السياحة في قيرغستان
تتمتع دولة «قيرغستان» والأصح تسميتها «قيرغيزستان» بطبيعة فريدة، جعلتها محط أنظار السائحين من جميع أنحاء العالم، وتمتاز بجبالها شاهقة الارتفاع، والتي يأتي إليها محبي رياضية التسلق والتزحلق أيضًا، ليمارسوا هواياتهم المفضلة.
موقع فريد، وثقافة وتاريخ، وأجواء معتدلة، وسهولة في إجراءات الدخول، جميعها أمور تجعل السائح يفضل تلك الدولة على غيرها من الدول، ففي «بيشكك»، عاصمة قيرغيزستان، العديد من الثقافات المختلفة، والتي تشكل معالم تلك الدولة وهويتها أمام الزائرين.
ورغم أن الأغلبية العظمى من سكان «قيرغيزستان»، من ، فإن هناك ما يقرب من 20% من أصحاب الديانات الأخرى واللادينيين، وهو ما يشير بوضوح إلى الحرية التي تتمتع بها تلك الدولة، وتنعكس إيجابيًا على معدلات السياحة والسائحين إليها.
يمكن للسائح، أن يسافر طوال العام إلى «بيشكك»، لأن الله سبحانه، وهب قيرغيزستان موقعًا مميزًا وفريدًا بين الدول، كما جعل تلك الدولة الصغيرة والتي تعتبر أصغر دولة في أسيا تقريبًا، مهيأة لاستقبال السائحين صيفًا وشتاءً وخريفًا.
في القارس، يُغطي الجليد، جبال قيرغيزستان، وهو ما يضيف جمالاً وروعةً لتلك المناطق، فيتسابق الجميع لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، وسط أجواء احتفالية جميلة، وفي يكون الجو معتدلاً تقريبًا ليس بالحر الشديد.
والأماكن الثقافية والتراثية في «قيرغيزستان» عديدة، لعل أبرزها وأهمها يتركز في العاصمة بيشكك، التي تم اختيارها في عام 2014، كعاصمة للثقافة الإسلامية، نظرًا لما تتمتع به من مقومات فريدة، ويلاحظ انتشار الحدائق والأشجار الكثيفة في تلك المدينة تحديدًا، فتظهر من السماء وكأنها قطعة خضراء.
إجراءات الدخول
يمكن الدخول إلى «قيرغيزستان» بسهولة، إذ أن إجراءات الحصول على تأشيرة ليست بالأمر الصعب، فيمكن استخراجها من قنصلية الدولة داخل بلد المسافر، كما أن هناك العديد من الدول ومن بينها دول عربية يمكنها دخول «بيشكك» دون تأشيرة، ومن بين تلك الدول وقطر و و.
أقصى معايير الأمان يتم توفيرها للسائحين، فلن يُسمح لمتسلق الجبال «المتهور» بأن يمارس هوايته قبل الحصول على تعهدات بألا يؤذي نفسه، وقبل استخراج تصريح بذلك، وهو الأمر ذاته الذي تم تطبيقه على الرياضات الأخرى التي فيها نسبة من الخطورة، وذلك حفاظًا على أرواح السائحين.
هناك إجراءات أمنية متبعة ويخضع لها الجميع بمجرد الوصول إلى مطار بيشكك، فيلزم الحصول على تصريح أمني قبل مغادرة المطار والانطلاق نحو التمتع بالمعالم الأثرية والتاريخية والأجواء البديعة، وبعض الدول تُستثنى من هذه الإجراءات.
أهم معالم السياحة في قيرغزستان
في بيشكك، تتركز النسبة الأكبر من السائحين، فهناك الأسواق التي تمتلئ بالعديد من والخضروات القيرغيزستانية، ومن بينها سوق «أوش» ويأتيه السائحين من كل صوب، ويُعد الوجهة المميزة في قلب المدينة، كما يُعتبر مركزها التجاري، لأن السائحين يشترون منه بضائع كثيرة.
وفي الطريق إلى المدينة، يمكن مشاهدة غابات «كوزينشانيا»، والتي تضم الحصن الكبير «كوخاند»، الذي يعود إلى بنائه إلى عام 1800، ومن وقت لآخر يُعثر على قطع أثرية في تلك الغابات، يكون بعضها شاهدًا على عصر الحدادين القدماء، والذين بنوا قلاعًا أثريةً اختفت بمرور الزمن.
ولمحبي الآثار وعشاقها، فإن «قيرغيزستان» تُعد وجهة مميزة، لأنها تضم العديد من المتاحف، التي يوجد بها آلاف القطع، ومن بين تلك المتاحف وأشهرها متحف بيت فرونز، والمتحف التاريخي الوطني، وساديكوف للمنحوتات، وغابار إيتيف.
وكما هو الحال مع الدول العظمى، فإن قيرغيزستان يوجد بها «البيت الأبيض»، وهو مكان تنظيم الأمور العامة في البلاد، ومنه تُحكم الدولة، ويُعد مكانا للحكومة القيرغيزستانية، ومن فرط جماله، فإن العديد من السائحين يذهبون إليه للتنزه فقط والسير أمامه.
تعدد الديانات
تعدد الديانات والمعتقدات والأعراق ليس بالأمر السهل، فالدولة التي يمكنها احتواء هذا النسيج الاجتماعي، هيّ بالفعل دولة قادرة على حماية سائحيها، ومن بين أشهر المعالم الدينية في قيرغيزستان، هي كاتدرائية القيامة المقدسة، والتي تم افتتاحها في عام 1947.
وتعد الكاتدرائية من أبرز المعالم في بيشكيك العاصمة، وتبدو في مظهر خلاب والشموع تحيط بها من كل جانب، وقد مثلت جانبًا هامًا في حياة الأقباط الأرثوذكس في روسيا، فالمعلوم أن قيرغيزستان كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق قبل انهياره.
ليست المسيحية وحدها المعتقد الموجود بالبلاد بجانب الإسلام، فهناك أتباع لـ «لينين»، مؤسس الشيوعية وصاحب التوجه الماركسي، وفي «بيشكك» تمثال له يعد مزارًا للسائحين وخاصة أولئك الذي يؤمنون بفكر الرجل وتوجهاته السياسية المنادية بالحرية والسلام.
«التماثيل» تعد شيئًا هاما في قيرغيزستان فهيّ دليل على عبق الحضارة وشاهدا على تنوع العصور واختلاف الأزمنة داخل الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 7 مليون نسمة، ففي قلب بشكك تقع ساحة «علاء تو»، وهناك يوجد تمثال لسيدة مصنوع بالكامل من البرونز ويبرهن على الحرية والمساواة التي يعيش فيها الشعب القرغيزي.
التعايش مع السكان
وبحسب موقع «ترافل بلس»، فإن قيرغيزستان تعد من أكثر البلاد التي تحتوي على بحيرات طبيعية خلابة، كما أنه يمكن للسائح أن يتجول بحرية في الطرق ويشاهد جمال الطبيعة ويتحدث مع السكان الأصليين ويتعرف على عاداتهم بل ويشاركهم أيضًا في تناول وجباتهم.
ومن فوق قمم الجبال الشاهقة بقيرغيزستان يمكن مشاهدة تلك البحيرات والتي تكون محاطة عادة باللون الأخضر، كما أنّ الدولة تعد من أكثر الدول المفضلة لدى السائحين والمتوقع أن تشهد زيارات عديدة في 2019.
بعض المدن تكون مفضلة لدى السائحين منها أوزجين وأوش وبالاسجين وسوياب، فهي موجودة من العصور الوسطى وتحتوي على تراث فريد سواء من الناحية المعمارية أو الجمالية، لذلك فإن الصينيين على وجه التحديد يفضلون تلك الوجهات كما يزورها طلاب الجامعات للتعرف على معالمها.