يعد التركيز أحد أهم الوظائف الإدراكية التي نعتمد عليها يوميًّا لإنجاز مهامنا والبقاء على المسار الصحيح، سواءً في العمل أم الدراسة أم ، وعند فقدان التركيز، لا يُمكن للشخص التفكير بوضوح أو الالتزام بالمهام والمحافظة على الانتباه للتفاصيل حوله؛ ويؤثر ذلك سلبيًّا في نمط الحياة بالكامل. هناك أسباب متعددة قد تدفع نحو فقدان القدرة على التركيز، من بينها أسباب نتيجة نمط الحياة للشخص أو أسباب نتيجة ظروف خارجية؛ لذلك فإن معرفة السبب وراء عدم التركيز، هو أمر مهم من أجل الوصول إلى حل أو علاج فعّال لهذه المشكلة.
أسباب عدم التركيز
الإرهاق
يسبب الإرهاق المتواصل الكثير من الأعراض غير المرغوب فيها، أهمها فقدان القدرة على التركيز، ويشمل ذلك الإرهاق والتعب نتيجة العمل أو الدراسة أو القيام بأنشطة فوق الجهد الطبيعي، أو حتى الإرهاق نتيجة التوتر العاطفي.
الاكتئاب
يعد فقدان التركيز من أكثر شيوعًا، ويمكن للاكتئاب الشديد في بعض الأحيان أن يجعل من المستحيل على بعض الأشخاص العمل أو الدراسة أو القيام بمهام أساسية، وتتفاوت درجات الاكتئاب وتأثيرها في التركيز حسب حساسية كل حالة ووضعلها؛ لكن في الحالات المتقدمة ينصح بضرورة العلاج الطبي.
اضطراب أو قلة النوم
يمكن أن يؤدي اضطراب النوم في ليلة معينة إلى عدم التركيز في اليوم التالي، وتتطلب اضطرابات النوم لفترة طويلة إلى زيارة الطبيب للكشف عن السبب وعلاجه، وتسهم قلة كذلك في فقدان القدرة على التركيز، فالحصول على عدد ساعات نوم يوميًّا أقل من الحد الموصى به للبالغين؛ يُمكن أن يسبب العديد من المشاكل أهمها فقدان التركيز.
التغيرات الهرمونية
بالنسبة للمرأة، فهناك العديد من التغيرات الهرمونية والطبيعية التي قد تحصل لها؛ تعمل على ضعف التركيز وتشتت الذهن، من بين هذه التغيرات ما قد تواجهه المرأة في أثناء فترة الطمث أو خلال فترة الحمل؛ حيث ستواجه بعض المشاكل التي تؤثر في الوظائف الإدراكية. وقد ينتج فقدان التركيز نتيجة مشاكل بهرمونات الجسم أو الغدد؛ ويتطلب هذا مراجعة الطبيب لفحص الحالة، ومن بين هذه الحالات فرط نشاط الغدة الدرقية.
فقر الدم
يمكن أن ينتج ضعف التركيز عن فقر الدم، وهي حالة تحدث نتيجة نقص كريات الدم الحمراء السليمة لحمل الأكسجين الكافي إلى أنسجة الجسم؛ مما يجعل الشخص المصاب يشعر بالإعياء والضعف العام.
الصدمات
يُمكن أن تؤدي الصدمات خصوصًا على منطقة الرأس عند ممارسة أي نشاط بدني إلى حدوث فقدان مؤقت للتركيز، في حين تسبب إصابات الرأس الخطيرة كحوادث أضرارًا دائمة تؤدي إلى صعوبات في التركيز على المدى الطويل. بالنسبة لكبار السن، فإن السقوط هو سبب شائع لحدوث صدمات الرأس وفقدان التركيز؛ لذلك فإن العلاج الفوري بعد الإصابة هو أمر حيوي لتقليل الأضرار إلى أدنى حد ممكن.
الاضطرابات النفسية
تسهم الاضطرابات النفسية المختلفة في فقدان القدرة على التركيز، وسواءً كانت هذه الاضطرابات مؤقتة أو ضمن حالات مرضية؛ فإنها تنعكس سلبيًّا على صحة الإنسان، تعد بعض الحالات المرضية، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، من الاضطرابات النفسية التي تعمل على فقدان التركيز للأشخاص المصابين بها.
