الشعور بالضيق والاكتئاب من دون سبب
من الصّعب على شخص يتمتّع بصحّة جسديّة جيّدة، ويعمل، ولديه منزل آمن للعيش فيه، ولديه ما يكفي من المال لرعاية نفسه وأسرته، ولديه أصدقاء وأقارب يدعمونه، وهواية يُحبّها أن يفهم سبب شعوره بالضّيق والحزن، أو الغضب أو الانفعال باستمرار؛ لأنّه في غياب محفّز واضح، مثل وفاة شخص عزيز أو طلاق أو فقدان وظيفة، قد يبدو من غير المنطقيّ الشّعور بالاكتئاب، ومع وجود كلّ هذه الأشياء يشعر المرء أنّه ليس من حقّه أن يكون غير سعيد، وقد ينظر هذا الشّخص إلى طفولته، ويرتبك ويقلق إذا لم يجد حدثًا معيّنًا يبرّر اكتئابه الذي يعاني منه حاليًّا، ولا يزال الباحثون يتعلّمون عن جميع الآليات المختلفة التي تدفع النّاس للاكتئاب، وفي معظم الحالات، يحدث الاكتئاب نتيجة مجموعة من العوامل التي تؤدّي في نهاية المطاف إلى إصابة الشّخص بالاكتئاب.
إنّ كيمياء الاكتئاب ليست مفهومة جيّدًا، لكنّ الباحثين يعرفون أنّ اختلال التّوازن الكيميائيّ للدّماغ الذي يُطلَق على النّاقلات العصبيّة، يمكن أن يحدث عند أيّ شخص، حتّى في حالة عدم وجود محفّز واضح، بعض التّأثيرات، مثل بنية الدّماغ، والاستعداد الوراثيّ، والبيئة المحيطة، ليست شيئًا يمكن للشّخص التّحكّم فيه، أمّا عوامل الخطر التي تندرج تحت فئة نمط الحياة فإنّها قابلة للتّعديل، لكنّ مدى إمكانيّة إصابة الفرد يعتمد على قدراته الذّاتيّة. كيف يمكن أن يصاب الشخص بالاكتئاب بلا سبب؟ verywellmind تم الاطلاع بتاريخ 30-6-2020
سبب الشّعور بالحزن
الحزن جزء طبيعيّ من الحياة، لكن لا يعرف الجميع التّعامل معه، ويمكن أن تظهر مشاعر الحزن لأسباب عديدة، بدءًا من فقدان الاهتمام بالأنشطة، والشّعور بالرّغبة بالبكاء من دون سبب، لكنّ هذه العلامات تدلُّ على الاكتئاب أكثر من الحزن، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الصّحّيّة السّلوكيّة المحتملة، وعندما لا يعرف أحد مصدر حزنه، قد يشعر بالقلق من أنّ هذه المشاعر لن تزول، ولن يشعر بالرّاحة بعد الآن.
في بعض الأحيان يكون الحزن طبيعيًّا، مثل وفاة أحد الأقارب أو الفشل في تحقيق الأهداف، لكن في أحيان أخرى لا يكون كذلك، وقد يكون الاكتئاب أحد الأسباب المحتملة للحزن المستمرّ، كما أنّ ترك الحزن من دون علاج يحوّله إلى اكتئاب، والمُكتئب يحتاج إلى المساعدة، ولا داعٍ للذّعر؛ لأنّ العديد من الأشخاص يُعانون من الاكتئاب، وهو حالة نفسيّة يمكن علاجها، كما أنّ الجميع يمرُّ بمشاعر حزينة، لكن يمكن تجاوزها إمّا بالدّعم من المحيطين، أو بالحصول على الدّعم من مجتمع الإنترنت، ومن غير المحتمل أن يشعر أحد بتحسّن من دون أن يُعبّر عن مشاعره؛ لذا يجب أن يعرف شخص مقرّب بالمشاعر التي تمرُّ الآن، ويستمع إليها؛ لأنّ إهمال الحزن بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل قلّة الشّهيّة أو زيادتها، أو هبوط المزاج، والخمول والعزلة الاجتماعيّة يعني أنّه تحوّل إلى اكتئاب، وقد يحتاج إلى علاج طويل. لماذا أشعر بالحزن بلا سبب؟ betterhelp تم الاطلاع بتاريخ 30-6-2020
أسباب مفاجئة للاكتئاب
هناك العديد من مسبّبات الاكتئاب المعروفة، مثل الصّدمة، والحزن، والمشاكل الماليّة، والبطالة، لكن إذا حصل الاكتئاب في غير هذه الحالات، سيكون من الصّعب تحديد سببه، وفي الحقيقة قد لا يكون للاكتئاب سبب ملموس، وفيما يلي عدد من هذه الأسباب: أسباب مفاجئة للاكتئاب health تم الاطلاع بتاريخ 30-6-2020
- طقس الصّيف: غالبًا ما يرتبط الاضطراب العاطفيّ الموسميّ (SAD) بفصل الشّتاء، لكنّ نبسة أقلّ من 1% تكتئب بسبب الصّيف، وينتج هذا الاكتئاب عندما يعاني الجسم من تأخّر في التّكيُّف مع المواسم الجديدة، وهو ما قد يكون بسبب اختلالات في كيمياء الدّماغ وهرمون الميلاتونين.
- التّدخين: يرتبط التّدخين بالاكتئاب منذ فترة طويلة؛ لأنّ النّيكوتين يؤثّر على نشاط النّاقل العصبيّ في الدّماغ، ممّا يؤدّي إلى إنتاج مستويات أعلى من الدّوبامين والسّيروتونين، لكنّ الإدمان عليه وتقلبّات المزاج التي تأتي نتيجة ترك التّدخين، تؤدّي إلى الاكتئاب.
- مرض الغدّة الدّرقيّة: الاكتئاب أحد أعراض قصور الغدّة الدّرقيّة، التي من أهمِّ وظائفها العمل كناقل عصبيّ، وتنظيم مستويات السّيروتونين، ويمكن علاج قصور الغدّة الدّرقية بالأدوية.
- عادات النّوم السّيّئة: يؤدّي الحرمان من النّوم إلى التّهيُّج، لكنّه يزيد أيضًا من خطر الاكتئاب.
- تصفّح الفيسبوك: يشير عدد من الدّراسات إلى أنّ الاكتئاب، خاصّة في سنّ المراهقة وما قبلها، يرتبط بالتّصفّح الزّائد للفيسبوك، وقد يعاني مدمنوا الإنترنت من نقص التّفاعل البشريّ الحقيقيّ، ونقص الرّفقة، وقد يكون لديهم رؤية غير واقعيّة للعالم.
- نهاية مسلسل أو فيلم: يمكن أن يؤدّي انتهاء شيء مهمّ، مثل المسلسلات أو الأفلام أو الانتقال إلى منزل كبير، إلى الاكتئاب لدى بعض النّاس؛ لأنّهم يُشاهدون هذه العروض لافتقادهم الرّفقة في الحقيقة، وعندما تنتهي يشعرون أنّهم فقدوا أحدًا مهمًّا.
من الصّعب التّنبّؤ بالعلاجات التي ستعمل جيّدًا مع الشّخص المصاب بالاكتئاب، ويعتمد مدى نجاح علاج معين أيضًا على نوع الاكتئاب الذي يعاني منه الشّخص؛ لذا من المهمّ التّعمل مع طبيب مختصٍّ عن كثب، ومن بين الأدوية الأكثر شيوعًا للاكتئاب بروزاك (فلوكستين)، وزولوفت (سيرترالين)، والعلاج النّفسيّ هو خيار آخر وغالبًا ما يُستَخدم مع الأدوية، وتشير الأبحاث إلى أنّ استخدام العلاج ومضادّات الاكتئاب مع العديد من الأشخاص يمكن أن تعالج الاكتئاب بفعاليّة، ولكنّ هذه التّدخّلات وحدها قد لا تعالِج الأعراض بشكل كافٍ لكلّ شخص يعاني من الاكتئاب، وفي هذه الحالات، يمكن استخدام أنواع أخرى من العلاج مثل العلاج بالصّدمات الكهربائيّة قصيرة المدى على فروة الرّأس من أجل إحداث نوبة، واستجابة الدّماغ لمثل هذا التّحفيز يمكن أن يكون سريعًا، وقد تكون قادرة على علاج الأعراض التي كانت مقاوِمة للأدوية والعلاج.
تتضمّن علاجات الاكتئاب الحديثة أنواعًا مختلفة من العلاج لتحفيز الدّماغ مثل تحفيز العصب المبهم (VNS)، والتّحفيز المغناطيسيّ عبر الجمجمة (TMS)، وقد يوصى بهذه العلاجات لشخص لم تستجِب أعراضه للأدوية أو العلاج، بالإضافة إلى العلاج بالصّدمات الكهربائيّة للاكتئاب الشّديد، وفي الواقع يستغرق إيجاد العلاج الفعّال وقتًا طويلًا، ويكون البحث عنه مرهقًا ومحبطًا، لكنّ الاكتئاب وعلاجه عمليّة معقّدة في الأساس، ولا يوجد علاج واحد يُناسب جميع الحالات. كيف يمكن أن يصاب الشخص بالاكتئاب بلا سبب؟ verywellmind تم الاطلاع بتاريخ 30-6-2020