الجلطة الدماغية
يُعتبر الدماغ العضو الرئيسي في عند الإنسان، حيثُ یجمع الدماغ المعلومات ویُحللها، ويضبط ویدیر معظم أعضاء جسم الإنسان، ويُعتبر منبعًا لإنتاج معلوماتٍ جديدة. يتكون الدماغ البشري من كرة رمادية تَميل إلى اللون الوردي، ويتميز سطحه بالعديد من النتوءات والأخاديد، ويتألف من عشرات المليارات من الخلايا العصبية والتي العُصبة الواحدة فیه تکون مرتبطة بمجموعة کبیرة من الأعصاب المجاورة لها.
يؤدي نقص تدفق الدم إلى الدماغ أو أحد أجزاءه إلى موتِ الخلايا، وتُعرّف هذه الحالة باسم الدماغية أو السكتة الدماغية، وهُناك نوعان رئيسيان منها: أولًا، الجلطة الدماغية الإقفارية، والتي تحدث بسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ، ثانيًا، الجلطة الدماغية النزفية، والتي تحدث بسبب حدوث نزيف دماغي.
تركّز هذه المقالة على أعراض الجلطة الدماغية وعوامل الخطر.
عوامل الخطر
يُعتبر ارتفاع عامل الخطر الرئيسي للجلطة الدماغية، ومن عوامل الخطر الأخرى السمنة، و، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وغيرها، وعادةً ما تُشخص الجلطة الدماغية بالفحص السريري واستعمال تقنيات التصوير الطبي مثل التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وقد تُطلب فحوصات أخرى مثل تخطيط كهربية القلب وفحوصات الدم وغيرها.
ثمة طُرق متعدّدة للتقليل من احتمال حدوث الجلطة الدماغية، ومنها تناول حبوب الأسبرين والستاتين، أو إجراء جراحةٍ لفتح الشرايين الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من تضيقٍ بها. غالبًا ما يتطلب حدوث الجلطة الدماغية تدخلًا عاجلاً، فمثلًا إذا اكتشفت الجلطة الدماغية الإقفارية في غضونِ ثلاث إلى أربع ساعات ونصف، قد تكون قابلة للعلاج باستخدام الأدوية، أما بعض الجلطات الدماغية النزفية فلا تعالج إلا جراحيًا، ويُحاول الطبيب استعادة الوظيفة المفقودة، إلا أنَّ هذا الأسلوب ليس مُتوافراً في العديد من دول العالم.
أعراض الجلطة الدماغية
عادةً ما تبدأ أعراض الجلطة الدماغية بشكلٍ فجائي (بين ثوانٍ إلى دقائق)، وتعتمد الأعراض على المنطقة الدماغية المُصابة، فكلما زادت المنطقة المتأثرة، زادَ احتمال فقدانها. هُناك أشكالٌ أخرى من الجلطة الدماغية قد تُسبب أعراضًا إضافية، مثل النزيف داخل الجمجمة والذي قد يضغطُ على مناطق أُخرى. تؤثر الجلطة على وظائف الدماغ، مسببةً علاماتٍ وأعراضٍ مُتعددة.
التحديد المُبكر
تُساعد أعراض وعلامات مُحددة على التحديد المُبكر أو التنبؤ بوجود أو عدم وجود الجلطة الدماغية، ويُمكن أيضًا تحديد درجاتها المُختلفة، ومن هذه العلامات ضَعف الوجه المفاجئ، وانحراف الذراع (في حال طُلب من الشخص رفع ذراعيه، فإنَّ إحدى الذراعين ينحرف إلى الأسفل لا إراديًا)، والنطق غير الطبيعي للكلمات، حيثُ تعتبر هذه العلامات من العلامات المُبكرة، ويزيد احتمال حصول الجلطة الدماغية بمقدار 5.5 عند وجود واحدة على الأقل من هذه العلامات، وفي حال عدم وجود أي من هذه العلامات، فإنهُ يقل احتمال حدوث الجلطة الدماغية إلى ما نسبته 0.39.
تُعتبر العلامات المُبكرة مهمة جدًا في حال إدخال الأشخاص إلى الطوارئ، حيثُ تكون هناك حاجة مُلحة للتحديد المُبكر للجلطة الدماغية، لأنَّ هذا يُعجل في الفحوصات التشخيصية والعلاج.
علامات ثانوية
إذا كانت منطقة الدماغ المُتأثرة تتضمن أحد مسارات النظام العصبي المركزي الثلاثة المهمة (المسار الفقري، والمسالك القشرية، ومسار اللمنيات الظهري-الوسطي)، فقد تظهر بعض الأعراض مثل شلل نصفي وضعف في عضلات الوجه، وخدر، وقلة الإحساس، وقد يحدث انخفاض في قوة العضلات يتبدل مع تشنج وردود فعلٍ مُفرطة.
في معظم الحالات، تظهر الأعراض على جانبٍ واحدٍ فقط من الجسم، وذلك اعتمادًا على الجزء المُتضرر، كما يمكن للجلطة الدماغية أن تؤثر على جذع الدماغ، فتنتج أعراضًا مُرتبطة بالعجز في الأعصاب القحفية، ومن هذه الأعراض تغيرٌ جزئي أو كلي في حاسة الشم أو التذوق أو السمع أو الرؤية، وتدلي الجفن وضعف في عضلات العين، وانخفاض ردود الفعل، وقد تحدث رأرأة ومشاكل في التوازن، وانخفاض في الإحساس، وقد يتطور الأمر إلى تغيرٍ في التنفس ومعدل ضربات القلب وضعف في اللسان.
أما في حال تؤثر القشرة الدماغية، فإنَّ مسارات الجهاز العصبي المركزي قد تتأثر أيضًا، فتنتج أعراضًا مثل فقدان القدرة على الكلام، والرُتة، واللاأدائية، مع حدوث عيبٍ في المجال البصري وعجزٍ في الذاكرة، وقد يؤدي إلى تفكيرٍ غير مُنتظم وارتباك، أما لو تأثر المخيخ، فيكون الترنح العرض الرئيسي مع أعراضٍ أخرى مثل تغيرٍ في المشية وفي نَسقها، وعدم اتزانٍ ودوار.
أعراض مرافقة
عادةً ما يحدثُ فقدانُ في الوعي مع صداعٍ وقيء في حال الإصابة بالجلطة الدماغية النزفية؛ وذلك بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة نتيجةً للتسرب الدموي الدماغي. في حال كانت الأعراض القصوى ظاهرةً منذُ البداية، فقد يكون الأمر بسبب نزفٍ تحت العنكبوتية أو جلطة دماغية تخثرية.
في حال استمرت الأعراض لأقل من ساعة أو ساعتين تُعرف الحالة باسم نوبة نقص التروية العابرة، أما في حال استمرت لفترةٍ أطول فقد تحدث جلطة دماغية دائمة ذات مُضاعفات طويلة الأمد كالصداع الشديد و وفقدان السيطرة على المَثانة البولية.