انجازات علماء المسلمين

الحضارة الإسلامية

لقد كان تأثير في العالم الغربي كبيراً خلال العصور الوسطى، إذ انتقلت العديد من المؤلفات العلمية في مختلف المجالات والعلوم من العالم الإسلامي إلى وتُرْجِمَت إلى اللغات الأجنبية، بل وكانت تُدَرَّسُ في المدارس والجامعات، ويُعْتَمَدُ عليها كمراجع أساسية.

وفي الوقت الذي كانت البلاد الإسلامية متقدمة ومزدهرة وتنشر العلم والمعرفة في أرجائها، كانت أوروبا تعيش حالة من الحروب والتأخّر والتمزق، ولما أرادت أن تنهضَ بحضارتها التفتت إلى الحضارة الإسلامية، وشرع علماؤها ورجال الدين إلى دراسة الآثار العلمية التي كتبها أو التي ترجموها عن غيرهم من الحضاات، فكانت هذه المؤلفات هي مصدرهم الذي يحصلون منه على العلم والمعرفة.

وقد قال الدكتور “كويلر بونج” أستاذ العلاقات الأجنبية في جامعة برنستون في واشنطن، أن: “كل الشواهد تؤكد أن العلم الغربي مدين بوجوده إلى الثقافة العربية الإسلامية، كما أن المنهج العلمي الحديث القائم على البحث والملاحظة والتجربة، والذي أخذ به علماء أوروبا إنما كان نتاج اتصال العلماء الأوروبيين بالعالم الإسلامي عن طريق دولة العرب في الأندلس”.

وقد برع المسلمون في العديد من المجالات مثل: الطب، والهندسة، والرياضيات، والفلك، والعلوم الطبيعية، والنحو، والعلوم الدينية، وغيرها الكثير، وفيما يلي نبذة عن بعض .

ابن سينا

هو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وُلِدَ في عام 370 ھ في قرية أفشنا القريبة من مدينة بخارى في أوزبكستان. وقد أرسله والده إلى مدرسة بخارى ليدرس هناك، حيث تلقى العلوم وحفظ كاملاً وعمره لم يتجاوز العشر سنوات.

قد يهمك هذا المقال:   معلومات عامة مفيدة

تلقى علوم الفقه والفلسفة والطب والأدب. وكان ابن سينا مُحِباً للترحال لطلب العلم، حيث رحل إلى خوارزم (وهي واحة كبيرة تقع على دلتا نهر جيحون في غرب آسيا الوسطى)، ومكث بها عشر سنوات وتنقَّل بين البلاد، ثم رحل إلى همدان (وهي مدينة إيرانية)، ومكث بها تسع سنوات وتوفي بها عام 427 ھ.

أهم أعماله

بَرَعَ ابنُ سينا في الطب والفلسفة، ومن أشهر مؤلفاته كتاب القانون في الطب، والذي تُرْجِمَ للعديد من اللغات وكان يُدرَّسُ في الجامعات الأوروبية. ويرجع له الفضل في اكتشاف العديد من الأمراض وطرق علاجها.

ابن رشد

هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد . ولد في عام 520 ھ في قرطبة وتوفي في 595 ھ في مراكش. ويعتبرُ من أهم الفلاسفة العرب. وكان ابن رشد فيلسوفاً، وطبيباً، وفقيهاً، وقاضياً، وفلكياً وفيزيائياً. وقد قدَّمَهُ ابن الطفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعيَّنَهُ طبيباً له، ثم قاضياً في قرطبة.

تولى ابن رشد منصب القضاء في إشبيلية وأقبل على تفسير آثار أرسطو تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف. وتعرض ابن رشد في آخر حياته للاتّهام بالكفر والإلحاد، فأبعده أبي يعقوب يوسف إلى مراكش حيث توفي هناك.

أهم أعماله

ألف ابن رشد أكثر من خمسين كتاباً في مجالات مختلفة، أشهرها:

  • مناهج الأدلة: وهو من الصنفات الفقهية والكلامية في الأصول.
  • فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال: وهو من المصنفات الفقهية والكلامية، وقد أكد على أهمية التفكير التحليلي كشرط أساسي لتفسير القرآن الكريم.
  • كتاب تهافت التهافت: والذي جاء رداً على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة.

ابن الهيثم

هو أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، ولد سنة 354 ھ في البصرة في فترة كانت تعد العصر الذهبي للإسلام. بدأ بطلب العلم في البصرة، حيث قرأ العديد من كتب العقيدة الإسلامية والكتب العلمية. ويعتبر أحد أهم علماء العرب والمسلمين في الرياضيات والفلك، ولهُ أيضاً العديد من الإنجازات في مجالات الهندسة وطب العيون، بالإضافة إلى مجال البصريات.

قد يهمك هذا المقال:   اسماء مدن ومحافظات العراق

دعاه الخليفة الحاكم بأمر الله إلى مصر لتنظيم فياضانات النيل، وأمدَّهُ بما يريد لإقامة هذا المشروع، ولكنه لما تفقد الموقع وجد استحالة تنفيذه، وخوفاً من غضب الخليفة، ادَّعى الجنون فاحتُجِزَ في منزله حتى وفاة الخليفة. وكتب في تلك الفترة أشهر كتبه “المناظر”. وتوفي ابن الهيثم سنة 430 ھ في .

أهم أعماله

صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت، فأثبت أن الضوء يسقط من الأجسام إلى العين وليس العكس كما كان سائداً آنذاك. وهو أول من شرَّحَ العين تشريحاً كاملاً ووضَّحَ وظيفة كل جزء فيها، كما أنه أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار، ويرجع إليه الفضل في وضع مبادئ اختراع آلة التصوير (الكاميرا). ويعتبر ابن الهيثم المؤسِّسَ الأول لعلم المناظر أو البصريَّات.

ووفقاً لمؤرخي العصور الوسطى، فإن لابن الهيثم أكثر من 200 كتاب في مجالات عديدة منها الهندسة والفلك والبصريات، ولكن مع الأسف فقدت معظم مؤلفاته، وممَّا وصل منها إلى الزمن الحاضر كتاب المناظر، وشرح أصول إقليدس، والجامع في أصول الحساب، ومقالة في درب التبانة، وغير ذلك الكثير.

البيروني

هو أبو الريحان بن أحمد البيروني، ولد سنة 362 ھ في ضاحية من ضواحي خوارزم في أوزبكستان وعاش 40 عاماً في الهند، وتوفي عام 440 ھ. وأطلق عليه المستشرقون “بطليموس العرب”. أتقن عدداً من اللغات، من بينها الفارسية والسنسكريتية والسريانية واليونانية. ورحل في سن الخامسة والعشرين إلى جرجان، حيث التحق ببلاط السلطان أبو الحسن قابوس وشمجير شمس المعالي، ونشر أول مؤلفاته هناك، وهو “الآثار الباقية عن القرون الخالية”.

وعندما عاد إلى موطنه، التحق بحاشية الأمير أبي العباس مأمون بن مأمون خوارزم شاه، والذي عهد إليه ببعض المهام السياسية. وعند سقوط الإمارة على يد محمود بن سبكتكين، ألحقه إلى بلاطه مع مجوعة من العلماء. وقد برع البيروني في الرياضيات والفيزياء، وكان أيضاً مهتماً بالصيدلة والفلك والتاريخ.

قد يهمك هذا المقال:   الاندلس من الفتح الى السقوط

أهم أعماله

  • أوجد الكثافة النسبية لعدد من المعادن.
  • اهتم بالأدب أيضاً، فكتب شرح ديوان أبي تمام، وله العديد من المؤلفات في الفلسفة: مثل مفتاح علم كتاب المقالات والآراء والديانات.
  • ومن أهم كتبه: القانون المسعودي، والتفهيم لأوائل صناعة التنجيم، وتحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، والذي يعد من أهم الكتب التي تصف عقائد الهندوسيين وشرائعهم وعاداتهم ونظم حياتهم.

يعقوب بن إسحق الكندي

هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي، ولد في الكوفية سنة 185 ھ. وقد برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس و المنطق، وعاش في البصرة في أول حياته ثم انتقل إلى بغداد حيث أقبل على العلوم والمعارف، وتوفي بها سنة 256 ھ.

أهم أعماله

  • لعب دوراً مهماً في إدخال الأرقام الهندية إلى العالم العربي والمسيحي، وكان رائداً في تحليل الشفرات.
  • اقترح إضافة الوتر الخامس إلى العود، ووضع سُلَّماً موسيقياً ما زال يُستخدم في الموسيقى العربية مؤلفاً من اثنتي عشرة نوتة موسيقية
  • وصل عدد مؤلفاته إلى 241 كتاباً في مجالات عديدة، وقد فقد الكثير من هذه المؤلفات.

علماء مسلمون آخرون

ومن بين علماء المسلمين أيضاً (وغيرهم الكثيرون):

  • الإدريسي
  • جابر بن حيان
  • ابن خلدون
  • سيبويه
  • أبو الأسود الدؤلي
  • الفارابي
  • ابن النفيس
  • الخوارزمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *