إيجابيات وسلبيات الإنترنت
جعلت شبكة الإنترنت حياةَ الإنسانية أكثر ترابطًا وسهولة بفضل ما وفَّرته من وسائل حديثة سمحت لنا بالتواصل وتبادل المعلومات بطرق جديدة، ويُمكن لأي شخص اليوم استخدام للتواصل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم، أو القيام بالأعمال التجارية، أو تكوين صداقات جديدة، ومعرفة ثقافات بلدان مختلفة، والبحث عن المعلومات، أو حتى الدراسة عبر الإنترنت، في وقت كانت فيه شبكة الإنترنت تقتصر على التواصل عبر شبكات محدودة أو عبر ، شكلت نهضة وتطبيقات التواصل الفوري قفزة غير مسبوقة في الطريقة التي نتواصل فيها مع بعضنا بعضًا، يومًا بعد يوم، يقدم المطورون ورواد الأعمال والشركات حلولًا تخدم المستخدمين عن طريق شبكة الإنترنت، عبر منتجات وخِدْمات حيوية تلامس حياتهم اليومية.
تمتلك شبكة الإنترنت العديد من الإيجابيات، كما أنها تمتلك العديد من السلبيات، وفيما يأتي أبزر هذه الإيجابيات والسلبيات:
إيجابيات الإنترنت
التواصل
أحدثَ الإنترنت ثورةً حقيقية في الطريقة التي نتواصل فيها مع بعضنا بعضنا، وكانت البداية مع رسائل البريدالإلكتروني والذي تعتمد عليه اليوم كبرى الشركات والأعمال التجارية في مراسلاتها اليومية، وضمن مفهوم التواصل ظهرت الكثير من التِّقْنيات والحلول، فبعد أن كان التواصل بين شخصين يقوم على التبادل النصي للمعلومات أصبح بالإمكان اليوم التواصل عبر الصوت أو الفيديو كذلك.
ومع ظهور الشبكات الاجتماعية مثل وتويتر، أصبح مفهوم التواصل مع الآخرين أكثر شمولية من السابق؛ إذ بات لشعوب بأكملها أن تنخرط سوية لنقاش مسألة حيوية على هذه الشبكات باستخدام الوسوم، بات بالإمكان أيضًا مشاركة اللحظات اليومية للمستخدمين مع آلاف الأشخاص وربما الملايين، عبر تطبيقات مثل سناب شات وانستقرام ويوتيوب.
المعلومات
المعلومات هي أكبر إيجابيات الإنترنت الذي يُعد اليوم كَنزًا افتراضيًّا من المعلومات؛ حيث بإمكانك أن تجد أي نوع من المعلومات متاحًا عبر الإنترنت، ومن خلال نقرات بسيطة على محركات البحث مثل جوجل أو ياهو سيكون أمامك ملايين المعلومات لجميع مجالات الموضوعات المعروفة لدى الإنسان، بدءًا من الرياضيات والفيزياء والهندسة والطب والقانون والتسوق والأفكار، وصولًا إلى الترفيه والرياضة وغيرها من المجالات.
الترفيه
الترفيه أحد أهم الأسباب التي تجعل الناس تتصفح شبكة الإنترنت اليوم، وتعد الركيزة الأساسية للترفيه عبر الإنترنت؛ حيث ابتكرت الشركات الكثير من الوسائل للترفيه عن طريق الألعاب بدءًا من مِنصات الألعاب المنزلية وصولًا إلى ألعاب الهواتف الذكية، كذلك لم يعد هناك حاجة للذهاب إلى قاعات السينما لمشاهدة الأفلام، وبفضل الإنترنت ظهرت خدمات عددية لتوفير الأفلام مباشرة على الهاتف الذكي أو الحاسب، مثل خدمة نتفليكس وغيرها، ويمتد الترفية ليشمل كذلك الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لك وقراءة الكتب الإلكترونية ومشاهدة الفيديوهات وتصفح المحتوى الصوتي مثل البودكاست.
التعليم
ساعدت شبكة الإنترنت على نمو المجال التعليمي، وجعله أكثر كفاءة من السابق؛ إذ ظهرت العديد من مِنصات التعليم الإلكترونية التي يُمكنك الالتحاق بها عبر دورات احترافية متخصصة في مجالات معينة ورفد المهارات وتنميتها بشكل كبير، وقدمت شبكة الإنترنت الكثير من الحلول المفيدة للمدارس والجامعات والقطاعات التعليمية المختلفة؛ إذ بات بالإمكان توفير المعلومات والمحتويات التعليمية للطلاب بطرق أكثر فاعلية، كما يساعد استخدام التكنولوجيا في المرافق التعليمية على تحسين جودة التعليم بالمجمل من خلال التعليم التفاعلي، ويمكن للطلاب بفضل الإنترنت الاتصال مع طلاب آخرين من أنحاء العالم كافة، ومناقشتهم في بعض وتعزيز مهاراتهم ومعارفهم وإثراء التجربة التعليمية بالمجمل.
التسوق وتحويل الأموال
من خلال شبكة الإنترنت، أصبحت تجربة التسوق مكتملة تمامًا بفضل الحلول المتوافرة في مجال ، واليوم هناك مئات المواقع والتطبيقات التي تعد مِنصات مستقلة للتسوق يُمكن من خلالها ببضع نقرات بسيطة الوصول إلى المنتج المطلوب وشراؤه وشحنه إلى منزلك.
كذلك سهلت شبكة الإنترنت إجراء المعاملات المالية بالكامل، فيُمكنك إرسال الأموال واستقبالها من وإلى أي مكان في العالم خلال ثوانٍ معدودة مع خِدْمات مثل باي بال.
الكسب من الإنترنت
بالنسبة للكثير من الأشخاص المحترفين، مثل المدونين والمصورين والمبرمجين والمترجمين وغيرهم، فإن العمل عبر شبكة الإنترنت أصبح مصدرًا أساسًا للدخل بالنسبة لهم، ومع انتشار العمل المستقل ونموه، ساعدت بعض المِنصات المتخصصة على الإنترنت في التشبيك بين المستقلين وأصحاب الأعمال، ما يعني وجود سوقٍ حقيقيٍّ للعمل عبر الإنترنت.
سلبيات الإنترنت
الأخبار الكاذبة
ساعدت شبكة الإنترنت وتحديدًا تطبيقات التواصل الفوري والشبكات الاجتماعية في انتشار المعلومات المضللة والكاذبة بشكل سريع، وقد تؤدي هذه المعلومات والأخبار الكاذبة إلى أضرار خطيرة جدًّا تمس مجتمعات بأكملها، إلى جانب قدرتها على الإساءة لأشخاص أبرياء والإضرار بسمعتهم، كما أن الأخبار الكاذبة مادة خصبة للمجتمعات التي تنتشر فيها النزاعات الدينية والعرقية؛ إذ يُساءُ استخدام بعض الوسائل مثل واتس اب لنشر التحريض في بعض الدول.
إهمال الواجبات الأساسية
نظرًا لإنفاق الكثير من الوقت في تصفح شبكة الإنترنت، فيؤدي هذا إلى إهمال الواجبات الأساسية الأخرى، مثلًا من المحتمل أن يهمل الطلاب دراستهم نتيجة قضائهم لوقت كبير على الإنترنت، وينطبق هذا أيضًا على كبار السن الذين عليهم واجبات ومهام للقيام بها، بينما يعوقهم كثرة تصفح الإنترنت عن ذلك.
إساءة استخدام المعلومات
مع كمية المعلومات الكبيرة المتاحة بحرية على الإنترنت فإن سرقة هذه المعلومات وإساءة استخدامها يعد أمرًا محتملًا، في كثير من الأحيان، سُجِّلت حالات لأشخاص يستخدمون معلومات وأبحاثًا لأشخاص آخرين وينسبونها لأنفسهم، وينطق الأمر نفسه على أنواع المحتوى كافة المنتشر على الإنترنت كالصور والفيديوهات وغيرها.
ضعف مهارات التواصل
من سلبيات شبكة الإنترنت أن الكثير من الأشخاص اعتادوا على التواصل عبر الإنترنت بدلًا من التواصل الفعال على أرض الواقع، بالنسبة للأطفال، فإن هذه تعد مشكلة خطيرة، فمع مرور الوقت والاستخدام الكثيف للتواصل على الإنترنت يفقد الأطفال قدرتهم على التواصل مع الآخرين في العالم الحقيقي.
استغلال الآخرين
من سلبيات الإنترنت أنه يسمح لعدد كبير من الأشخاص بالوصول إلى مختلف المواقع والمنتديات وتطبيقات الدردشة والتواصل والشبكات الاجتماعية بسهولة تامة، وتكمن المشكلة هنا في وجود بعض الأشخاص المنحرفين الذين يعملون على استغلال الأبرياء وإساءة معاملتهم على الإنترنت، فطوال السنوات الماضية، سجِّلت آلاف المحاولات لابتزاز الفتيات أو التحرش بالأطفال عن طريق الإنترنت أو استخدام بعضُ المجرمين وسائلَ النصب والاحتيال للإيقاع بالضحايا.
مشاكل صحية
مع وجود الكثير من الأنشطة التي يُمكن القيام بها باستخدام الإنترنت وهاتف ذكي أو حاسب محمول، بات الكثير يتجنب الأنشطة الحقيقية خصوصًا الأطفال الذين يفضلون قضاء ساعات طويلة على ألعاب الفيديو، وأثرت شبكة الإنترنت في النشاط البدني للمستخدمين، وهو أمر جعل الكثير من الناس يكونون ضحية بعض الأمراض الناتجة عن ذلك مثل السمنة والضغط على الكتف والعنقين ومشاكل النظر، وبلا شك فإن هذه التأثيرات السلبية تكون أقوى وأكثر قسوة على الأطفال الذين يتأثرون منذ بداية حياتهم بمثل هذه الممارسات المخطئة.
شكل ظهور شبكة الإنترنت تحديًا جديدًا بالنسبة لأولياء الأمور، وبات من الضروري عليهم اليوم تثقيف أطفالهم لاستخدام الإنترنت بطريقة صحيحة ومفيدة بدلًا من عزل الأطفال عن واقع التكنولوجيا أو استخدام أساليب الترهيب، وينبغي للأهالي كذلك مراقبة الأوقات التي يقضيها الأطفال على الإنترنت وبفضل تطبيقات المراقبة الأبوية المتوافرة بات بالإمكان التحكم بتفاصيل المحتوى كلِّها، والوقت الذي يستهلكه الأطفال على الشبكة العنكبوتية، وقد لا يكون الأطفال ناضجين بما يكفي لفهم إيجابيات الإنترنت وسلبياتها على حقيقتها؛ لكننا كآباء ومدرسين وأولياء علينا واجب ترسيخ السلوك الصحيح في الأطفال واستخدام الإنترنت بحكمة لضمان حصولهم على المعلومات الصحيحة.
لا يقتصر الأمر على الأطفال فقط، فعلى الجميع أن يقرر ما إذا كنا نستخدم التكنولوجيا وتحديدًا شبكة الإنترنت من أجل تحسين حياتنا، أو أن نقضي أوقاتنا في إساءة استخدام هذه الوسيلة.