الحمل
يحدث حمل المرأة عند التقاء البويضة التي يطلقها المبيض الأنثوي لدى المرأة مع الحيوان المنوي الذكري الذي يطلقه الرجل عبر السائل المنوي خلال العلاقة الزوجية، فيلقحها لتكمل مشوارها نحو الرحم لتستقر في البداية لمدة 40 يومًا حتى يتشكل الجنين وتصبح حامل بطفل، وتمر المرأة الحامل في بداية حملها بمجموعة كبيرة من التغيرات الجسدية والنفسية وهي ناتجة عن انقلابات سريعة في مستويات الهرمونات داخل الجسم نتيجة حدوث الحمل لديها، وتبدأ هذه الأعراض منذ الأسبوع الأول من الحمل خاصة إذا كان المولود بكرًا، ثم تخف هذه الأعراض تدريجيًا مع مرور الأسابيع والشهور وانتهاءً إلى موعد الولادة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن التغيرات المرافقة للحمل وأعراض الحمل في الأسبوع الأول للبكر.
التغيرات المرافقة للحمل
تمر الأم الحامل منذ بداية حملها وحتى نهايته بمجموعة من التغيرات الكثيرة في الجسم وهير تغيرات طبيعية ومؤقتة تحدث للتكيف الجديد مع وجود جنين في بطنها ونموه التدريجي ومن أهمها ما يلي:
- تغيرات متعلقة بالرحم والمهبل: حيث تتمدد خلايا الرحم ويزداد حجمه ويصبح مستديرًا في نهاية الشهر الأول من الحمل، وتصبح درجة حامضيته 6 بدلًا من 4، أما عنق الرحم فيصبح قصيرًا وعريضًا وأكثر مرونة وليونة، كما تزداد الطبقة المخطية المغلفة له من الداخل.
- تغيرات في الجهاز البولي: وفيها يحدث توسع في القناة البولية وتمدد لعضلات الجهاز البولي، ويتسبب الرحم بزيادة الضغط على المثانة نتيجة زيادة حجمه التدريجي مما يشعر الحامل بالرغبة المتكررة للتبول نتيجة الشعور بامتلاء المثانة، وقد يتسبب ركود البول في المثانة في حدوث التهابات بولية.
- تغيرات في الأوعية الدموية والقلب: غالبًا ما يزداد معدل ضخ الدم من القلب بمعدل 30% -50% طوال فترة الحمل، لكي تقوم الأم بتزويد جنينها بالطعام والغذاء طوال الحمل، لذا يزداد حجم القلب بشكل بسيط يرافقه زيادة قليلة في نبضات القلب بمعدل 15 نبضة فوق الطبيعي، كما يحدث توسع في الأوعية الدموية في بداية الحمل نتيجة زيادة إفراز هرمون البروجيسترون والذي ينتج عنه انخفاض في ضغط الدم بمعظم فترات الحمل باستثناء الشهور الأخيرة.
- تغيرات الدم: يحدث تغيرات في كريات الدم الحمراء، بحيث يزداد عدد الكريات الحمراء 20-30%، أما الصفائح الدموية فيتناقص حجمها ليصل إلى 100-150 ألف صفيحة/ مايكرولتر، وغالبًا ما يزداد إفراز الكبد لعوامل التخثر المختلفة مما قد يعرض الأم إلى حدوث التجلطات خلال الحمل وأول الولادة.
- تغيرات العضلات: إذ تسبب هرمونات البروجستيرون والأستروجين والريلاكسين ارتخاءً ملحوظًا في الأربطة والغضاريف والمفاصل، ويزداد ميلان الحوض ويتقوس الظهر وتتمدد عضلات البطن نتيجة الزيادة المستمرة في حجم الجنين.
- التغيرات التنفسية: إذ تحدث تغيرات في تركيبة الأوعية الدموية المخاطية في القناة التنفسية يتمثل في حدوث انتفاخ في بطانة الأنف والبلعوم والحنجرة والشعب الهوائية، يرافقه ضعف في التنفس نتيجة زيادة استهلاك الأوكسجين، كما تتقلص سعة الرئتين نتيجة ضغط الجنين على الحجاب الحاجز، مما يحدث صعوبة في التنفس خلال الحمل ويصبح التنفس من البطن أكثر منه من الصدر.
أعراض الحمل في الأسبوع الأول للبكر
هناك عدد من الأعراض الشائعة لدى الحامل في الأسبوع الأول أهمها ما يلي:
- الدوخة والإغماء: وهذا ينتج عن تمدد الأوعية الدموية وانخفاض ملحوظ في ضغط الدم يرافقه انخفاض في مستوى السكر في الدم، نتيجة توجه الدم بكامله لإتمام عملية الحمل، مما يسبب الشعور بالدوخة “دوار الرأس” وقد يصل الأمر إلى حدوث حالات إغماء في بعض الأحيان.
- التقلبات المزاجية الحادة: وذلك ينتج عن الزيادة السريعة في مستوى الهرمونات الأنثوية في الجسم والتي تجعل المرأة ذات مشاعر متضاربة وغير مستقرة فتشعر بالغضب السريع وزيادة الحساسية وسرعة تقلب العواطف قد يرافقها بكاء أو اكتئاب وغيرها، وهذه التقلبات من أبرز العلامات المبكرة للحمل ببكر.
- الشعور بالصداع المتكرر والشديد: وهو من العلامات الدائمة للحمل المبكر إذ ينتج عن زيادة ضخ الدم الناتج عن فرط إفراز الهرمونات، ويحدث ذلك الصداع بشكل متكرر خلال اليوم.
- تغير الرغبات في تناول الطعام: تعاني المرأة الحامل من النفور من بعض الأطعمة التي كانت تحبها قبل الحمل، والإقبال الشديد والملح على بعض الأطعمة الأخرى كالموالح أو الحوامض أو الحلويات، وهي من العلامات الواضحة والمبكرة للحمل.
- الشعور بالغثيان المتكرر والرغبة في القيء: إذ أنها أولى علامات الحمل؛ إذ تشعر المرأة بالغثيان الشديد في معظم أوقات اليوم خاصة في الصباح الباكر نتيجة ارتفاع ملحوظ في مستوى هرمون الأستروجين الأنثوي قد يتطور إلى الرغبة في القيء، كما تصبح لدى المرأة حساسية مفرطة لبعض الروائح كالعطور أو السجائر وبعض أصناف الطعام لتزيد الشعور بالغثيان والنفور.
- الإعياء والتعب: حيث تشعر الحامل في البداية بالتعب والضعف العام والرغبة الملحة للنوم والإستلقاء وضعف النشاط العام نتيجة انخفاض ضغط الدم ومستوى السكر الناتج عن ارتفاع هرمون البروجسترون.
- النزيف الخفيف: إذ يرافق بداية الحمل نزول بضع نقاط دموية من المهبل يعرف بنزيف الزرع، والذي يدل على انغراس البويضة في الرحم وحدوث الحمل، ويكون لون الدم باهت وثابت ليس بغزير كدم الحيض، وغالبًا ما يرافقه بعض التشنجات البسيطة والألم في البطن.
- تورم الثدي: إذ يحدث تغيرات على الثدي في بداية الحمل تتمثل في حدوث تورم وانتفاخ فيه فيصبح مشدودًا وضخمًا ومؤلمًا عند لمسه، وفي بعض الحالات يصبح رقيقًا، وكل ذلك بفعل التغيرات الهرمونية القوية.
- الإمساك: حيث تحدث تغيرات معوية في بداية الحمل تتمثل في بطء مرور الطعام خلال الأمعاء مما يسبب الإنتفاخ والشعور بالإمساك غير المعتاد وذلك نتيجة زيادة هرمون البروجستيرون في الجسم.
- المرجع الأول أعراض الحمل في الأسبوع الأول للبكر
- المرجع الثاني اعراض الحمل الاسبوع الاول للبكر