سوء التغذية
هناك حالات كثيرة مرتبطة بالتغذية قد تؤدي إلى فقدان التركيز خصوصًا على المدى القصير، فمثلًا يقلل الشعور بالجوع من قدرة الجسم على التركيز نتيجة الحاجة إلى الطاقة والغذاء، كذلك قد يكون لاتباع نمط حياة غير صحي تأثيرات سلبية على الجسم وفقدان القدرة على التركيز، وأبرز هذه الأنماط هو تناول وجبات خالية من المغذيات و. وقد يفقد بعض الأشخاص القدرة على التركيز نتيجة القيام بحمية غذائية مخطئة؛ لذلك يجب قبل القيام بحمية غذائية استشارة أحد الاختصاصيين لتجنب الآثار الجانبية للحمية.
القلق
من الطبيعي أن القلق تجاه مسألة معينة يشغل الإنسان عن التفكير في أشياء أخرى كثيرة بعضها أمور أساسية ومهمة، وهو ما يسبب حالة من عدم التركيز.
الآلام الجسدية
أي ألم جسدي قد تعاني منه لسبب أو لآخر، قد يسهم بصورة مباشرة في ضعف التركيز؛ نتيجة انشغالك بمحاولة تخفيف هذا الألم، أو لتسببه في حالة من عدم الارتياح طوال اليوم.
الأدوية والكحول والمخدِّرات
الأعراض الجانبية لبعض الأدوية والعلاجات شائعة جدًَا، ومن بين هذه الأعراض فقدان القدرة على التركيز وتشتت الذهن؛ لذا من المهم مراجعة التأثيرات الجانبية للعلاج ومعرفة ما إذا كان فقدان التركيز من بينها، وغالبًا ما تنتهي هذه الأعراض بمجرد التوقف عن تناول الدواء، المخدِّرات والكحول كذلك هي أسباب معروفة ومباشرة لضعف التركيز.
البيئة المحيطة
يمكن للأشخاص والأماكن المحيطة بك أن تلعب دورًا مهمًّا في مدى قدرتك على التركيز، ويشمل ذلك المنزل أو المدينة التي تعيش فيها أو مكان العمل وغيرها، فوجود الكثير من مشتتات الانتباه كالأصوات المرتفعة أو التجمعات، يسبب عدم القدرة على التركيز خلال فترات مؤقتة.
اضطراب المزاج
بدون سابق إنذار، قد يضطرب مزاج الشخص نتيجة موقف ما أو حتى دون أسباب واضحة، وعند حدوث ذلك فمن المتوقع حصول ضعف عام في التركيز.
الفاجعة
بالنسبة لبعض الأشخاص قد يؤدي حدوث فاجعة ما، كوفاة شخص مقرب للغاية، إلى عواقب وخيمة جدًّا نتيجة الحالة النفسية التي تلي الفاجعة، فقد تُسبب العديد من المشاكل الجانبية أهمها التوتر وعدم القدرة على التركيز، في بعض الأحيان تنتهي هذه المشكلة بعد فترة قصيرة، في حين لا يتمكن بعضنا من التعافي حتى بعد مرور عدة أشهر.
وسائل التكنولوجيا
تعد وسائل التكنولوجيا اليوم مثل الهاتف الذكي واستخدام تطبيقات التواصل الفوري والشبكات الاجتماعية واحدة من أسباب تشتيت الذهن وفقدان القدرة على التركيز، فمثلًا قد تخصص ساعة واحدة لقضاء مهمة معينة كالدراسة أو العمل؛ ولكن بسبب الرغبة الداخلية لتصفح هذه الشبكة أو رؤية الإشعارات والرسائل الواردة تتولد حالة من فقدان التركيز لدى الشخص.
الأمراض العقلية
قد يكون فقدان التركيز الدائم ناتجًا عن وجود حالة مرضية مرتبطة بأمراض العقل، مثل مرض الزهايمر، يمكن أن تؤثر العديد من الأمراض العقلية في الناقلات العصبية في الدماغ، وهذا بدوره يمكن أن يغير مدى كفاءة وظائف الدماغ في العديد من المهام بما في ذلك القدرة على الانتباه والتركيز.
كانت هذه بعض الأسباب الشائعة والمعروفة لعدم التركيز، مع ذلك يجب أن تحدد إن كانت حالة عدم التركيز لديك مرتبطة بعوامل قصيرة المدى مثل قلة النوم أو الإرهاق والتعب، أم أنها تحدث دون وجود هذه العوامل المؤقتة، وفي هذه الحالة يُنصح بالرجوع إلى الطبيب لتشخيص المشكلة بشكل دقيق.