أسماء الله الحسنى هي الأسماء التي تعرف الله بها إلى عباده، والتي وصف الله عز وجل بها نفسه في كتابه العزيز أو على لسان نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وصفَ كمال وتقديس وتنزيه عن المخلوقات، فهو خالق الكون ورب الأرباب تعالى وتقدست أسماؤه، قال الله تعالى {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه: 8 ، وفيما يأتي سوف نتناول فضل العلم بها والحكمة والغاية من معرفتها والدعاء بها.
فضل العلم بأسماء الله الحسنى
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة». البخاري والمقصود هنا ليس ذكرها فقط؛ بل ذكرها مع العلم بها، فالعلم بأسماء الله وصفاته هو رأس العلم وأساسه، يقول ابن القيم في ذلك: “إن إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها هو أصل كل العلوم؛ فالأمر كله مصدره عن أسماء الله الحسنى، فمن أحصاها أحصى جميع العلوم؛ لأنها من مقتضاها ومرتبطة بها” بدائع الفوائد 1/170
الحكمة من معرفة أسماء الله الحسنى
- تعريف الإنسان بخالقه العظيم وتقديس أسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه، والتي تدل على كمال وحدانيته {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} 255
- العلم بها من أصل التوحيد والعقيدة التي توقر في القلب معنى الوحدانية والانفراد بالعبادة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180
- تورث في القلب المعرفة بالله وتعلقه به والتأدب معه والتزام أوامره، {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} الروم: 54
- يدرك به العبد فضل الله ومنته عليه في جميع أمور حياته. {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} 102
- ترتفع بها منزلة العبد عند خالقه على قدر معرفته وعمله بها فهي سبب في حب الله للعبد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة عندما أخبروه عن أحدهم بهم ويختم بسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وأنهم لما سألوه عن سبب ذلك أخبرهم أنها صفة الرحمن وأنه يحب قراءتها؛ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخبروه بأن الله يحبه» البخاري ومسلم
- الدوام على ذكرها يورث في القلب رهبة وخوفًا من معصية الله ودوام مراقبته في كل فعل وقول؛ مما يورث الحياء من فعل المعصية. {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} 18
- الدعاء بها يقي الإنسان من الكثير من الآفات التي قد تصيب القلب والنفس، مثل: الرياء والكبر والعجب والخيلاء والحسد والشحّ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} 15
الدعاء بـ أسماء الله الحسنى
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتوسل له بأسمائه الحسنى قال الله تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء»، وفيما يأتي دعاء بأسمائه وصفاته عز وجل:
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وكلماتك التامات ما علمنا منها وما لم نعلم أن تغفـر لنا ولأحبابنـا أبـدًا وللمسلمين كل ذنب، وتستر لنا كل عيب، وتكشف عنا كل كرب، وتصرف وترفع عنا كل بلاء، وتُعافينـا من كلِ محنة وفتنة وشدة في الدارين، وتقضي لنا كل حاجةٍ فيهما، يا من هـو الله الذي لا إلـه إلا هـو، يا عالِم الغيب والشهادة سبحانك لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام أسألك باسمك الأعلى الأعـز الأجـلِ الأكرم، يا ذا الجلال والإكرام.