معلومات عن الحمام الزاجل
من أهم وسائل نقل الرسائل والمعلومات في التاريخ القديم، وكان الوسيلة الأسرع في ذلك الوقت لقطعه آلاف الأميال باليوم الواحد، ولدقة وصوله إلى المكان المطلوب، وكان بمثابة ثروة لمن يعملون في مجال تدريب الحمام والعناية به، فالحمامة الواحدة كانت تُباع 700 دينار عند العرب، وكان يستخدمه كبار الحكام والخلفاء، وكذلك عامة الشعب في نقل الرسائل الغرامية أو رسائل الحرب أو غيرها من الأولى، ويُعرف عن ذلك الحمام بقدرته الكبيرة على معرفة الخرائط المجال المغناطيسي للأرض فهو سيد الحمام.
مواصفات الحمام الزاجل
الحمام الزاجل هو نوع من أنواع الحمام، وهو من أصول أفريقية، حيث تعتبر وليبيا والسودان من أهم الدول التي كانت تبيع الحمام الزاجل المدرب من أجود الأنواع، وللحمام الزاجل مواصفات مهمة سواء من حيث الشكل أو قدرة الحمام على ، مثل:
- رأس مقوس وصدر بارز بسبب وقفة الحمامة الثابتة.
- رقبة قصيرة، ومنقار صغير أسود، مع فك قوي.
- عيون حمراء أو خضراء.
- ريش متماسك وصلب لاحتمال الطيران لمسافات بعيدة، مع اجنحة عريضة وقوية.
- ذيل أسود طويل.
- أرجل قوية وقصيرة وخالية من الريش.
- ألون جسمه متعددة.
- كلما زاد عمر الحمامة، زاد حجمها، لذلك الحمام الصغير كان أفضل الأنواع.
- ذكي ومدرب جيدًا على الطيران السريع والعودة إلى وطنه.
- خالي من الأمراض، حيث أبرع العرب في معرفة الأمراض التي قد تصيب الحمام وكيفية علاجها، وقد كتبوا مجموعة من الكتب في الحمام الزاجل وكيفية العناية به.
أنواع الحمام الزاجل
توجد أنواع من الحمام الزاجل حول العالم، وكل نوع يتميز ببعض الصفات عن الآخر، مثل الحمام الزاجل الأسترالي، والإنجليزي، والبغدادي الذي اشتهر جدًا في أيام والفاطمية، وتنقسم جميع الأنواع إلى نوعين، حمام زاجل للزينة، بسبب شكله وألوانه الجذابة، وآخر حمام للسباق ونقل الرسائل وهو النوع الذي يمتلك عضلات أقوى وبؤبؤ عيون كبيرة وريش ناعم وجنحان قويان للطيران، وهذا الأخير ينقسم أيضًا لحمام زاجل للمسافات الطويلة، وآخر للمسافات القصيرة، وهذه الأنواع تم تقسيمها بسبب شدة أهمية الحمام الزاجل في القديم، فكان بمثابة ثروة، مثل الهواتف في زمنا الحالي.
عناية وتدريب الحمام الزاجل
مربين الحمام الزاجل كانوا يهتمون بفصل الذكور عن الإناث، وإطعام الحمام طعام خاص من بذور الذرة والبسلة لينمو قويًا وخفيف الوزن في ذات الوقت، أما تدريب الحمام فكان يعتبر مهمة صعبة وتحتاج لمهارة كبيرة، وكان التدريب يبدأ بعد شهرين من فقس بيض الحمام، بداية من نصف ساعة يومية وتزيد بشكل تدريجي كما تزيد المسافات التي يقطعها الحمام أيضًا، ويجب على المربي أن يلاحظ جيدًا قدرة احتمال الحمام للتدريب، وقد أبرع العرب قديمًا في تدريب الحمام الزاجل وتحسين نسله.
