أسباب سقوط الدولة العباسية

قيام الدولة العباسية

على أيدي أبناء البيت العباسي المنتسبون للعباس بن عبد المطلب العم الأصغر ، فمع بداية القرن الثاني الهجري بدأت دعواتهم السرية لإسقاط الدولة الأموية والترسيخ لدعائم الدولة العباسية، وقد خرجت دعوتهم في بلادٍ عديدة لجمع الأنصار والأتباع، وكانت الكوفة وخرسان من أهم مراكز دعوتهم، وحينما حان وقت إعلان دولتهم اجتمعت جيوشهم بالكوفة وطاردوا أخر خلفاء الأمويين حتى لقى حتفه وقامت دولتهم سنة 132 هـ – 750 م، ويكيبيديا، الدولة العباسية.

واستمرت حتى القرن السادس عشر الميلادي، وإن كان السقوط الحقيقي للدولة جاء في القرن الثالث الميلادي عقب هجوم التتار على العاصمة بغداد.

إنهيار الدولة العباسية

كان الخلفاء الأوائل في الدولة العباسية حريصين على عدم الوقوع في أخطاء ، فتجنبوا التفرقة بين العرب والفرس والتي كانت من أهم أسباب ، ولكنهم في القوت ذاته كانوا يحتاطون للمقربين منهم من الفرس، فلم يطلقوا أيدي الفرس حرة، ولم يقيدوها أيضًا، وكان ذلك رغبة منهم في استمالتهم لخدمتهم، ولكن في الوقت ذاته لا تعلوا سلطتهم على سلطة الخليفة، ويظهر ذلك بوضوح فيما قام به الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح حينما تخلص من أبي مسلم الخرساني صاحب دعوته وقائد جيوشه، وذلك عندما رأي أنه بدأ في فرض نفوذه على الدولة، والأمر ذاته في تخلص هارون الرشيد من البرامكه، فرغم الصلة القوية بينه وبيت بيت البرامكه، إلا أنه لم يرأف بهم حينما أرادوا فرض سيطرتهم على الدولة.

وعلى غرار ما سبق الكثير والكثير من الأحداث التي حاول فيها الخلفاء الأقوياء السيطرة على الدولة بأنفسهم دون إتاحة الفرصة للوزراء والأتباع، ولعل ذلك من أهم طوال ذلك الوقت، فبمجرد أن بدأت مرحلة ضعف الخلفاء، وبدأوا في وضع مقاليد السلطة في أيدي الوزراء والأتباع؛ فإن الدولة بدأت في الانهيار رويدًا رويدًا، حتى أصبحت كقشة في مهب الريح قابلة للسقوط، ولذلك لم تكن لدى الدولة العباسية القوة الكافية لصد هجوم التتار حينما هاجموا عاصمتها، بل لم تكن لديهم القوة حتى لمنع الحرائق التي نشبت بكل أنحاء المدينة، وكانت هزيمتهم وسقوط بغداد أولى الدرجات التي أودت بسقوط الدولة.

قد يهمك هذا المقال:   دولة فرنسا

أسباب سقوط الدولة العباسية

يعتقد البعض أن سقوط الدولة العباسية جاء مع سقوط الخلافة وبذلك يكون سقوط الدولة في القرن السادس عشر الميلادي، ولكن ذلك تاريخ سقوط الخلافة وليس سقوط الدولة، فسيطرة العباسيين على أراضي الدولة العباسية انتهت بسقوط بغداد سنة 1258م، وذلك عندما سقطت عاصمة الدولة في أيدي التتار بقيادة هولاكو خان؛ الذي حرق المدينة وقتل أهلها، وفر من فر من أمراء العباسيين ولم تقم لهم قائمة إلا بعد ثلاث سنوات.

فقد عاد الأمراء للظهور مرة أخرى سنة 1261م، حيث أقام الخلافة وأعادها بالقاهرة الحاكم المملوكي الظاهر ببيبرس،طقُّوش، مُحمَّد سُهيل (1436هـ – 2015م). تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشَّام (الطبعة الرابعة). بيروت – لُبنان: دار النفائس. صفحة 93. الذي أراد أن يكون سببًا في إحياء الدولة الإسلامية، ومنذ ذلك الوقت وحكام المماليك هم الحكام الفعليين، وأما الخليفة فهو مجرد رمز ديني للدولة، فسقوط الدولة العباسية في بغداد أنهى هيبة العباسيين وشرد أمرائهم، وأنهك قوتهم، وكانت من أهم أسباب سقوط الدولة العباسية في بغداد ما يلي:

  1. الاستعانة بغير العرب: نكاية في الأمويين الذين فضلوا العرب على الموالي فإن العباسيين استبعدوا العرب من معظم المناصب القيادية، واستبدلوهم بالفرس والأتراك، ولكن نفوذهم أحيانًا فاق نفوذ الخلفاء.
  2. ضعف الخلفاء: كان أخر خلفاء العباسيين في بغداد الخليفة المستعصم، والذي شهد عهده الكثير من النكبات المتوالية، وكانت أخرها نكبته أمام المغول، وقد قيل عنه أنه كان كثير اللهو، ومنصرفًا عن أمور الحكم مهتمًا بمجالس اللهو والنساء،الهمذاني، تاريخ هولاكو، مجلد 2/292-291. ولكن ما له أنه دافع عن بغداد ولم يقبل بتسليمها لهولاكو خان، الذي أمر بحبسه ومات الخليفة في سجنه من منع الطعام عنه.
  3. خيانة الوزراء: في نهاية الدولة العباسية في بغداد كان هناك الكثير من الوزراء الطامعين في حكم بغداد، ومنهم ابن العلقمي، وهو وزير المستعصم، والذي جاء ذكره فيه روايات عديدة لأشهر المؤرخين يتهمونه بخيانته للدولة العباسية والتعاون مع هولاكو التتاري للتخلص من الخليفة، ويكيبيديا، مؤيد الدين بن العلقمي. وبعد معاونته لهولاكو لم يلقى العلقمي إلا حتفه.
  4. سقوط الدولة الأيوبية: من ناحية أخرى كانت نهاية السلطة الأيوبية سنة 1250 من أهم العوامل التي أضعفت من قوة الدولة العباسية، حيث كانت السلطنة من أهم دعائم الدولة الإسلامية، ولم تكن قوة المماليك الصاعدة قد استقرت بعد، وكانت على خلاف مع الدولة الأيوبية في بلاد الشام، ما أنهك قوتهم فلم يتمكنوا من مقاومة التتار في بغداد.
قد يهمك هذا المقال:   مدن العراق

أسباب سقوط الخلافة العباسية

لم تكن نهاية الخلافة العباسية بعيدة بعد سقوط العاصمة وتفرق الأمراء، وربما كانت نهايتها حتمية لولا تدخل واستقبالهم للخليفة بالقاهرة، فمن ناحية كان هدف المماليك نيل شرف إحياء الخلافة، ومن ناحية كان الخليفة في موقف لا يتاح له الاختيار، وقد انتقلت الخلافة العباسية لمصر سنة 1261 م، واستمرت بها حتى سنة 1517م، حتى أسقطها السلطان العثماني سليم الأول، لتنتقل الخلافة بعدها للعثمانيين، ويكون أول الخلفاء سليم الأول العثماني، وذلك بتنازل الخليفة محمد الثالث المتوكل عن الخلافة للعثمانيين.المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 130-131.
وتعتبر معركة الريدانية سنة 1517م هي الفيصل في إسقاط الخلافة العباسية، فبسبب ضعف قوة المماليك وعدم قدرتهم على مجابهة الجيوش العثمانية؛ تمكن العثمانيين من الزحف حتى القاهرة وأسر الخليفة العباسي، كما تعتبر خيانة بعض أمراء المماليك في الشام من أهم الأسباب التي دعمت تقدم العثمانيين نحو القاهرة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *