أو مرض الضغط كما هو متعارف عليه بين الناس هو أحد أهم أمراض العصر التي تشغل بال الباحثين في المجال الطبي، حيث تشير آخر تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد البالغين (≥ 20 سنة) المصابين بارتفاع الضغط يتجاوز الـ 1,5 مليار نسمة حول العالم، وأنه السبب وراء 12,8٪ من الوفيات بين البشر بما يزيد عن 7,5 مليون وفاة سنويًا. فما هو ضغط الدم؟ ومتى يصبح ارتفاعه مرضيًا؟ وما هي أعراضه؟ هي أمور سنتناولها في هذا المقال.
ضغط الدم
يعرّف على أنه القوة التي يمارسها الدم على جدران الأوعية الدموية، وهو متغير يعتمد على الجهد الذي يبذله القلب وعلى مدى مقاومة الأوعية الدموية حيث أن أي زيادة في إحدى العاملين تؤدي إلى ارتفاع الضغط، ويبلغ المعدل الطبيعي لضغط الانسان البالغ 120/80 ملم زئبقي، حيث يمثل الرقم الأعلى 120 وهو الضغط الانقباضي، بينما 80 هو الضغط الانبساطي، وتعد أي قيمة أعلى من هذا ارتفاعًا في ضغط الدم.
خلافًا للمُتعارف عليه، فليس كل ارتفاعِ في ضغط الدم مرضيّ، حيث أن وجود ارتفاع فيه لفترة قصيرة قد يكون استجابة طبيعية في كثير من الحالات، فالإجهاد وممارسة الرياضة على سبيل المثال يمكن أن ترفع ضغط الدم في شخص سليم مؤقتًا، ولهذا السبب فإن تشخيص ارتفاع ضغط الدم المرضي يتطلب العديد من القراءات التي تظهر ارتفاعًا مزمنًا في ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم
يُعرف المرضي على أنه حالة مرضية مزمنة يكون فيها ضغط الدم مرتفعًا باستمرار، بحيث يكون الضغط أكبر أو يساوي 140/90 (في حالة مرضى السكري أكبر أو يساوي 130/80) لقراءتين أو أكثر في وقتين متباعدين على الأقل، وارتفاع ضغط الدم بشكل عام مرض يتطور على مدى سنوات عديدة، حيث يرتبط بتضيق الشرايين وتصلبها الذي يحدث مع العمر مما يزيد من مقاومة الأوعية الدموية، وهو مرض يؤثر على جميع الناس تقريبًا في نهاية المطاف، حيث أن احتمالية الإصابة به للشخص في حياته تبلغ 90٪.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
أحد أخطر جوانب ارتفاع هو أنَّ الشخص قد لا يعرف أنه لديه، وهو السبب في تسميته بـ”القاتل الصامت”، حيث لا يسبب أي أعراض لكنه يقوم تدريجيًا بإحداث الضرر في القلب والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية كالكلى و شبكية العين، وفي الواقع، ما يقرب من ثلث الناس الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يعرفون ذلك، والطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان ضغط الدم مرتفعًا هو من خلال الفحوصات الدورية. هذا مهم بشكل خاص إذا كان في عائلتك تاريخُ مرضيّ لارتفاع ضغط الدم.
لا يتسبب ارتفاع ضغط الدم بالأعراض إلا في حالتين:
أولاً-إذا كان ضغط الدم مرتفعًا للغاية، وهي حالة طارئة تستلزم عناية عاجلة في المشفى، ومن هذه الأعراض، الصداع الشديد، التعب أو الارتباك، اضطراب الرؤية، ألم في الصدر، صعوبة في التنفس، عدم انتظام ضربات القلب، الدم في البول، ويستوجب التأكيد أنه لدى الشعور بأي من هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب على الفور.
ثانياً-المضاعفات، وتشمل: الضغط المفرط على جدران الشرايين الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة بدون علاج يمكن أن يضر بالأوعية الدموية، فضلًا عن الأعضاء في الجسم، فكلما زاد ضغط الدم وكلما قلت السيطرة عليه، زاد الضرر.
حيث تتمثل الأعراض عندها بمضاعفات خطيرة تنم عن مراحل متأخرة بما في ذلك:
- نوبة قلبية أو سكتة دماغية: ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب تصلب الشرايين وتضيقها وفي نهاية المطاف انسدادها، والذي يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة الدماغية أو مضاعفات أخرى.
- فشل القلب: يتطلب ضخ الدم ضد الضغط العالي في الشرايين من عضلات القلب أن تعمل بجهد أكبر، وهذا يتسبب مع الوقت في (تضخم البطين الأيسر) كمحاولة لتلبية احتياجات الجسم، والذي يقود في النهاية إلى فشل القلب.
- ضعف وتضيق الأوعية الدموية في الكليتين: مما يمنع الكليتين من العمل بشكل طبيعي.
- ضعف وتضيق أو تمزق الأوعية الدموية في شبكية العين: وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر.
- متلازمة الأيض: هذه المتلازمة هي مجموعه من اضطرابات الأيض في الجسم، وتشمل زيادة محيط الخصر وارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض الكوليسترول الجيد وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الأنسولين. هذه الظروف تجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- مشاكل في الذاكرة أو الاستيعاب: قد يؤثر ارتفاع ضغط الدم أيضًا على قدرة الشخص على التفكير والتذكر والتعلم.
- الخرف: تضيق أو انسداد الشرايين يمكن أن يحد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى نوع معين من الخرف (الخرف الوعائي)، كما أن السكتة الدماغية التي يتسبب بها ارتفاع ضغط الدم أيضًا يمكن أن تسبب الخرف الوعائي.
لحسن الحظ، يمكن اكتشاف المرتفع بسهولة، وبمجرد معرفة أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم، يمكنك العمل مع طبيبك للتحكم فيه مما يحميك من هذه الأعراض والمضاعفات.