اخر خلفاء الدولة الاموية

خلفاء الدولة الأموية

يُطلق لقب الخلفاء الأمويين على كل حاكم أو خليفة اعتلى سدة الحكم في خلافة بني أمية التي امتد قيامها من سنة 41 هجرية وحتى عام 132 هجرية، ويعتبر الخليفة معاوية بن أبي سفيان أول حاكم في الدولة ومؤسسها أيضًا، وتشير سطور التاريخ إلى أن الدولة الأموية قد بلغت الذروة في الازدهار والعظمة في عصر الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ اتسعت رقعة الدولة بدءًا من الصين والهند شرقًا ووصولًا إلى الغرب حيث بلاد الغال المعروفة حاليًا باسم فرنسا، وواصلت الدولة امتدادها نحو سواحل إيطاليا شمالًا وشملت ضمن نطاقها أيضًا كل من جورجيا وتركيا، بالإضافة إلى غابات أفريقيا والحبشة، وفي كل فترة تخضع بها البلاد لحكم والٍ جديد تدخل فيها بمرحلة جديدة أيضًا؛ فإما أن تكون ذهبية أو قد تكون مرحلة تقهقر وانكسار، وفي عام 132 هجرية المصادف 750 ميلادية انهارت الدولة وسقطت؛ وكان ذلك في عهد آخر خلفاء الدولة الأموية مروان بن محمد بن الحكم. قائمة الخلفاء الأمويين

آخر خلفاء الدولة الأموية

يعتبر الخليفة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلفاء الدولة الأموية، ويكنى بأبي عبد الملك، ويلقب باسم مروان الجعدي تيمنًا بمربيه جعد بن درهم، انتهى عصر الدولة الأموية في عهده خلال فترة توليه عرش دمشق وقد جاء تسلمه الحكم بد وفاة حفيد عمه إبراهيم بن الوليد الذي تناول عن الحكم له. مروان بن محمد

النشأة

وُلِ مروان بن محمد في سنة 72 هجرية المصادف 691 ميلادية، شغل منصب الوالي في عدة ولايات إسلامية أموية قبل أن يتولى خلافة الدولة الأموية، فتولى إمرة كل من أذربيجان وأرمينيا، وقد تمكن خلال ذلك من إثبات جدارته في إدارة المنطقة بكل كفاءة وحنكة، حيث تصدى بجيوشه بكل بسالةٍ للغارات التي شنها الترك على أراضيه، كما تمكن من دثر الثورات التركية والخزرية والكرجية داخل حدود منطقة القوقاز وأرمينيا وإخمادها تمامًا؛ وترتب على ذلك توطيد جذور الإسلام وترسيخها في المنطقة.

قد يهمك هذا المقال:   قصيدة ابن سفر المريني يصف الاندلس

تشير المعلومات إلى أن مروان بن محمد كان ميالًا للقبائل القيسية ويفضلها على اليمانية في منطقة بلاد الشام، فأدى ذلك إلى إندلاع العديد من المشاكل والثورات والنزاعات داخل صفوف جيوشه، فنشبت الحروب بينه وبين من يوالي القبائل اليمانية من أبناء عمومته، وتسببت هذه الخطوة بنقل عاصمة الخلافة من دمشق إلى مدينة حرّان.

زوال حكمه

عُرفت فترة حكم محمد بن مروان آخر خلفاء الدولة الأموية بأنها تضج بالفتن والاضطرابات أكثر من أي فترة حكم أخرى في تاريخ الدولة الأموية، وقد أفضت أعماله القتالية إلى انتفاض أهالي حمص والغوطة إلا أنه قد تمكن من الانتصار عليهم بعد قتال وحرب، وأقدم سليمان بن هشام على إعلان الثورة عليه إلا أن قد هُزِم أيضًا من قبل مروان بن محمد، وجاءت الفرصة للخوارج لإثبات وجودهم وإبرازها، فتقدم الضحاك بن قيس وتقدم نحو الكوفة وفرض سيطرته عليها بعد أن انتزعها من يد الأمير عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وبدأت معارك طاحنة بناءًا على ذلك؛ فاستسلم عبدالله وبايعه علنًا، وعاود الضحاك لفتح الموصل وتمكن من ذلك وفرض سيطرته عليها، واجتمعت الحشود والجيوش التابعة للضحاك ومروان للقتال مع بعضهما البعض؛ فاندلعت معركة حامية الوطيس، واستغرقت المعركة ستة أشهر ما بين مروان والخوارج في الموصل.

اتفق الخوارج على القضاء على مروان بن محمد وإلحاق الهزيمة عليه، فتمكنوا من إشغاله عن خراسان وما يدور فيها من أحداث، حيث دفع بالشيعة لمنح البيعة لبني العباس خلال تلك الفترة، ومع حلول سنة 132 هجرية كانت مبايعة أبي العباس في الكوفة قد تمت، وسلم زمام أمور الجند لعمه عبد الله بن علي، وتوجه بعدها للتصادم مع جيوش الدولة الأموية بقيادة آخر خلفاء الدولة الأموية مروان بمحمد على ضفاف نهر الزاب، فاندلعت المعركة الطاحنة؛ فما حطت الحرب أوزارها إلا بهزيمة الخليفة الأموي وجنوده، وتم قتله في نهاية المطاف في مدينة الفيوم المصرية في تلك السنة على يد صالح بن علي، وبذلك زالت الدولة الأموية ونهضت الدولة العباسية.