أهمية الكيمياء في حياتنا اليومية
تُعرَّف الكيمياء بأنّها دراسة المادّة والتّغيرات التي تخضع لها، وتؤثّر الكيمياء في حياتنا اليومية بشكل كبير، كما أنّ العديد من التّغيرات التي يُلاحظها النّاس في الحياة اليوميّة تكون نتيجة تفاعلات كيميائيّة، ولمعرفة اهمية الكيمياء في حياتنا اليومية يجب معرفة المجالات التي تدخل الكيمياء في جوهرها ومعرفة كيفيّة عملها لمعرفة فائدتها يوميًّا، مثلًا تُستخدم الكيمياء في الطّبخ وصناعة الأدوية والعلاجات، وصناعة الأسمدة الزّراعيّة، ومنتجات التّنظيف المنزليّة، وفي القضايا البيئيّة.
دور الكيمياء في تحسين الرّعايّة الصّحّيّة والطّبّ
ساهمت الكيمياء في تحقيق الكثير من الاكتشافات التي ساهمت في تحسين نوعيّة الحياة الصّحّيّة خلال القرن الماضي، والتي أتاحت لكثيرين عيش حياة أطول وأكثر سعادة وصحّة، بعد أن كان الطّبُّ بدائيًّا ويزيد الوضع سوءًا أو يُنهي حياة المريض، ولكن خلال المئة عام الماضية أحدثت الثّورة الصّناعيّة والكيميائيّة نقلة نوعيّة في معالجة المشاكل الصّحّيّة ومنعها قبل حدوثها أصلًا؛ على سبيل المثال من خلال تحسين الأدوات الطّبّيّة والفحوص المخبريّة أصبح من الممكن مراقبة صحّة المريض عن كثب وبدقّة كبيرة، وأصبح من الممكن اكتشاف أدوية وحبوب ولقاحات ومضادّات حيويّة أكثر فاعليّة من السّابق في محاربة الأمراض، وخفّفت كثيرًا من المعاناة الإنسانيّة.
لا يُعتبر الطّبُّ فرعًا من الكيمياء بل هو أساسها، إذ أثبتت الدّراسات أنّ العلاج بالأعشاب عند الإنسان بدأ قبل التّاريخ، ولكنّ تطوّر الكيمياء وإمكانيّة معرفة ما تحتويه هذه الأعشاب والعلاجات التّقليديّة من فيتامينات ومعادن وسموم، وإطلاق الأسماء عليها، ومعرفة ما ينتج عن تفاعلها، وفوائدها، وأضرارها، وإجراء التّجارب المختلفة عليها، ساهم في تطوير الطّبِّ والطّبِّ البديل بشكل كبير.
اهمية الكيمياء في الصّناعات الغذائيّة
جميع الموادُّ المستخدمة في الحفاظ على النّكهة أو تحسين الطّعم أو مظهر الأطعمة مصنوعة بطرق كيميائيّة، مع أنّه تمّ استخدام الموادِّ المضافة إلى الأطعمة قبل عدّة قرون، ولكنّ تطوّر الكيمياء ساهم في الحفاظ على لمعان الحلويّات وتماسكها، وفي صناعة الملح لحفظ اللّحوم المقدّدة (المجفّفة) على سبيل المثال لا الحصر. بعد تطوّر الكيمياء تمَّ إدخال العديد من الإضافات الغذائيّة ذات الأصل الطّبيعيّ والاصطناعيّ إلى الأطعمة، ولكن تمّ ربط بعض هذه الإضافات الكيميائيّة بالإصابة بالسّرطان، ومشاكل في الجهاز الهضميّ، والسّمنة، وأمراض القلب والشّرايين، حتّى أنّ الصّناعات الغذائيّة العاديّة مثل الملح قد تكون مضرّة جدًّا، ومع ذلك فإن الاستخدام الصّحيح للإضافات الغذائيّة لا يُمكن أن يكون ضارًّا للإنسان؛ لأنّ الجسم يتكوّن من عناصر كيميائيّة أيضًا.
تدخل الكيمياء في صناعة الأطعمة قبل إنتاجها أيضًا عند تعديل البذور وراثيًّا، ويتمُّ تعديلها لتعزيز الإنتاج الزّراعيّ، وكسب أرباح إضافيّة من خلال تصدير الحبوب الغذائيّة، ويُستخدم نظام التّبريد الكيميائيّ لحفظ المحاصيل واللّحوم النّيّئة، ويُستفاد أيَصًا من خصائص الغازات في الكيمياء في الصّناعات الزّراعيّة والغذائيّة.
اهمية الكيمياء في الطبخ
تشرح الكيمياء كيف تتغيّر خصائص مكوّنات الطّعام أثناء طهيه، وكيف يتعفّن، وكيف يُحفَظ، وكيف يستخدمه الجسم، وكيف تتفاعل المكوّنات معًا لصنع الطّعام، ببساطة الطّبخ هو عمليّات كيميائيّة متعدّدة، وإعداد كلِّ طبق يحتاج معرفة سابقة بمكوّناته حتّى لا تتفاعل معًا وتُنتج طعمًا غير مستساغٍ وحتّى لا تُسبّب الحساسيّة.
يُعدُّ الخبز مثالًا رائعًا على اهمية الكيمياء في حياتنا اليوميّة ومكوّناته دقيقة جدًّا؛ إذا أنَّ زيادة قليلة أو كبيرة على أيِّ مكوّن فيه ستُزيل التّفاعلات اللّازمة لإنتاج الخبز، ولن يرتفع العجين أو قد لا يكون سطحه أملسًا، أو قد يتحجّر بعد خبزه، ولكنّ فهم الكيمياء بشكل صحيح، ومعرفة المقادير اللّازمة لكلِّ طبق ووصفة لن تسمح بالوقوع في مثل هذه الأخطاء، كما أنّ فهم الكيمياء يُمكّن الجميع من الاستفادة من الطّعام؛ عن طريق اختيار الحبوب والخضراوات المليئة بالفيتامينات والمعادن.
اهمية الكيمياء في تنظيف المنزل
تدخل الكيمياء في صناعة جميع منتجات التّنظيف المنزليّة التي تُسهِّل إزالة الأتربة وتنظيف الأسطح وتطهيرها، وتكون بأشكال متعدّدة على شكل مسحوق أو سائل أو رذاذ، وكلُّ شكل يُناسب مهمّة محدّدة في تنظيف البيوت، وقد يكون لها مضاعفات صحّيّة عند من يُعانون من التهابات تنفّسيّة أو حساسيّة جلديّة.
تُناسب الموادُّ الكيميائيّة القلويّة تنظيف الشّحوم والبقع الطّينيّة، أمّا الأحماض فتناسب بقع الخردل والقهوة والشّاي، أمّا المطهّرات فتهتمُّ تحديدًا بإزالة الرّوائح والبقع التي تسبّبها البكتيريا، ولكنّها تصبح خطيرة عندما يتمّ تطبيق موادّ كيميائيّة متعدّدة على نفس السّطح؛ لأنّها قد تتفاعل معًا وتُنتج موادَّ سامّة، على سبيل المثال عند خلط المنظّفات التي أساسها الأمونيا أو المنظّفات ذات الأساس الحمضيّ مع منظّفات التّبييض، يمكن أن يُسبّب المخلوط النّاتج الوفاة عن طريق استنشاق الأبخرة السّامّة، ونتيجة لذلك أصبح الكثير من النّاس يُفضّلون التّنظيف والتّطهير باستخدام موادَّ طبيعيّة مثل الملح والخلِّ واللّيمون التي لا تُسبّب مضاعفات صحّيّة.
اهمية الكيمياء بشكل عامٍّ
- جميع أجسام الكائنات الحيّة تعيش بسبب العمليّات كيميائيّة محدّدة في كلِّ جزء من جسمها، وتشمل هذه العمليّات التّنفّس، والهضم، وإنتاج الخلايا الجديدة، والتّرشيح، وإنتاج النّفايات، والتّكاثر، وجميع العمليّات الحيويّة الأخرى مهما كانت صغيرة أو كبيرة.
- الكيمياء مهمّة للتّقدّم المستمرّ في التّكنولوجيا؛ حيث أنّه يُمكنها إيجاد واستخراج أنواع مختلفة من المعادن، وإنشاء أنواع مختلفة من البلاستيك الذي يتمُّ استخدامه في جميع جوانب الحياة، من صناعة المكاتب إلى السّيارات والقطارات وصناعة الأجهزة الإلكترونيّة، والمعدّات الطّبّيّة؛ لذلك بسبب الكيمياء تتطوّر الحياة، وتُصنع الملابس، ويُستَكشَف الفضاء، وتُكتشف موادُّ جديدة لاستخدامها في صناعات جديدة.
خاتمة عن أهمية الكيمياء
تؤثّر الكيمياء على النّاس جميعًا منذ وقت الولادة وحتّى بعد الوفاة، ومع أنّ الكيمياء علم بحتٌ إلّا أنّها ليست محصورة في المختبر، بل هي شيء نواجهه مئات المرّات يوميًّا حتّى لو لم تكون جميع عمليّاتها مفهومة، ولكنّ فهم الكيمياء يمنح تقديرًا أكبر للعمليّات المعقّدة وراء أبسط الأشياء اليوميّة، وبدون الكيمياء لن تكون كثير من الاختراعات والاكتشافات موجودة اليوم ولا حتّى مصابيح الكهرباء.