ما هو الاستثمار؟
المفهوم العام للاستثمار ببساطةٍ هو أن تجعل أموالك تعمل من أجلك لتعود عليك بأرباحٍ تزيد من رأس مالك الأساسي.
وينقسم إلى نوعَين رئيسيَّين: أولهما، استثمار الدخل الثابت، مثل شراء السندات والودائع الثابتة؛ وثانيهما، الاستثمار متغير الدخل، مثل امتلاك العقارات أو الشركات.
ويُعرَف الاستثمار في بإنشاء رأس مال أو بضائع تكون قادرةً على إنتاج سلعٍ أو تقديم خدماتٍ تعود عليك بالمال.
فوائد الاستثمار
للاستثمار فوائد عديدة، أهمها الحصول على الحرية المالية، وهو الهدف الذي يسعى إليه جميع الأفراد في العالم؛ فمن منا لا يرغب في التخلص من ضغوط التفكير في تغطية تكاليف المعيشة المستقبلية، أو إبعاد أسئلةٍ مثل ماذا سيحدث إن فقدت الوظيفة التي أعمل بها؟
كما أن الأمر لا يتوقف على الحرية المالية فقط، فالاستثمار سوف يجعلك قادرًا على بعائد كبير، ومن ثمَّ ادخار المزيد كي تستغله في المستقبل بهدف تأسيس مشروعاتك الخاصة، أو تعليم أطفالك وتوفير حياةٍ كريمة لهم، وما إلى ذلك.
لذا، إن عزمت حقًّا على الالتحاق بعالم الاستثمار عليك أن تقرأ تلك النصائح.
نصائح يجب معرفتها قبل البدء في الاستثمار
أولًا: سدِّد ديونك
خطوتك الأولى قبل أن تدخل عالم الاستثمار هي أن تسدد جميع الديون القابعة فوق كتفيك حتى تصبح حرًّا في التحكم بأموالك الخاصة، حينها فقط يمكنك أن تجلب ورقة وقلمًا كي تبدأ بوضع خطتك الاستثمارية.
ثانيًا: ابدأ في الادخار
كي تستثمر عليك أن تملك الأموال، وكي تملك الأموال عليك أن تدخرها، لذا حاول قدر الإمكان أن تقلل من مصروفاتك الشخصية وتدخر من دخلك الخاص 10% على الأقل بشكلٍ دوري. في النهاية، ستجد السيولة الكافية للبدء بالأمر.
ثالثًا: استثمر في نفسك
سددت ديونك، ثم ادخرت بعض الأموال.. الآن ابدأ الاستثمار بنفسك أولًا. عندما سُئل وارن بافيت -وهو أحد أغنى المستثمرين في العالم- عن سرِّ تكوينه تلك الثروة الهائلة، أجاب بأنه يقضي أغلب وقته والتعلم. لذا لا تتردد في إنفاق بعض أموالك في القراءة والتعلُّم والحصول الدورات اللازمة، فذلك سيكون رأس مالك الأقوى بعالم الاستثمار.
رابعًا: ادخر للطوارئ
دائمًا ما ينصح خبراء الاستثمار ورجال الأعمال بهدف اللجوء إليها في حالة حدوث أي طارئ. إذ إنك إن لم تكُن تمتلك قدرًا كافيًا من الأموال وحدثت لك مشكلة مفاجئة واستدنت بسببها، قد يتسبب ذلك في خسائر مادية لك طوال حياتك.
لذا، يُعدُّ من الأفضل دائمًا أن تدَّخر 1000 دولارٍ على الأقل ولا تستخدمهم إلا في حالة حدوث المشكلات الطارئة جدًّا.
وبالإضافة إلى ذلك المبلغ، عليك أن تدخر ما يكفي مصروفاتك لمدة ستةأشهرٍ أيضًا. أي إنه إذا كانت مصروفاتك الشهرية تعادل 300 دولار، فعليك أن تدخر 1800 دولارٍ إضافية على مبلغ الطوارئ الأولي.
وتُعدُّ مدخرات الستة أشهر مهمةً في حال حدث شيء ما بوظيفتك واضطُررت إلى قضاء عدة أشهرٍ دون دخلٍ حتى تحصل على وظيفةٍ جديدة.
حسنًا، الآن تحدثنا عن مدخرات الطوارئ، ومدخرات المصاريف، ماذا عن مدخرات خطر الخسارة؟
هذا ما سنتحدث عنه الآن، فبعد أن تقوم بادخار المبلغين الأولين، ابدأ في الاستثمار، وبمجرد أن تحصل على الأرباح ادَّخر جزءًا دوريًّا منها لمُواجهة المخاطر والخسائر في حال حدث شيء لاستثماراتك.
ولنا مثال عظيم في رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك عندما خسرت شركته لتصنيع السيارات تيسلا موتورز وأوشكت أن تغلق أبوابها، فضخَّ 40 مليون دولارٍ من ثروته الخاصة كان قد ادخرها من قبل، والآن تُعدُّ تلك الشركة أحد أكبر شركات السيارات في العالم.
خامسًا: اختر استثماراتك بحكمة
القاعدة الأولى والأخيرة، إن لم تكُن تعرف كيفية عمل المشروع أو الشركة التي تنوي إلقاء أموالك بها كي تستثمرها، فلا تفعل ذلك. الأمر حينها سيكون أشبه بالحظ، إن أصاب فلا يعني أنه كان صحيحًا.
وتُعدُّ تلك أحد أهم نصائح وارن بافيت للمستثمرين، إذ إنه قبل أن يُقرِّر وضع أمواله في شركة ما يعرف كل خطوةٍ تتم بداخل تلك الشركة حتى يُقرِّر ما إذا كانت ستستمر في إعادة الربح عليه في المستقبل أم لا.
سادسًا: احمِ استثماراتك
“احمِ استثماراتك”. إن كنت من محبي الأفلام التي تتحدث عن الأموال والاستثمار، فلا بد أن تلك الجملة مرَّت عليك من قبل، ودعني أؤكد لك أنها صحيحة تمامًا؛ فحماية الاستثمارات الخاصة بك هو ما سيضمن لك ربحًا مستمرًّا، إذ إن رأس مالك هو من يعمل من أجلك، وعدم حمايته قد يعني خسارته، ومن ثمَّ خسارة الموظف الأقوى لديك، بل الوحيد.
لذا، إن قررت البدء في استثمار أموالك، عليك أن تعطيها اهتمامك كي تعود عليك بأموالٍ أكثر. والنصيحة الأفضل دائمًا: لا تنجذب إلى الأموال، بل اجعلها ما ينجذب إليك.