السياحة في بالي

بالي جزيرة استوائية تقع شرق جزيرة جافا في ، وهي أكثر مناطق البلد اجتذاباً للسياح نظراً لتنوعها البيئي وجمال شواطئها وثقافتها الشعبية المميزة، حيث أن بالي تضم أكبر تجمعٍ للهندوسيين في إندونيسيا، خلافاً للأغلبية المسلمة للدولة، ولكن سكان بالي ذوو عرقٍ وثقافةٍ مختلفة كلياً عن سكان إندونيسيا الآخرين أو الهندوسيين الهنود.

يمكن القدوم إلى جزيرة بالي مباشرةً عبر مطار نغوراه راي الدولي، والذي يقع جنوب الجزيرة بالقرب من مدينة كوتا، وهو يمثل نقطة التقاء بين الجزيرة الرئيسية وشبه جزيرة بوكيت. وتقعُ شمال المطار عاصمة بالي، والتي تدعى دنباسار، وهي مدينة مكتظة بالعمران والسكان كما هي كوتا، مما يوقف عدداً كبيراً من الزوار عندهما، لذا فمن شأن الابتعاد عن هذه المنطقة كشف الجوانب الشعبية والطبيعية الخلابة غير المزدحمة من الجزيرة.

تبعد الجزيرة ما لا يزيد عن الألف كيلومتر عن خط الاستواء، مما يعني أن الجو حار ورطب مع أمطارٍ خفيفة معظم أيام السنة، إلا أن الحرارة تقل بشكلٍ ملحوظ عند الاقتراب من وسط الجزيرة الجبلي المرتفع.

المناظر والمعالم الطبيعية في بالي

تضم جزيرة بالي بعض التنوع البيئي، حيث يتكون عددٌ من شواطئها من رمال سوداء متماشية مع طبيعتها البركانية، بينما يتكون بعضها الآخر من رمال بيضاء ناعمة، وأما شبه جزيرة بوكيت في الجنوب فهي مرفوعة عن مستوى برمتها تقريباً، حيث تلتقي مياه المحيط الهندي باليابسة عند أسفل جروفها الصخرية الشاهقة، وأما وسط الجزيرة فيغلب على طابعه شيئان، أحدهما هو السهول والتلال الخضراء المفعمة بالحياة وحقول الأرز المتدرجة، والآخر هو براكين الجزيرة والبحيرات التي تكونت في فوهات بعضها.

قد يهمك هذا المقال:   مجرة درب التبانة

وتوجد ثلاث من هذه البحيرات في منطقة بيدوغول الواقعة في وسط الجزيرة، والتي تقع شمال مدينة دنباسار بحوالي 50 كيلو متراً على طريقٍ رئيسي يمر عبر الجزيرة، وفي هذه المنطقة عدة قرىً. وبما أن البحيرات تقع داخل فوهات براكين فإن المنطقة برمتها مرتفعة عن مستوى البحر قرابة السبعمائة متر، مما يجعلها أبرد، وأما بعض الجبال والبراكين المحيطة فقد تصل إلى ارتفاع 2,000 متر. وتقع في هذه المنقطة أيضاً حديقة بالي النباتية، والتي تستقبل الزوار من السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً، وهي واحدة من أربع حدائق نباتية رسمية في إندونيسيا.

تمتد مناظر الوسط الخضراء الخلابة إلى الجزء الشرقي من ، حيث يوجد بركان أغونغ العظيم الذي يصل ارتفاعه إلى ثلاثة آلاف متر، ويضم الإقليم الشرقي أيضاً بعض مناطق التلال الحجرية المتصحّرة التي تشذّ عن الطبيعة الخضراء والثرية للجزيرة.

المعابد والمناطق التراثية

أكثر من 80% من سكان الجزيرة يتبعون الديانة الهندوسية، وفوق ذلك فإن قانون “العادات” يملي عليهم تخصيصَ ثلاثة معابد على الأقل في كل قرية، ويكون أحدُها بالضَّرورة لرثاء الموتى وآخر للعبادات اليومية. تختلف هذه المعابد بتصميماتها الجمالية كثيراً عن المعابد الهندوسية الهندية، حيث أن لسكان الجزيرة ثقافتهم الخاصة ونمطهم المعماري الذي يمكن أن يتشابه جزئياً بالأنماط الصينية والكمبودية، ولكلٍّ من هذه المعابد تصميم يخصّه، والجزء المشترك الوحيد هو وجود ثلاث ساحاتٍ متدرجة لكل معبد.

عدا عن المعابد الخاصة بالقرى توجد تسعة معابد منتشرة عبر الجزيرة معروفة باسم “كايانغان جاغات”، والتي يفترض أنها تحرس الجزيرة من الشرور. يقعُ بعضها على ارتفاعات شاهقة وبعضها عند مستوى البحر، ويكاد يكون أقربها إلى عاصمة ومطار الجزيرة معبد أولوواتو الذي يقع على ارتفاع سبعين متراً على الجرف الجنوبي لشبه جزيرة بوكيت.

قد يهمك هذا المقال:   مدينة كييف

يقع شرق بالي معبد “بيساكيه”، وهو يعتبر أعظم المعابد وأكثرها قداسةً عند أهل . وهو مكون من أكثر من عشرين بناية من بين معابد ومزارات ممتدة على مساحة كبيرة ومتدرجة، حيث تزحف أجزاءٌ من المعبد إلى الأعلى على سفح بركان أغونغ.

النشاطات المائية والخارجية

تحدّ الشواطئ جزيرة بالي من معظم الجهات، وتعد بعضٌ منها وجهاتٍ ممتازة لراكبي الأمواج، ويفضّل المحترفون الشواطئ التي تقع أسفل الجروف الصخرية لشبه جزيرة بوكيت جنوبي كوتا، حيث ينزلون إلى الشواطئ على أدراج حجرية يمر بعضها خلال أخاديد صخرية طبيعية خلّابة المنظر (وهي أماكن تستحق الزيارة لمنظرها فقط، كماأنه يمكن جمعها مع رحلة رؤية معبد أولوواتو). ولكن الأمواج هناك قوية جداً، لذا يستحسن للمبتدئين التعلُّمُ على شاطئ مدينة كوتا حيث تكون الأمواج أهدأ وأنعم. وتوجد في الجزيرة مراكز رسمية لتعليم ركوب الأمواج، ولكن من الممكن أيضاً العثور على بعض السكان المحليين الذين يقدمون دروساً فورية بشكلٍ غير رسمي.

بالي مشهورة عالمياً بعدة أماكن للغوص الحُرّ (بدون معدات) أو الاحترافي. تقعُ بعض هذه الأماكن على شواطئ الجزيرة نفسها، وأما بعضها الآخر ففي جزر صغيرة يمكن الذهاب إليها برحلات القوارب اليومية، إحداها بادانغ باي في الشمال ونوسا بِنيدا في الجنوب الشرقي لبالي. وكما هو شأن ركوب الأمواج فإن للغوص أيضاً مراكز ومدارس رسمية معتمدة، ولكن يمكن دائماً للهواة الذهاب إلى رحلات خاصة للغوص الحر.

بالي جزيرة كبيرة، ولا قلة عليها في الأماكن الطبيعية التي يمكن استكشافها مشياً على الأقدام، من التلال الخضراء إلى قمم البراكين. ولكن من بعض النشاطات الخارجية التي يمكن تنظيمها مع خدمات سياحية المشي في الوديان الضيقة أو الصدوع التي تجري فيها أنهار ضحلة(رياضة الـ”canyoning”)، وركوب قوارب التجديف المنفوخة في الأنهار الصخرية المتدرجة.

قد يهمك هذا المقال:   بحث علمي عن المخدرات

الأكل المحلي والبحري

يتوفرُ في الجزيرة تنوعٌ كبيرٌ في المطاعم. سوف يجد التقليديون فيها الكثير من سلاسل الأكل السريع الغربية في جنوبي الجزيرة، ولكن لمن يحب تجربة الأشياء الجديدة توجد شتّى أنواع الطعام فيها ابتداءً من ثمنٍ زهيدٍ جداً للأكل الإندونيسي الشعبي وصعوداً إلى المطاعم البحرية التي تحفظ الأسماك والسلطعونات حيّةً في الأحواض حتى يطلبها الزبون. ويوجد تجمّعٌ كبير للمطاعم البحرية التي تقدم طعاماً مشوياً وتفرد طاولاتها على الرمال (حتى أن الماء يصل إلى بعضها عند المد) على امتداد شاطئ جِمباران جنوب كوتا.

وأما بالنسبة للأكل الشعبي فهو ينقسم إلى أكلٍ إندونيسي وأكلٍ يخص ثقافة بالي (والذي ليس حلالاً دائماً)، ويمكن تمييز مطاعم الأكل الإندونيسي من لائحة “masakan padang” (أي “أكل من بادنع”، وهو إقليم في جزيرة سومطرة)، ويتكون هذا الأكل من الأرز المسلوق أو المقلي (الـ”ناسي غورينغ”) مع الخضار والبيض أو أنواع مختلفة من اللحوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *