ترتيب متصفحات الإنترنت حسب جودتها ليس بالأمر السهل، نظراً للاختلاف الشاسع بين اهتمامات المستخدمين. فالبعضُ يريد السرعة والخفة، بينما يريد البعض الآخر فيضاً في المزايا وإمكانية التعديل، ولكن من حسن الحظ أن تحديد أفضل متصفح للكمبيوتر ليس بتعقيد قرار مثل قرار نظام تشغيل حاسوبك (والذي يستغرق تغييره كماً كبيراً من الوقت والمال)، بل الأمر بسيط لدرجة أنه يمكنك تنزيل جميع المتصفحات المعنية ومقارنتها بنفسك. وفيما يلي مقارنات للمتصفحات الشهيرة من بضع وجهات نظر لتعرف مسبقاً ما الذي يلبي احتياجاتك.
متصفحات الكمبيوتر الخمسة الشهيرة
تُعنى هذه المقالة بمقارنة المنافسين الرئيسين لتصفح الإنترنت على نظام تشغيل ويندوز. شاركت بعض هذه المتصفحات في تأسيس معايير التصفح عبر العقدين الأخيرين قبل الوصول لوضعها الحالي من القوة والرفاهية، وهذه المتصفحات هي Chrome من وFirefox من مؤسسة موزيلا غير الربحية وOpera وEdge، وريث Internet Explorer من . يوجد متصفح أخير ذو شعبية كبيرة وهو Safari من شركة آبل، إلا أنه ليس موجهاً لجمهور ويندوز على وجه الخصوص، لذا يكوّن مستخدمو أجهزة ماكنتوش الأغلبية الساحقة من مستخدميه وليس مشمولاً في للمقارنة.
مقارنة المتصفحات حسب الميزات
لقد صارت الإضافات شيئاً أساسياً في أي متصفحٍ تقوم بتنزيله، إلا أن حزمة المميزات التي تأتي معه تبقى دائماً حجر الأساس.
جوجل كروم
يعطي شريط البحث والعنوان في متصفح جوجل كروم أجوبة ذكية، وقد سموه بدءاً من الإصدارة 69 بالـ”Omnibar” (الشريط الشامل) لهذا السبب، حيث إن الشريط يحاول تحليل عبارات البحث وقد يكتب أجوبتها هناك فوراً (مثل نتائج المباريات أو العمليات الحسابية) دون الحاجة للذهاب إلى صفحة نتائج البحث. كما أنه يبحث بين عناوين الصفحات التي زيرت وعناوين الملفَّات على لكي يصل المستخدم إليها دون القفز والبحث بين أماكن متعددة. ويتمتع متصفح كروم أيضاً بخاصية ترجمة الصفحات بكبسة واحدة، فكلُّ ما يتطلَّبُهُ ذلك هو الضغط بزر الفأرة الأيمن في أي مكانٍ على الصفحة واختيار ترجمتها، وسيترجمها المتصفح من أي لغة إلى اللغة المُفضَّلة عند المستخدم، إلى جانب تكامله مع كافة .
فايرفوكس
يتضمن متصفح فايرفوكس أداة تصوير للصفحات، إذ تقوم هذه الأداة لكامل الصفحة (بدون الحاجة للنزول فيها) أو جزءٍ تحدده أنت، ومن ثم ترفعها أوتوماتيكياً لسرفرات المتصفح، حيث يمكنُ الوصول إليها لمدة 14 يوماً متواصلاً هذا إلى جانب عشرات المميزات التي يقدمها لك متصفح فايرفوكس والذي يعد أفضل متصفح للكمبيوتر بالنسبة للكثيرين.
أوبرا
يضم متصفح أوبّرا حاجب إعلاناتٍ مدمجاً ونمط توفير بطارية يمكن تشغيل أو إيقاف أيٍّ منهما حسب رغبة المستخدم. من الميزات الأخرى لهذا المتصفح ميزة تدعى “turbo browsing”، ويمكن تشغيلها من الإعدادات المتقدمة، يقوم فيها المتصفح بتحميل الصفحات على سرفرات الشركة ومن ثم ضغطها لكي تنزل على حاسوبك أسرع وباستهلاكٍ أقل للشبكة.
إيدج
يتفوق متصفح Edge في مجالٍ آخر، ألا وهو اندماجيته العالية مع ويندوز 10، حيث أن المتصفح يتوافق تماماً مع مساعِدة ويندوز وكورتانا، وسوف يمكنك ذلك من إدارة عمليات التصفح عن طريق التحدث معها.
المتصفحات حسب الأداء واستهلاك الطاقة
بالرغم من أن العصر الحديث تفيضُ فيه موارد أجهزة الحاسوب بشكلٍ غير مسبوق، إلا أن سعة البطاريات ما تزالُ تشكِّلُ معضلة لمستخدمي الحواسيب المحمولة، والواقع أن اختيار المتصفح الذي تستخدمهُ على حاسوبك سوف يؤثر على فترة صمود بطارية جهازك.
عالم الإنترنت عالمٌ شاسع متبدلٌ على الدوام، وسلوك المتصفح يختلف كثيراً حسب نوعية المحتوى التي تظهر في كل صفحة إنترنت من بين ملفات فلاش وبُرَيْمِجات جافا وغيرها من المئات والمئات من تقنيات الإنترنت، مما يجعل سلوك المتصحات متغيراً وصعب التكهّن، ولكن بالرغم من ذلك فإن قيامنا بمئات وبمئاتٍ من اختبارات الأداء واستهلاك البطاريات من شأنه أن يعطينا تقديراتٍ ثابتة بالمتوسط.
يبدو أن التجارب الحديثة تشير لتفوق متصفح جوجل كروم بنسبة ضئيلة (لكن ملحوظة) عن بقية المتصفحات في استهلاك الذاكرة والمعالج، Browser benchmark battle July 2018: Chrome vs. Firefox vs. Edge، Venture Beat. تاريخ الوصول: 07/10/2018 Best web browsers 2018: Chrome, Edge, Firefox, and Opera go head-to-head، PCWorld. تاريخ الوصول: 07/10/2018 وأما بالنسبة لاستهلاك البطارية فيُبدِي متصفحا إيدج وأوبّرا تفوقاً طفيفاً على البقية في اقتصادهما باستهلاك البطارية عند مشاهدة الفيديوهات على مواقع مختلفة على الإنترنت. Which browser gives the best battery life? The winner is a shocker، Digital Trends. تاريخ الوصول: 07/10/2018
مرونة المزامنة عبر عدة أجهزة
أصبحت المزامنة عبر الغيمة (cloud) ميزةً أساسية، حيث يسمح لك المتصفح بربطه بحسابك على الإنترنت فيقوم لحظياً بحفظ بياناتك على الخادم المركزي (central server) ليقوم باستدعائها أو استعادتها لك في حال فتحك للمتصفح على جهازٍ جديد أو إجراء فرمتة للنظام ومسح كافة البيانات.
ولكن هذه الميزة تكون مزعجةً أحياناً إن أجبرك المتصفح على صنع حسابٍ جديد لا يفيدك سوى لهذا الغرض، مما يعطي أفضلية صغيرة لمتصفحي كروم وإيدج (حسب تفضيلك بين حسابك مع جوجل أو مايكروسوفت). وفي حالة متصفح كروم فإن المزامنة تتم عبر ، وهو حسابٌ واحد تُربط فيه كل بياناتك مع جميع تطبيقات شركة جوجل، بما فيها الصور والبريد الإلكتروني وجوجل درايف وغيرها، وسوف تنتقل معك بهذه الطريقة أينما ذهبت بيانات تاريخ التصفح والصفحات المفضلة وكلمات المرور وبيانات ملء النماذج وإضافات المتصفح كذلك فكل ما يتم مزامنته يمكن الوصول إليه بسهولة من خلال نفس المتصفح على أجهزة و.
خلاصة المقارنات
- يضم متصفح كروم عدداً كبيراً من المزايا التي تُسَهِّلُ استخدامه، بالإضافة إلى تفوقه الصغير في الأداء، لذا فهو الخيار الأول إن لم تكن لديك احتياجات خاصة. من المزايا الكبيرة الأخرى لكروم أيضاً المزامنة الشاملة، والتي ستأتي بضعف الفائدة لو كنت من مستخدمي الهواتف الذكية بنظام أندرويد، فهي تضم كل بيانات متصفح كروم بما فيها كلمات المرور وتعبئة النماذج: وما أن تسجل دخولك على هاتفك الجديد حتى تنتقل عليه كل البيانات التي تحتاجها مرةً واحدة، بما في ذلك بيانات خدمات جوجل الأخرى التي تتضمن التقويم ودفتر العناوين وجوجل درايف والصور وغيرها.
- بالرغم من أن متصفحي أوبّرا وإيدج لا يملكان مرونة شريط البحث التي يقدمها كروم، إلا أن كلاً منهما يُقَدِّمُ حزمةً غير تقليدية من المميزات (والتي سبق ذكرها) تعني جمهوراً معيناً من المستخدمين. ومن بين هذين، بتفوق إيدج بتوفير الطاقة تفوقاً طفيفاً جداً، إلا أن أداء أوبّرا أفضل بفارقٍ أكبر.
- يُقَدِّمُ فايرفوكس تجربة جيدة من كل النواحي، بدون ميزات خارقة، ولكن بدون تقصيرٍ واضح في أي مجال أيضاً.
- وأخيراً، تذكر أن كل المتصحات تدعم كماً هائلاً من الإضافات التي سوف تسهل حياتك وتساعدك بتحقيق ما لا يقوم المتصفح به لوحده، لذا لا تتردَّد بالبحث فيها وتجربتها لعلَّها تُغيّر تجربتك مع أفضل متصفّح للإنترنت.