ما الأرق
يعاني الكثير من الناس من الأرق اليومي الذي يسبب الكثير من المشاكل في والعصبية المفرطة دون داعٍ، والحزن والإرهاق طيلة الوقت، والأرق هو القلة في النوم أو في ساعات النوم أو عدم التمكن من الاستمرارية بالنوم لمدة معقولة، وتختلف أنواع الأرق عن بعضها؛ وبالتالي تختلف طرق العلاج، وقد يكون أرق عابرًا أو مزمنًا، ويختلف حسب شدته والأعراض المصاحبة له، ومن ذلك وجب دراسة أسباب الأرق وعلاجه لتنعم بحياة هادئة مستقرة لك ولمن حولك.
أنواع الأرق
يوجد نوعان من الأرق يعاني منه أغلب المرضى، الأول هو النوع الحاد والقصير، والذي يحدث بسبب الأرق الشائعة والعابرة، أي قد لا تحتاج إلى علاج مكثف، ويستمر الأرق لمدة أيام أو أسبوع، ويرجع الإنسان إلى نومه الطبيعي بعد التخلص من السبب في أغلب الأحيان، أما النوع الآخر فهو الأرق المزمن، وهو اضطراب في ساعات النوم أو في عمقه لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر بدون سبب شائع واضح، وقد يرتبط الأمر ب حادة أو دواء مخطئ أو مرض عضوي بالدماغ وهذا من اختصاص طبيب الأعصاب المتخصص.
أسباب الأرق الشائعة
مع أغلب حالات الأرق تكون الأسباب واحدة تقريبًا ومتقاربة في الأعراض والعلاج وحدة الأرق، ويمكن للإنسان تشخيص نفسه بمفرده عند معرفة الأسباب الصحيحة؛ وبالتالي محاولة التخلص منها أو معالجتها، ومن أهم تلك الأسباب ما يأتي:
الضغط النفسي والتوتر المفاجئ
عندما يتعرض الإنسان مفاجئ تقل إمكانية النوم المريح بسبب الأعصاب المرهقة وكثرة التفكير، ويحدث ذلك بوضوح مع طلاب الجامعات والمدارس قرب ليالي الامتحانات، أو عند فقدان شخص عزيز على قلبك، أو الوقوع بمشكلة عائلية كبيرة مثل الطلاق، أو فقدان مصدر الرزق الأساس، كل ما قد يثير نشاط التفكير في المساء فهو مسبب للأرق، وقد لا تفكر بالموضوع الأساس؛ بل تسرح فقط بخيالك بأفكار أخرى بعيدة؛ لأن عقلك يريد الابتعاد عن أصل المشكلة ولا يستطيع.
القلق الطبيعي والمزمن
قد يقلق الإنسان من أمور طبيعية في الحياة على صحة الأطفال مثلًا، أو عن نجاح مشروع منتظر وغيره من تلك الأمور، أو قد يكون القلق مفرطًا وبشكل مرضي كالقلق على أمان الأجهزة المنزلية بشكل مستمر دون داعٍ حقيقي للخوف والاضطراب، الحالتان من أسباب الأرق الشائعة، والنوع الأول يمكن التخلص منه بعد الاطمئنان على المشكلة، أما الآخر فيحتاج تدخل طبيب نفسي لعلاج القلق المزمن غير المبرر.
المرض
جميع الأمراض مسببة للأرق خاصة التي لا يمكن علاجها بالمسكنات البسيطة، مثل التهاب المفاصل، والسرطان، وأمراض القلب، وحتى الأمراض الأقل مثل أمراض الجهاز الهضمي المزعجة وعسر الهضم، وكثرة الحاجة إلى التبول عند مرضى السكري وأمراض الجهاز التنفسي، فصعوبة التنفس أو الحاجة إلى التنفس عن طريق الفم تظهر معه موجات من الأرق الحادة، ويمكن أن تكون أمراضًا مستترة وغير معروفة مثل زيادة في نشاط الغدة الدرقية أو نشاط بالدماغ.
الأرق عند الأطفال
بشكل طبيعي قد يعاني الطفل لنوبات من الأرق، خاصة الأطفال الرضع؛ وذلك لعدم انتظام مواعيد النوم أو الشعور بأمراض الجهاز الهضمي التي تكثر أسبابها عند الأطفال، أو من فرط الحركة والأطعمة المخطئة مثل الأطعمة الغنية بالسكريات والحلوى والجبنة الرومي والآيس كريم، وتوجد العديد من المهدئات الطبيعية للأطفال مثل اليانسون والكراوية يمكن أن تحل تلك المشاكل، وإن استمرت الحالة يجب استشارة الطبيب.
