اختيار الصديق

اختيار الصديق

الصداقة من التوليفات الاجتماعية الراقية، والمهمة جدًّا في حياة الإنسان، وهذا لسبب وجيه وهو أن الصداقة تعد واحدة من الأسباب الرئيسة لبناء الشخصية الإنسانية المتوازنة؛ ولذلك في السنين الأولى من حياة الأطفال وعند دخول المدرسة تجد هناك صدقات تلقائية تحدث بين الأطفال؛ ويكون الأمر فقط من خلال الشعور بالارتياح لهذا الولد أو لهذه الفتاة، ثم في السنة التالية تتغير شخصية ، ليتغير معها الأصدقاء، وهكذا، إلى أن يصل الشخص إلى مرحلة يتفاهم فيها مع أحد الأشخاص لدرجة أنهم يصيرون أصدقاء بصورة دائمة.

تأثير الصداقة

قبل الحديث عن كيفية اختيار الصديق، يجب التحدث عن تأثير في الإنسان؛ لأن الصداقة قد تؤثر سلبًا وإيجابًا، مثلها مثل أي علاقة وطيدة بين طرفين؛ ولكن الصداقة تكون أكثر العلاقات تشكيلًا للشخصية تقريبًا؛ بسبب تقارب الأصدقاء سويًّا في كل شيء، وهذا التقارب يجعل الصديقين شبه متوحدين؛ لدرجة أن هناك أحيانًا كثيرة تشعر أن هناك صديقين يشبهان بعضهما بعضًا، فيتكلمان بالطريقة نفسها، ولهما ردود الفعل نفسها، والجمل المحفوظة، وهذا الأمر خطير لو كان الصديق سيئًا؛ لأن الصفات السيئة حينها ستنتقل إلى الشخص الجيد، وبدل أن تُرفع علاقة الصداقة للأعلى، سيسوء حال الصديقين معًا؛ ولذلك على الإنسان مصادقة من يجعله أفضل ويقف معه في الأزمات.

كيفية اختيار الصديق

هناك معاناة تحدث في تجديد البيئة، وهذه المعاناة تتمثل في انعزال الشخص عن صدقاته القديمة، وبداية حقبة جديدة دون أصدقاء في المكان الجديد، وذلك يحدث لمعظم البشر، خصوصًا خلال عملية الانتقال من الدراسة الثانوية، إلى الدراسة الجامعية؛ ولذلك في النقاط الآتية نتحدث عن أفضل الطرق التي من خلالها تختار صديقًا مناسبًا ووفيًّا:

قد يهمك هذا المقال:   اضرار البطالة

التوافق والتقارب الفكري

من أكثر السمات المهمة في الأصدقاء هي التقارب الفكري، فلا تقرر مثلًا أن تصادق شخصًا مشهورًا، أو أن تصادق شخصًا محبوبًا اجتماعيًّا؛ فالأمر لا يسير بهذه الطريقة؛ بل يسير الأمر عن طريق التواصل الفكري، مع المجتمع المحيط، وحينما تجد شخصًا متقاربًا فكريًّا معك، حاول ألا تقطع معه، ولكن لا تجعل الأمر مباشرًا، لربما لا يستأنس هذا الشخص بوجودك، أو لا يجد المتعة في مصادقتك؛ ولذلك لا تفرض نفسك عليه، ولكن في أغلب الأحيان حينما تجد شخصًا متقاربًا فكريًّا معك سيصير صديقك.

عدم الأخذ بالمظاهر

قد يبدو الكثير من الأشخاص من الخارج غير مسليين، أو غير مناسبين ليكونوا أصدقاء؛ ولكن في الحقيقة إن الأخذ بالمظاهر يفوت على أشخاص كثيرين فرصة المصادقة الحقيقية، فبعض الأشخاص يكونون خجولين أو غير مبادرين بالتعارف؛ ولكن عندما يكونون في مجتمع مألوف بالنسبة لهم سيكونون في غاية المرح، ينطبق هذا الأمر على الكثير من الناس؛ ولذلك لا تجعل مظهر الشخص أو أول تعامل معه هو ما يحدد موقفه من الصداقة لديك، كما أن هناك عُرفًا غريبًا يقول إنه لا محبة إلا ما بعد العداوة، وبالفعل تجد الكثير من الصداقات تحدث بين شخصين كانوا أعداء في يوم ما؛ ولذلك لا تنم المظاهر دائمًا عن دواخل الناس.

الصديق يدعم صديقه

الصديق هو من يدعم صديقه، وخصوصًا وقت الاحتياج، فالأمر ليس مجرد شعارات عن الصداقة، وهذا الدعم ليس فقط دعمًا ماديًّا؛ بل هو في الأساس دعم معنوي ونفسي؛ حيث إن الأصدقاء لهم تأثير كبير بعضهم على بعض؛ ولذلك تهتم الصداقة بالمعدن، ولا تحكم على المظاهر؛ ليكون الصديق وقت الضيق داعمًا وكافيًا جدًّا لصديقه.

الصداقة في الزواج

ربما من أهم أجزاء هذا المقال هو أهمية الصداقة بين الزوج والزوجة، بسبب أن علاقة الصداقة ممتعة، وتظل ممتعة للأبد، فلا يوجد في الصداقة الحقيقية مللٌ؛ بل بها جو دائم من المتعة والشغف؛ ولذلك تضمن الصداقة بين الزوج والزوجة استمرارَ الشغف بينهما طَوال الحياة، أيضًا تضمن الصداقة في الزواج عمليةَ الإخلاص، فالصداقة الحقيقية علاقة مخلصة؛ ولذلك قبل أن يرتبط الزوجين بعهد ، يجب أن يربطهم عهد صداقة أيضًا، فلا يخون أحدهم الآخر ولا يتمنى أحدهم للآخر أي مشكلة أو عوز، والأزواج الذين يمتلكون علاقة صداقة سيقفون دومًا بجوار بعضهما بعضًا في شتى الظروف؛ لأن الرابط بينهما حب عميق، ليس مجرد علاقة تعود، بل علاقة وشغف حقيقي دائم ومتبادل.

قد يهمك هذا المقال:   البطالة المقنعة

دور الأهل في اختيار الصديق

يجب على الأهل أن يلاحظوا أولادهم؛ لأن الصداقات خصوصًا في فترة المراهقة تؤثر جدًا في الأولاد؛ ولكن في المقابل يجب على الأهل أن يكونوا حكماء في مع الأولاد من ناحية أصدقائهم، فمثلًا لو كان الأب والأم يعرفان أن ابنهما أو ابنتهما في حالة صداقة سيئة، فلا يجب أن يكون رد فعلهما عنيفًا تجاه أبنائهما؛ لأن العنف سيولد عِنادًا، خصوصًا عند المراهقين، بل يُفضل أن يكون التعامل من ناحية إيجاد بديل، والابتعاد عن النصح المباشر؛ لأن النصح المباشر يظهر لهؤلاء الفتيان والفتيات أنهم على خطأ، وهم لا يحبون هذا الشعور في هذا السن؛ ولذلك من الممكن اللجوء إلى أسلوب التحفيز على ترك مثل هذا الشخص، فلو ترك هذه العلاقة وتماشى مع مجتمع آخر يمكن أن تشتري له شيئًا يريده بشدة على سبيل المثال.

صفات تميز الأصدقاء

في النقاط الآتية توضيح لأهم صفات الصديق الحقيقي، والتي تساعد على تقييم الأصدقاء وتحديد الصديق الحقيقي من بينهم، وعند اختيار الصديق يمكن الاعتماد على تلك الصفات كمؤشرات قوية:

  • يحافظ الصديق على أسرار صديقه.
  • يقف الصديق بجوار صديقه في الأزمات ولا يتركه أبدًا.
  • لا يخسر الصديق الحقيقي صديقه لأي سبب تافه.
  • لا يجرح الصديق الوفي مشاعر صديقه ولا يتلاعب أبدًا بأسراره.
  • سيكون الوقت مع الصديق في غاية المتعة والروعة دائمًا، مع الكثير من الضحك.
  • الصديق هو أول شخص يمكن أن تثق به، وتُؤمِّنه على ما تمتلك دون أن تشعر بالخوف.
  • لا يسبب الصديق لصديقه الإحراج من أجل الضحك، أو من أجل الظهور وسط الناس.
  • يحترم الصديق الحقيقي صديقه في كل وقت، وتحت أي ظرف مهما قست الظروف على صديقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *