أسباب الأرق وعلاجه
هناك العديد من أسباب التي يعاني منها الإنسان، ومن الممكن أن يتم تعريف الأرق، بأنه عدم القدرة على النوم بشكل مستمر وطبيعي يوميًا، وللعلم أيضًا للأرق أنواع، فهناك “Initial insomnia” وهو عبارة عن وجود صعوبة في الخلود إلى النوم، أما “Middle insomnia” فهو أرق الاستيقاظ من النوم بشكل متكرر، وأخيرًا “Terminal insomnia” وهو أرق الاستيقاظ مبكرًا وعدم القدرة على النوم من جديد، وبالتالي عدم الحصول على ساعات كافية من النوم الطبيعي، ولأن النوم يعد من أهم العمليات الاستشفائية التي تحدث للإنسان بصورة يومية، سواء للعقل أو للقلب أو للجسد بالكامل، ففي هذا المقال سيتم توضيح أهم أسباب الأرق وأهم العلاجات القادرة على علاج الأرق في وقت قصير.
مراحل النوم
قبل معرفة أسباب الأرق وعلاجه، يفضل معرفة مراحل النوم حتى يكون لدى الإنسان الوعي بأهمية المسببات والعلاجات التي سيتم تقديمها في المقال، ويتكون النوم الطبيعي من مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى يتم تسميتها “Non REM”، وهي المرحلة الأطول من النوم، ولا يتخللها أحلام في العادة، ويحاول فيها الجسم الاسترخاء وحركة الجفون والعينين تكون أبطأ، المرحلة الثانية هي “REM”، وفي هذه المرحلة تكون حركة العين أسرع بكثير من الطبيعي، وهي الفترة التي تحدث فيها الأحلام، وهي غالبًا تكون فترة قصيرة، ولكنها من أهم فترات النوم، إذ فيها يتم إطلاق العنان للعقل اللاوعي وإراحة العقل الواعي بصورة شبه كاملة، وتقدر ساعات النوم النموذجية في اليوم الواحد من 6 ساعات إلى 10 ساعات، والذين ينامون أقل من 6 ساعات بصورة يومية، يؤثر هذا عليهم من الناحية العقلية والنفسية والعاطفية.
أهم أسباب الأرق
هناك العديد من ، سواء المزمن أو العابر، فهناك أمراض مثل فرط إفرازات الغدة الدرقية، ونقص الجلكوز أو ، هذا غير المشاكل النفسية مثل القلق، و المزمن، والضغوط النفسية، وضغوط العمل، والتفكير في العمل، ألم الساق، ألم الأسنان، وحدوث أي مشكلة للجهاز التنفسي أثناء النوم مثل الكحة والسعال، كلها أسباب مختلفة ومتواترة كما توجد بعض الأسباب الأخرى مثل:
- استهلاك أدوية منبهة تقلل الحاجة إلى النوم، أو حين تكون الرغبة في السهر هي المسيطرة على العقل.
- شرب الكثير من القهوة، أو استهلاك مادة الكافين عمومًا بطريقة زائدة عن الطبيعي.
- إدمان المخدرات وشرب الكحول.
- الأعمال التي تتطلب من الشخص عدم الالتزام بوقت معين للنوم، مثل الأطباء والتمريض، فهم لا يثبتون على مواعيد نوم معينة.
- تغيير الفصول، واحد من أهم أسباب الأرق الشهيرة، حيث بين كل فصل والآخر لا يتأقلم الجسم سريعًا مع الجو والطقس، ولذلك إما ينام الجسم بإسراف، أو إما لا ينام الجسم لمدة كافية.
- عدم تهوية الغرفة جيدًا مما يجعل النائم يشعر بالاختناق عدة مرات أثناء النوم.
- الأحلام المزعجة، أو سلسلة الأحلام التي لا يقطعها النوم، أو الحلم المزدوج، حيث النائم يحلم أنه يحلم ومن هنا يكون الاستيقاظ شعور مُلح على النائم.
السيروتونين والأرق
السيروتونين هو أحد النواقل العصبية المهمة في الدماغ، وهو يعمل بشكل أكبر على الحالات المزاجية والعاطفية، حيث أن قلة السيرتونين تعطي العديد من المشاعر السلبية والمخيفة، مثل الرغبة في الانتحار، والاكتئاب، وعدم الرغبة في الاندماج مع المجتمع، واضطرابات في تناول الطعام، والتعامل العدواني، السيروتونين لا يعمل وحده على وزن الجهاز العصبي، فهناك هرمونات أخرى، أهمهم الدوبامين، لا يمكن الحصول على السيروتونين من الغذاء بصورة مباشرة، ولكن الجلكوز الذي يتم الحصول عليه من الكربوهيدرات يعمل على امتصاص التربتوفان، والذي يتحول فيما بعد إلى سيروتونين، ويعتبر التربتوفان هذا من الأحماض الأمينية، ومن دونه سيحدث انخفاض في مستوى السيروتونين في الجسم، أيضًا الجسم البشري لا ينتج التربتوفان كحمض أميني جاهز، ولكن يمكن أن يكون موجود في البروتينات، ومع دمجها مع الكربوهيدرات المعقدة يُمتص داخل الجسم، ولأن الكربوهيدرات المعقدة تمتلك مؤشر جليكيمي منخفض، تسبب زيادة في نسبة السكر في الدم، فهذا الأمر يسبب بصورة مباشرة الأرق، وصعوبة في النوم.
علاج الأرق
بعدما تم شرح أهم أسباب الأرق، يمكن التحدث عن أهم ، وفيما يخص العلاج بالمنومات الدوائية، فهي جميعها تعمل على أن تسبب النعاس والدخول في المرحلة الأولى من النوم، ولكنها تضر جدًا بالنوم في مرحلة “rem”، أو نوم المرحلة الثانية، والتي هي أهم مرحلة، وكلما زاد الضرر زاد الاحتياج لها، فيحتاج الإنسان إلى جرعة أعلى، ومن المؤكد أنها ستسبب الإدمان مع الوقت، ومن آثار هذه الحبوب الجانبية، الشعور بالنعاس في كل وقت مع عدم القدرة على النوم، التغيرات المزاجية والعاطفية الحادة، الشعور الدائم بعدم القدرة على تذكر الأشياء بطريقة صحيحة، ولذلك في الفقرات القادمة سيتم عرض علاجات طبيعية أفضل بكثير من علاجات الحبوب الدوائية المنومة.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة تحسن جدًا من الكفاءة الكلية للدورة الدموية في الجسم، وبالتالي تحافظ على التوازن الهرموني، والعصبي، مما يضمن الكثير من الاستقرار العام للجسم، واستقرار مستوى السيروتونين في الجسم، هذا بجانب الاستهلاك العضلي الذي يجعل الجسم في حاجة للراحة والاستسلام.
التغذية السليمة
لا يفضل أكل الكربوهيدرات أو السكريات قبل النوم، وهذا بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من الأرق، أما بالنسبة للمعتادين على الأمر فلا مشكلة، الكربوهيدرات تعلي مستوى الجلكوز في الدم، وهذا واحد من أسباب الأرق التي تم ذكرها، ولذلك قبل النوم يفضل الاعتماد على البروتينات والألياف.
الحفاظ على ساعات النوم البيولوجية
كلما كانت ساعات النوم البيولوجية منتظمة، كان هذا مفيد جدًا للجسم، ويسبب استقرار أكثر، محاولة قلب ساعات النوم من أهم أسباب الأرق.
الدخول إلى الحمام قبل النوم
أحيانًا كثيرًا يكون سبب الأرق هو امتلاء المثانة، وهو شعور سخيف، وفي أيام الشتاء يزداد، وبالطبع تكون القدرة على النهوض في برد الشتاء أقل من الصيف بسبب الشعور بالدفء، ولذلك يفضل تفريغ المثانة قبل النوم مباشرة.
عدم شرب الكافيين قبل النوم
يفضل عدم شرب القهوة أو الشاي، أو أي مشروب يحتوي على الكافيين قبل النوم، لأن الكافيين يحفز الخلايا العصبية ومن أسباب الأرق الشهيرة.