تغير الإيقاع الطبيعي للحياة والعادات السيئة
يمتلك جسم الإنسان ساعة بيولوجية، وعندما تعمل بشكل مخالف عنها ستضرُّ جسمك وتسبِّبُ الأرق لنفسك، فقد يعتقد الإنسان أنه معتاد على النوم بالنهار والسهر بالليل، مع إن ذلك مخطئٌ جدًّا، وسيأتي الوقت التي يضطرب فيه نومك ويقل الإحساس بعمق النوم والراحة، وتغير جدول الأعمال المعتاد ومواعيد النوم الصحيحة من أشهر أسباب الأرق عند المسافرين بشكل خاص، يكمن حل المشكلة هنا في تنظيم جدول للنوم حتى وإن اضطررت لإكراه نفسك على النوم بالبداية ثم ستنتظم ساعات النوم بالليل، اجعل النوم مجرد روتين ولا تغير أماكن النوم بكثرة ليعتاد جسمك ويتهيأ للنوم متى أردت أنت.
الكافيين، والتدخين، والكحول
من مسببات الأرق والسهر هي المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة ومشتقاتها، خاصة عند تناول المشروبات بالمساء وقبل النوم، كما يقلل من معدلات النوم سواء لاحتوائه على النيكوتين أو لكونه مسببًا لأمراض الرئة التي تضيق التنفس وتقلل من عمق النوم، أما الكحول فهو مسبب آخر للأرق على الرغم من كونه مسببًا للنعاس في البداية؛ ولكنه مع الوقت يحرم الجسم من ساعات النوم الطبيعية حيث يستيقظ الإنسان كثيرًا بالليل.
الطعام المتأخر
الطعام الدسم كثير الدهون بالإضافة إلى الطعام الذي يحتوي على الكثير من السكريات تزيد من حموضة المعدة وتسبب لك الأرق، يمكنك تناول ما تريد ولكن قبل النوم بساعتين على الأقل أو تقلل من مقدار الطعام، حتى تخلد للنوم بمعدة هادئة ولطيفة.
الاكتئاب
يأتي والحزن عادة بتأثير مباشر على النوم، إما بالإفراط في النوم أو في صورة أرق، وقد يكون الاكتئاب عابرًا بسبب المشاكل الحياتية أو اكتئابًا مزمنًا ويجب التدخل الطبي.
الأدوية
بشكل عام توجد العديد من الأدوية التي لها تأثير مباشر على النوم، سواء من آثار سلبية مثل أدوية الضغط المرتفع والتي يمكن التكيف معها مع الوقت، أو بسبب الإدمان على الأدوية المهدئة والمضادة للاكتئاب بدون استشارة الطبيب، فمع الوقت ستحرم الأدوية دماغك من الاعتدال في النوم ولن تستطيع الدخول في النوم بدونها، كفعل وتأثير الكافيين تمامًا، بعض الأدوية الأخرى مثل أدوية السعال ستحتاج إلى بعض الوقت للرجوع إلى النوم بدون أرق بعد التوقف عنها وزوال تأثيرها المنوم على الدماغ.
المناخ غير المناسب
ضوضاء الشارع، وتغير مكان النوم، والمرتبة غير المريحة للظهر، ورائحة البيت الكريهة لقلة التنظيف أو تغير فراش السرير، والحرارة المرتفعة وعدم الاستحمام لترطيب الجسم، كلها من أسباب الأرق الطبيعية والتي يجب أن يتخلص منها الفرد لتوفير مناخ مناسب للنوم بعمق.
تقدم العمر
من الأعراض المصاحبة لتقدم العمر هو قلة الحاجة إلى ساعات النوم الكثيرة، فالأطفال في المعدل الطبيعي ينامون بعمق ويحتاجون إلى ساعات أكبر من كبار السن، وقد يظن الإنسان بأن ذلك أرق مزمن؛ ولكنه في الحقيقة أمر طبيعي وسيعتاد عليه الجسم مع تغير أنماط النوم خاصة لمن هم فوق الستين من العمر.
الأرق عند المرأة
تعاني النساء بشكل عام من الأرق أكثر من الرجال؛ وذلك لاختلاف الهرمونات في أثناء الدورة الشهرية أو في فترات الحمل أو بعد انقطاع الطمث عند الكبر، ولا داعي للقلق أو التوتر؛ لأن الأمر عابر ويمكن حله ببعض الحلول البسيطة أو مسكنات الألم الخفيفة كما سيصفها الطبيب.