امراض الغدة الدرقية

أمراض الغدة الدرقية

يتكرر على المسامع كثيرًا عبارات عن الغدة الدرقية وهرمونات وأمراض الغدة الدرقية، وذلك لما لها من دور مهم جدًا في عملية النمو وتنظيم عمليات الهضم وامتصاص العديد من المعادن وأهمها الكالسيوم وطريقة توزيعه في الجسم، فهي من أكبر الغدد الصماء الموجودة بالجسم وهي مهمة جدًا بالنسبة للأطفال في مرحلة النمو وقد تؤثر بشكل كبير على شكل الطفل عند البلوغ، ومهمة أيضًا للبالغين وكبار السن، لأن اختلال قد يعني الإصابة باختلال في الجسم والشعور بالتعب العام والإصابة بمجموعة من الأمراض المتعلقة بالهضم، لذلك يستعرض المقال تعريف عن الغدة الدرقية وعملها وهرموناتها، والأمراض المتعلقة بها وأعراض كل مرض.

ما هي الغدة الدرقية ودورها

هي غدة صماء كبيرة، موجودة تحت الغضروف الدرقي أو البروز الذي يظهر في الحنجرة، شكلها يشبه الفراشة إذا فردت جناحيها، أهم مجموعة من الخلايا في الغدة الدرقية هي “الخلايا الكيسية”، المسئولة عن إفراز هرمونين، الثيروكسين أو T4، وثلاثي يودو الثيرونين أو T3، وهما الهرمونات الأساسية في تنظيم عمليات بجسم الإنسان وعمليات الهضم والأيض، كما تفرز الغدة الدرقية أيضًا الكالسيتونين، وهو هرمون من الهرمونات المنظمة لنسبة الكالسيوم في الدم والعظام والتوازن فيما بينهما وامتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وتقوم منطقة ما تحت المهاد بإفراز هرمون يدعى الثيروتروبين أو TRH، الذي يقوم بإرسال الأوامر إلى الغدة النخامية الأمامية، فتقوم الأخيرة بإفراز هرمون يدعى هرمون الغدة الدرقية أو TSH، وهو الهرمون المسئول عن تنظيم عمل الغدة الدرقية، وكمية الهرمون التي تفرزها ومواقيت إفراز الهرمون، وبالتالي فمن المهم تحليل نسب جميع الهرمونات المرتبطة بالغدة الدرقية عند الشك بوجود مرض في الغدة الدرقية، لتحديد المنطقة المسئولة والهرمون المسئول عن المرض والذي حدث به اختلال لعلاجه.

وظائف هرمونات الغدة الدرقية

أمراض الغدة الدرقية كلها تتعلق بكمية الهرمونات التي تفرزها الغدة، إما بالإفراط أو بالقصور، فمن الواجب معرفة مهام ووظائف الهرمونات، والغدة تفرز هرمونين، الثيروكسين والثيرونين، الأخير هو الهرمون الأساسي، بل ويتحول الثيروكسين إلى ثيرونين في بعض أجهزة الجسم وأهمها الكبد لأداء وظيفته، تلك الهرمونات تعمل مثل الرسائل الارشادية ولكن في صورة كيميائية، والتي ترشد أجهزة الجسم والخلايا للعمل، فعلى سبيل المثال: تنظم الهرمونات عملية الأيض وسرعتها أو التمثيل الغذائي، الشهية، درجة حرارة الجسم، الدورة الدموية، مستويات الطاقة عند الفرد، بناء الهيكل العظمي، النمو والبلوغ، بناء العضلات، تنظيم نبضات القلب، توازن سوائل ومعادن الجسم، تنظيم مستوى السكر والدهون بالدم، تقوية الجهاز العصبي، تنظيم حركة الأمعاء وعمليات أيض الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، والملخص هو أن هرمونات الغدة الدرقية لا غنى عنها لحياة الإنسان وعمل أجهزة الجسم بالكامل.

مشاكل الغدة الدرقية

المشاكل في الغدة الدرقية عادة ما تأتي بسبب الإفراط في إفراز الهرمونات مثل مرض جريفز، أو قصور الغدة في إفراز الهرمونات مثل مرض هاشيموتو، وقد يكون المرض متعلق بالغدة الدرقية نفسها أو متعلق بالغدة النخامية التي تفرز الهرمون الذي يتحكم بكمية هرمونات الغدة الدرقية، فإن وجدت الغدة النخامية مستويات متدنية في الهرمونات، زادت من إفراز هرمون الغدة الدرقية لزيادة نسبة الهرمونات بالدم، وإن وجدت في مستوى أعلى من المفترض للهرمونات، قللت من إفراز هرمون الغدة الدرقية، وفي النقاط التالية توضيح أكبر للأمراض المتعلقة بإفراط أو قصور الغدة الدرقية:

إفراط مستويات هرمونات الغدة الدرقية

حين تزيد مستويات هرمونات الغدة الدرقية، يبدأ الطبيب في البحث في واحد من الأسباب التالية:

• مرض جريفز: وهو السبب الأكثر شيوعًا بين المرضى، ويعتبر ضمن أمراض الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجسم نفسه مما يزيد من إفراز الهرمونات، وهو مرض وراثي، وقد يظهر في أي عمر، وتتعرض النساء إلى هذا المرض بنسبة أكبر من الرجال، خاصة في فترات ، كما لا يوجد له علاج، والعلاج الوحيد هو استخدام اليود المشع أو التدخل الجراحي.
• أورام حميدة أو سرطانية: ويمكن أن تكون بالغدة الدرقية نفسها، أو بالغدة النخامية، ما يؤدي إلى فرط إفراز الهرمونات مع اختلال توازن المعادن والمركبات الكيميائية بالجسم.
• أورام في الخصيتين، أو في المبايض.
• التهاب في الغدة الدرقية.
• تناول كمية كبيرة من دواء الثيروكسين بالخطأ.

في حالة أشارت التحاليل إلى قلة مستويات هرمونات الغدة الدرقية بالدم، سيبحث الطبيب عن أحد الأسباب التالية:

• مرض هاشيموتو: وهو أيضًا من أمراض الجهاز المناعي، حيث يقوم الجهاز المناعي بالهجوم ومحاربة أنسجة الغدة الدرقية لأنه يعتقد بأنها خطر على الجسم بدون سبب، فيقل إفراز الغدة للهرمونات.
• بعد علاج مرض فرط عمل الغدة الدرقية، حيث يمكن لعلاج فرط إفراز الهرمونات أني يدمر أنسجة الغدة بطرق كيميائية أو إزالتها جراحيًا، وبالتالي يحدث العكس، وتقل مستويات الهرمونات بشكل حاد وسيحتاج المريض إلى الاستعانة بالهرمونات المُصنعة خارجيًا.
• زيادة التعرض إلى اليود: اليوم مهم جدًا لعمل الغدة الدرقية وهو موجود بملح الطعام والعديد من الخضروات، ولكن عند الإفراط في تناوله أو التعرض له من خلال بعض الأدوية مثل أدوية الجيوب الأنفية والبرد أو والأميودارون، أو التعرض لأكثر من مرة للأصباغ التي يتم إعطاءها قبل القيام ببعض أنواع الأشعة السينية، سيشكل اليود خطرًا على الغدة الدرقية ويقلل من إفراز هرموناتها، خاصة عند المرضى الذين عانوا من أمراض الغدة الدرقية بالسابق.
• أدوية الليثيوم: أي دواء يوجد به مادة الليثيوم، يعرض من يتناوله للقصور في عمل الغدة الدرقية.
• تكثر فرص الإصابة بين النساء فوق ال50 عام لتلف الخلايا أو وجود التهاب بالغدة، وهو أمر شائع الحدوث.

أعراض أمراض الغدة الدرقية

تختلف بالطبع أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، عن أعراض قصور الغدة الدرقية، وهي موضحة كالآتي:

أعراض أمراض فرط الغدة الدرقية

أيًا كان سبب فرط إفراز الهرمونات، فبمجرد وصول الهرمونات إلى الدم تبدأ جميع أجهزة الجسم بالتأثر، وتظهر الأعراض التالية:

• القلق، والتعب.
• التعرق المفرط مع تسارع نبضات ، وعدم انتظام الدورة الدموية.
• الإسهال.
• ، ووجود صعوبة بالنوم.
• تضخم الغدة، حيث يظهر هذا بوضوح في أسفل الفك و أعلى الرقبة.
• انتفاخ العيون مع الاحمرار والتورم، والشعور بحساسية زائدة تجاه الضوء والرؤية المزدوجة.

عندما تقل الهرمونات بالدم، فهي تؤثر سلبًا أيضًا على أجهزة الجسم، ومن المؤسف فإن مرض جريفز وأحد أهم أسباب قصور الغدة الدرقية، قد يبقى مستقرًا وخفيًا لسنوات بدون أعراض، أو بوجود أعراض عادية لا تنشغل العديد من النساء (الفئة الأكثر تعرضًا للمرض) بالكشف عنها، مثل: التعب المستمر والنعاس، والشعور بالحزن والاكتئاب مع زيادة الوزن والإصابة بشكل مستمر بالإمساك، وعدم انتظام الدورة الشهرية وجفاف الشعر والجلد، إلا إن عرض واحد قد يظهر وهو تورم الغدة الدرقية، أما الأسباب السابق ذكرها فتحتاج إلى طبيب جيد لاكتشاف الأعراض وتعلقها بقصور الغدة الدرقية.