات إلى كثرة أشجار الزيتون في المنطقة التي شُيّد فيها المسجد، فقُطعت جميعها باستثناء واحدة حافظوا عليها في قلب ساحتها، وهذه هي الأكثر تداولًا من بقية الروايات.

عمارة مسجد الزيتونة

يعتبر مسجد الزيتونة في تونس منارة إسلامية مشعة بالحضارة والثقافة والعلم، وفيما يتعلق بعمارته فإنه ذات عقود متوازية قبالةِ جدار القبلة، ويمتاز بعدم انتظام أطوال أضلاعه، فيصل طول الضلع في المنطقة القريبة من القبلة بنحو 64 متر، بينما يزيد الطول عن ذلك ليصبح 65 متر في الجهة الغربية بينما يقدر طول الضلع في الناحية الشرقية منه بـ 60 متر، وفي آخر اتجاهاته وهي الشمالية فيقترب طول الضلع فيه من 55 متر، وتقف في الجامع قبتين بكل شموخ في مقدمة المحراب ومدخل الرواق.

ترتكز القبة الأولى فوق 32 عمود يحتوي كل منها على طاقة مفتوحة، إلا أن جمال قبة البهو قد طغى على هذه القبة لما تتمتع به من زخرفة إسلامية خلابة، ويشار إلى أن للمسجد مئذنة واحدة فقط في ذلك الجزء الشمالي الشرقي منه، وبالنسبةِ للمنبر الموجود هناك فقد تم صناعته من أفخر أنواع الخشب منقوشًا بالزخارف الإسلامية المميزة، وقد حملت أبواب الجامع بدورها نقوشات وزخارف إسلامية متمثلة بالآيات القرآنية والأشكال الهندسية بمختلف أشكالها.

قد يهمك هذا المقال:   شرح هرم ماسلو

تاريخ مسجد الزيتونة

يعود تاريخ بناء مسجد الزيتونة في إلى سنة 79 هجرية/ 698م بإيعازٍ من قائد الفتوحات الأفريقية المسلم حسان بن النعمان، إلا أن إتمام بنائه قد وقع على عاتقِ والي أفريقيا عبيد الله بن الحبحاب، وقد تم وضع آخر حجر فيه في سنة 698م خلال فترة الفتوحات الإسلامية للبلاد، وتمت توسعته بشكلٍ بسيط في غضونِ عام 704م، أما دور بن الحبحاب فقد جاء سنة 732م بإصدار الأمر في إتمامه للمضي قدمًا بما بدأ به القادة السابقين له، ومن المؤسف أن هذا المسجد قد اندثرت معالمه تمامًا إلا أن الأمير الأغلبي أبو إبراهيم بن الأغلب قد أصدر أمره بوجوب إعادة تشييده كاملًا سنة 864م، وما يٌثبت ذلك وجود كتابات ونقوشات في الجزء السفلي من المحراب تؤكد بأن العمل قد تم تحت إشراف المعماري فتح الله.

توالت الترميمات في مختلف العصور الإسلامية التي حضرها وعاصرها المسجد، فكان أولها سنة 990م على يد الأمير المنصور بن بلكين بن زيري بقيامه بتشييد قبة البهو، وجاء السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد المستنصر سنة 1250م ليقوم بتزويد المسجد وإمداده بالخزانات المائية الضخمة، ومع حلول سنة 1316م خضع المسجد للعديد من الأعمال الترميمية والتشييد.

أهمية مسجد الزيتونة في تونس

فيما يلي بعض المعلومات حول أهمية مسجد الزيتونة في تونس، ومنها:

  • مقر رئيسي للعبادة في العاصمة التونسية.
  • مقرًا لإحياء الاحتفالات الدينية وعلى رأسها .
  • نقطة تجمهر المسلمين لإحياء ليلة القدر في شهر رمضان المبارك.
  • أيقونة علمية وحضارية ساطعة في سماء العالم العربي والإسلامي، ففيه أول جامعة في الإسلام والعالم على حدِ سواء.
  • نقطة انطلاق نشر الثقافة العربية والإسلامية في بقاع دول المغرب العربي.
  • مسقط رأس أول مدرسة فكرية أفريقية.
  • مهدًا لكوكبة من كبار العلماء والمشايخ في العالم الإسلامي، ومن بينهم الفقيه ابن عرفة التونسي، ومبتكر علم الاجتماع ابن خلدون، وأبو الحسن الشاذلي والعالم عبد العزيز الثعالي والشاعر الكبير أبو القاسم الشابي وغيرهم.
  • المساهمة في الاحتفاظ بأصالةِ الثقافة العربية الإسلامية في المنطقة في فترة خضوعها للاستعمار الفرنسي، فتصدى بكل شراسة لكل المحاولات التي باءت بالفشل في التخلص من الإنتماء العربي الإسلامي الذي تقدمه تونس.
  • توطيد جذور وترسيخها في المنطقة، والحفاظ عليها من الاندثار.
قد يهمك هذا المقال:   عجائب الدنيا السبعه

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *