استخدام التقنية في التعليم

لن يجد الإنسان مفرًّا من استخدام التقنية في التعليم عاجلًا أم آجلًا، ففي الوقت الذي بدأت فيه عدة بلدان بالفعل في استخدام التقنية في التعليم ضمن مختلف المستويات، مازالت بلدان أخرى مترددة بهذا الشأن، أكان ذلك لأسباب فكرية أو بحتة، حيث يحتاج اعتماد التقنية ضمن مختلف المؤسسات التعليمية إلى ميزانية ضخمة وبنية تحتية في المستوى، وهو ما يتعذر فعله على العديد من البلدان النامية، في الوقت الذي سارعت فيه العديد من الدول المتقدمة إلى الاستثمار في هذا المجال، خصوصًا تلك التي تشهد ابتكارات مستمرة على المستوى التقني، حيث عملت على تبني مختلف التقنيات الممكنة ضمن مؤسساتها التعليمية لتشجيع مواطنيها على اعتناق هذا المجال الذي يشكل بالفعل مستقبل العديد من المجالات الحيوية.

التقنية والتعليم

استخدام التقنية في التعليم لا يعتمد بالضرورة على قرارات حكومات ومؤسسات رسمية، حيث أن المغزى هو استفادة الأفراد أو المجموعات بشكل أو بآخر من التطور التقني في عملية التعليم، وهو السبب الرئيس الذي قد يدفع أيًّا كان إلى الاستعانة بالتقنية، كون هذه الأخيرة أصبحت تلعب دورًا جوهريًّا في حياة الإنسان، وهو ما يتضح بشكل أبرز ضمن الدول المتقدمة التي تستفيد من التقنية في مجالات أكثر مقارنة بالدول النامية، لذا فإن استخدام التقنية في التعليم سيكون بغرض تحسين تجربة التعليم وتوفير حلول أكثر لاستيعاب أفضل ووصول أسهل إلى مصادر تعليمية في المستوى، مع منح المقبلين على التعلم فرصًا أكبر لإيجاد المعلومة مجانًا. عمومًا، هذه بعض الفوائد التي يمكن أن تقدمها التقنية في المجال التعليمي على مستوى المجموعات والأفراد.

تعلم أساسيات التقنية

سيكون لاستخدام التقنية في المدارس فوائد عديدة وتأثير كبير على المنظومة التعليمية بصفة عامة، حيث أن أول ما يمكن أن يستفيد منه التلميذ هو تعلم كيفية استخدام التقنية بشكل سليم، صحيح أن الأجهزة التقنية أصبحت متوفرة بكثرة ولا يكاد يخلو منها أي منزل، إلا أن هنالك اختلافًا كبيرًا بين تعلم كيفية استخدام مثل هذه الأجهزة والتقنية بصفة عامة في المدارس، وتعلم استخدامها بشكل عشوائي، فكم من شخص يقتصر استخدامه للتقنية على الذي يسخّره لتصفح مثل فيس بوك وتويتر، حيث يقضي ساعات في مشاهدة وسائط والتفاعل على هذه المواقع، ليجد نفسه بعد فترة يخاطب جوجل: وهو ما يعد مثالًا حول تفاعل شريحة مستخدمين مع التقنية بشكل سطحي يختلف كثيرًا عن الأسس التي يمكن أن يتلقاها التلميذ في المدارس، حيث يتم التركيز على تطوير مهارات البحث، الاكتشاف، والتعامل مع التطبيقات إلى جانب فهم أسس أخرى تفتح المجال أمام المتعلم للخوض في مجالات تقنية متقدمة وتعلم كيفية البحث عن حلول لمشاكل بدلًا من الاعتماد على محرك البحث في كل مرة يحتاج فيها إلى التعامل مع مشكلة معينة أو شيء من هذا القبيل، ليكون شخصًا مجهزًا للتعامل مع التقنية في مجالات شتى.

قد يهمك هذا المقال:   معلومات عن تقنية المعلومات

استخدام التقنية داخل المؤسسات التعليمية

أثناء رحلة التعلم باستخدام التقنية داخل المدارس، يستفيد التلميذ من فرص أفضل للتعلم، حيث أن تضمين التقنية ضمن المدارس يفسح المجال أمام خلق أنماط تعلم مختلفة، الشيء الذي يساهم في إيصال المعلومة بشكل أفضل لشريحة أكبر من التلاميذ، وهو ما يتعذر تقديمه بنفس الفعالية من خلال طريقة التعليم التقليدية، فلكل تلميذ مهارات مختلفة، وطرق الاستيعاب تختلف من شخص لآخر، وبالتالي، فإن توفير ميزات مثل العمل الجماعي على مشروع معين عبر منصة تقنية ما، يساهم في تحسين تفاعل التلاميذ بشكل أفضل مع بعضهم البعض، حيث تمنحهم مثل هذه الميزات فرصة إنجاز مهامهم بشكل أفضل بطريقة مريحة أكثر، وهو ما ينطبق على الأساتذة والكوادر التعليمية بصفة عامة، إذ تسهّل التقنية على الأساتذة عدة مهام وتساهم في اختصار الوقت الذي يمكنه قضاؤه في مهمة معينة، الشيء الذي ينعكس إيجابيًّا على استغلال الوقت بشكل أفضل وبالتالي تحسين تجربة التعليم داخل الفصول المدرسية أيضًا، إلى جانب تسهيل عمليات مثل تصحيح الامتحانات وجدولة النتائج في وقت أقصر، وهو ما يساعد في تسريع عجلة إنجاز مختلف المهام المرتبطة بالمؤسسة التعليمية مما يمنح التلاميذ، أولياء الأمور، وحتى موظفي المؤسسة، فرصًا أفضل لإنجاز مهامهم وقضاء أغراضهم بسرعة ويسر، وهو أحد أبرز النقاط الإيجابية التي تقدمها التقنية، والتي تدفعنا للاستعانة بها في مهامنا اليومية في مجالات مختلفة.

استخدام التقنية في التعليم الذاتي

يعود الفضل في انتشار على نطاق واسع في مجالات شتى، إلى التقنية في المقام الأول، حيث ساهم انتشار الأجهزة التقنية وتوفرها في متناول مختلف شرائح المجتمع، في استفادة الجميع من المواد التعليمية التي أصبحت في متناولهم دون الحاجة إلى ولوج مؤسسة تعليمية، إذ تم إلغاء الأبعاد الجغرافية والفروقات الطبقية من خلال الطفرة التقنية على مستوى التعليم الذاتي، إذ تتوفر العديد من المقررات التعليمية في مجالات عديدة على شكل كتب إلكترونية، فيديوهات تعليمية، وكتب صوتية يمكن للمستخدمين تحميلها على أجهزتهم والبدء بالتعلم، فقد أصبحنا في زمن تبرز فيه عقبة واحدة فقط لا غير أمام تعلم الإنسان لشيء جديد، وهو الإرادة.

قد يهمك هذا المقال:   ما هو الفيس تايم

وفيما يلي مجموعة من المنصات والتطبيقات الممكن استخدامها على أجهزة أو أو حتى على الكمبيوتر:

  • تطبيق Duolingo: أحد أفضل تطبيقات تعليم اللغات إن لم يكن أفضلها، يتميز بتقديمه لدروس تفاعلية لتعلم عدة لغات مع تنوع على مستوى المادة التعليمية من صور وصوتيات، كما يقدم التطبيق مستويات تعليم عدة مع واجهة جميلة، علمًا أنه يتطلب الدفع مقابل الاستمرار في ولوج المادة التعليمية للغة معينة عند بلوغ المستخدم لمستويات متقدمة من رحلته التعليمية.
  • منصة Udemy: منصة تعليمية معروفة تفسح المجال أمام الراغبين في تقديم دورات تعليمية وتدريبية في مجالات عدة، حيث يمكن إيجاد دورات تعليمية لتعليم اللغات، البرمجة، التسويق، والعديد من المجالات الحيوية الأخرى. وتعتمد المنصة إمكانية تقديم دورات مدفوعة أو مجانية، مع إمكانية إيجاد المستخدم لدورات متنوعة في أكثر من موضوع أو مجال، ما يتيح له الاختيار من بين الأفضل حسب ميزانيته، تقييمات المستخدمين الآخرين، وعدة معايير أخرى.
  • منصة Youtube: يعد موقع يوتيوب وجهة ممتازة للباحثين عن التعلم، حيث يعد منصة مفضلة لصناع المحتوى الذين يقدمون فيديوهات تعليمية في العديد من المجالات، ما يفتح الباب أمام الراغبين في التعلم لإيجاد المادة التعليمية بالصوت والصورة، مع سهولة الوصول إلى الموقع وتميزه بقاعدة بيانات ضخمة وتنوع المعلومة المقدمة من طرف صناع المحتوى.

وتمتد فوائد التقنية لتبلغ عدة جوانب أخرى من حياة الراغبين في التعلم، وكل ما عليهم لبلوغ هذه الجوانب هو الاستمرار في الاعتماد على التقنية في بحثهم نحو تكوين رصيد لغوي ومعرفي لا يَنضُب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *