معلومات عن الذئب
الذئب ويشتهر باسم الذئب الرمادي، هو أحد نُويعات ، ويُعتبر أكبر عضو في فصيلته، حيثُ يبلغ مُتوسط كُتلة الذكر حوالي 45 كيلوغرامًا والأنثى حوالي 36 كيلوغرامًا. ويتميز الذئب عن النُويعات الأخرى بحجمه الكبير وملامحه الأقل بروزًا، خاصةً الأذنين والأنف. فراءُ الذئب طويل كثيف، وغالبًا ما يكون رمادياً مُنقطاً، وقد يتواجد منه اللون الأبيض والأحمر والبُني المائل إلى السواد تقريبًا. في النسخة الخامسة من مرجع أنواع الثدييات في العالم، تحددَ وجود حوالي 38 نَوع فرعي من الذئب.
يُعتبر الذئب الرمادي النُويع الأكثر انتشارًا ضمن الكلاب، ويتميز بشكله المُتكيف لصيد الفرائس الكبيرة وطبيعته الأكثر جمالًا، كما أنَّ سلوكه في التعبير مُتقدمٌ للغاية. الذئب هو النوع الوحيد من الكلاب الذي يحتوي على مجموعةٍ من أفراد القديم والجديد، وقد نشأ في أوراسيا خلال العصر الجليدي. وحسب الدراسات فقد تطورَ الذئب على نطاقٍ زمني جيولوجي لا يقل عن 300 ألف سنة، فالذئب قابلٌ للتكيف بدرجةٍ عالية، ويتواجد في مجموعةٍ متنوعة من البيئات. الذئب هو حيوانٌ اجتماعي، يُتحرك في قطعانٍ مُكونةٍ من أزواجٍ من الأفراد الصغار، ويترافقُ معهم الأزواج الكبار.
خصائص الذئاب
تختلف الذئاب عن الكلاب بوضوح، فتشريحيًا، تَكون الرؤية الدائرية الذئاب أقل من الكلاب التي تتمتع بقدرةٍ عالية على تحريك عيناها بزاوية 53 درجة، أما الذئاب فقط لما يقل عن 45 درجة، وتكون هذه الحركة في محجر العين، كما أنَّ دماغ الذئاب أكبر حجمًا، وبالتالي تكون قُدرتها الاستيعابية أكبر.
رأس الذئب كبير وثَقيل، ويمتلك الذئب جبينًا عريضًا، وفكينِ قويين، وأنفاً طويلاً حاداً، حيثُ يبلغ متوسط طول جمجمته حوالي 250 ملم، ومتوسط عرضها حوالي 140 ملم، كما يمتلك كبيرة وثقيلة، ومُتكيّفة لسحق العظام، ويُمكن لفكي الذئب توليد ضغط كبير يصل إلى 10,340 كيلوباسكال، وهذه القوة كافية لتكسير مُعظم العظام.
تتواصل الذئاب مع بعضها عن طريق البصر، وباستخدام مجموعةٍ من التعابير الوجهيّة والوضعيات الجسدية. كما تعتمد الذئاب في الصيد على قدرتها الاحتمالية بدلًا من سُرعتها، ويُساعدها في ذلك صُدورها الضيقة وظهورها وقوائمها القويَّة التي تُسهل عليها الحركة بسرعة ونشاط. كما أنها قادرة على قطع مسافاتٍ كبيرة بسرعة 10 كيلومترات في الساعة، وقد تصل سرعتها إلى حوالي 65 كليومترًا في الساعة خلال مُطاردة الفريسة. وُثقت بعض الحالات التي قامت فيها إحدى إناث الذئب بالقفر على بعد 7 أمتار أثناء مُطاردة الفريسة.
التزاوج والتكاثر
تتزاوج الذئاب عادةً في الفترة ما بين يناير وأبريل، وخلال موسم التزاوج، تتقرب الذئاب من بعضها البعض وتزداد نسبة التوتر فيما بينها، فقد ينشأ أحيانًا قتالٌ عنيف لمنع حصول بين الأفراد، كما أنَّ الذئاب تتميز بعدم تزاوج المحارم، ونادرًا ما يحصل ذلك. عند بدأ التزاوج تختلى أنثى الذئب بالذكر لفترةٍ طويلة بعيدًا عن باقي القطيع، ويَعلم الذكر ذلك عند ارتفاع نسبة إفرازات الأنثى من الفيرومونات في بولها، ويقوم بذلك عن طريق حاسة الشم.
التغذية
عادةً ما يكون الذئب مفترسًا علويًا مع البشر و فقط، لذلك يُشكل تهديدًا خطيرًا عليها، كما يتغذّى في المقام الأول على ذوات الحافر متوسطة الحجم أو الضخمة، إلا أنه يبقى حيوانًا انتهازيًا، إذ يتغذّى على أي مصدر لحوم مُتوافر؛ فقد يأكل الحيوانات الصغيرة والماشية والجيَف والقُمامة، كما أنَّ التغذي على بني جنسه ليس نادرًا بين الذئاب، فقد وُثقت بعض الحالات عند قلة مخزون الطعام، كما لوحظ أنَّ بعض الذئاب تتغذى على السلمون عند هجرتها. ويندر أن تأكل الذئاب البشر، ولكنها قد تُقدِم على ذلك أيضًا لو اضُطرّت. غالبًا تتجنب الذئاب أي طريدة غير مألوفة لها، وهذا ما يمنع الذئاب من مهاجمة البشر، كونها لا ترى البشر كثيرًا في حياتها. في حال شعرت الذئاب بجرأة الفريسة وعدم خوفها تزداد شراسةً، حيثُ تقترب من الفريسة، وتُحاول الاحتكاك بها عدة مرات، بهدف ترويضِ نفسها للتكيف والتأقلم مع هذه الكائنات. يُعتبر الذئب بالغًا في عمر السبع سنوات، ويبلغ أقصى عمرٍ له 16 عامًا تقريبًا.
علاقة الذئاب بالبشر
يُقدر عدد الذئاب عالميًا حوالي 300 ألف، ويُعتبر الذئب أكثر الحيوانات التي يُبحث عنها في العالم، وتمتلك الذئاب تاريخًا طويلًا مع البشر، حيثُ تُعامل سيئًا في معظم المجتمعات الرعوية؛ بسبب مهاجمتها للماشية، في حين تُحترم في المجتمعات الزراعية والمجتمعات التي تعتمد على الصيد. على الرغم من أنَّ الخوف من الذئاب مُنتشر عالميًا، إلا أنَّ غالبية الهجمات المُسجلة ضد البشر قد نُسبت إلى ذئابٍ تُعاني من داء الكَلَب، وهي تعيش بعيدًا عن البشر، حيثُ تطور لديها خوفٌ من البشر الصيادين والرُعاة.
يرمز الكتاب المقدس إلى الذئب 13 مرة، وغالبًا على شكل استعاراتٍ تدل على الجشع والدمار، أما في فقد ذُكر الذئب 3 مرات في سورة يُوسف، وذلك عندما قال والد النبي يوسف عليه السلام لأبنائه أنه خائف إن ذهب ولده معهم أن يأكله الذئب، فطمئنوه أنَّ هذا لن يحصل، وعندما ذهبوا مع أخيهم ألقوه في الجب وعادوا قائلين لأبيهم أن الذئب قد أكله.