لماذا اُستخدم الحمام الزاجل؟
من بين كل أنواع الحمام، تم استخدام الحمام الزاجل في نقل الرسائل، وارتبط اسمه بعملية ارسال واستقبال الرسائل والمعلومات في القديم، وذلك لأنه يعتبر سيد الحمام في الطيران، قادر على تحديد المنطقة المستهدفة بدقة والعودة إلى وطنه مهما بعدت المسافات، ولا يعرف العلماء حتى الآن السبب الرئيسي في قدرة هذا الحمام، ولكن تشير الدراسات إلى أنه قادر على رسم خرائط باستخدام المجال المغناطيسي للأرض، تمامًا كما تفعل بعض الطائرات الحديثة اليوم، وتلك الميزة التي وهبها الله له شديدة الدقة وأفضل من الحواسيب الحديثة، كما أنه سريع الطيران، وبذلك كان يعتبر وسيلة لنقل الأخبار في الحروب أسرع من الخيل وأقل تكلفة لأنه يتكاثر بسرعة، ولا يحتاج لدليل بشري مثل الخيل لأنه يطير بمفرده، وفي وقت ، قاموا بإرسال رسائل مشفرة، ولم يتمكن العدو من فهم الرسائل إذا وقعت بيدهم، على عكس العامل البشري الضعيف الذي قد يبوح بالرسائل إن وقع بالأسر، كل تلك العوامل أدت لشهرة الحمام الزاجل وشيوع استخدامه بالعالم كله قبل اختراع وسائل التواصل الحديثة.
حاسة السمع عن الحمام الزاجل
قام العلماء في العصر الحديث بإقامة العديد من التجارب التي قد تفسر قدرة الحمام الزاجل الكبيرة على الطيران بدقة، ولكن من أهم النظريات التي أثبتت صحتها التجارب، أن الحمام الزاجل يمتلك حاسة سمع قوية جدًا، بحيث يتمكن من سماع ترددات تقل عن 0.05 هرتز، وتمكنه من تحديد مساره أثناء الطيران، تلك الأصوات تتأثر بالأحوال الجوية والمواسم والضغط الجوي والمجال المغناطيسي وتضاريس المكان، وأي تفاعل بين الموجات وتلك العوامل يلتقطها الحمام.
معلومات شيقة عن الحمام الزاجل
إضافة لكل ما تم ذكره، يمكن القول بأن الحمام الزاجل من أروع الطيور التي تبهر الإنسان، وهذه مجموعة أخرى من المعلومات الشيقة والمثيرة:
- سرعة الحمام الزاجل أثناء الطيران قد تصل من 56 إلى 65 كيلومتر في الساعة.
- الحمام الزاجل من الطيور الحميمة جدًا والوفية للغاية، فهو يقوم باحتضان أبناءه حتى بعد أن يكبروا، ويمتاز بعشقه لوطنه الأصلي ويعود له حتى وإن تمت إزالة العش.
- تبدأ أفراخ الحمام الزاجل بالطيران بمفردها بعد 5 أسابيع من فقس البيض، وتحتاج إلى 6 أو 8 أسابيع أخرى لتصبح كاملة الأهلية في الطيران.
- تعتبر القرحة الأكلة، والكوكسيديا التي تصيب الأمعاء، ومرض بو رقيبة أو الهزاز، من الأمراض التي قد تصيب الحمام الزاجل، وقد عرف العرب قديمًا هذه الأمراض وحاولوا علاجها.
- القمل من المشاكل الأخرى التي تزعج الحمام الزاجل وتقلل من قدرته، وكان العرب يقومون بالعناية بالحمام من القمل قبل أيام السباق أو في أوقات الحروب ومواسم التزاوج.
- أفضل وقت لتدريب الحمام الزاجل هو فصل الشتاء.
- إلى اليوم، يقوم بعض الهواة بتدريب الحمام الزاجل واستخدامه كنوع من الهواية، ويمكن إيجاد العديد من نوادي الحمام الزاجل ومحبيه عبر الانترنت، وتُقام له المسابقات قصيرة المدى، حيث يقوم الهواة باختيار أفضل الحمام من سلالات معروفة، ثم بناء مسكن له والعناية بطعامه وتوفير الأدوية الطبية إن كان بحاجة لها، ومن ثم تبدأ عمليات التدريب حتى يصبح الحمام قادر على دخول السباقات المحلية.