بحث عن الهرمونات

الهرمونات

تُعتبر من الإفرازات التي تُنتِجها الغُدد لتنظيم بعض الأنشطة السلوكية ووظائف الأعضاء، حيثُ تنتقل عبر جهاز الدوران للوصول إلى الأعضاء البعيدة. وتتكوّن الهرمونات بشكلٍ رئيسي من ثلاث فئات، وهي الستيرويدات والإيكوسانويدات ومشتقات الحِمض الأميني.

كيف اكتشفت الهرمونات؟

اكتُشفت أثناء دراسة كيفية تحكّم الجهاز العصبي في عملية الهضم، ويُعتبر هرمون السيكريتين (هرمون يُنظّم التوازن الدَّاخلي للماء في الجسم) أول هُرمون تمّ تحديده؛ ففي عام 1902 كان ويليام بايليس وإرنست ستارلينغ يدرسان كيفية تحكّم في عملية الهضم، وكان معروفًا آنذاك أنَّ البنكرياس يُفرز عصارات هضمية تستجيب لمرور الطعام من خلال العضلة العاصرة البوابية في الاثني عشر، فقام العالمان بقطع جميع الأعصاب الواصلة إلى البنكرياس في حيوانات التجارب، فاكتشفوا أنَّ العملية غير مرتبطة بالبنكرياس بل مُرتبطة بالجهاز العصبي، ولخّصوا الأمر بأنَّ هناك مادة تُفزرها بطانة الأمعاء تنتقل عبر مجرى الدم وتُحفّز البنكرياس، فسمّوا هذه المادة (سيكريتين)، وأصبح يُطلق على هذه المواد الهرمونات، ووَضعَ هذا المُصطلح عام 1905 العالم ويليام بايليس.

أهمية الهرمونات للجسم

تُفرز عبر عدة طُرق؛ فقد تُفرَز في الدم مباشرةً عبر الغدد الصماء، أو عبر قنوات مثل الغدد اللعابية الموجودة تحت اللسان، أو عبر الغدد المُشتركة والتي تفرز الهرمونات في الدم وفي قنوات وأشهر مثال عليها هو البنكرياس.
تُستخدم الهرمونات للتواصل ما بين الأعضاء وأنسجة الجسم، بهدف تنظيم وظائف الأعضاء والأنشطة السلوكية، والتي تشمل التنفس والأيض والهضم والنوم والرضاعة والإخراج والمزاج وغيرها، حيثُ تؤثر على الخلايا البعيدة من خلال الارتباط بمستقبلاتٍ بروتينية خاصة، مما يؤدي إلى تغير في شكل المُستقبل، والذي يترتب عليه تَغير في وظائف الخلايا المُستهدفة، ويعتمد تأثير الهرمونات على نوع الخلية المُستهدفة، فقد يكون التأثير سريع أو بطيء.
تمتلك الهرمونات تأثيرات عديدة على الجسم، فقد تشمل تحفيز أو تثبيط النمو، والتأثير على دورة النوم والاستيقاظ، وتغير المزاج، والتأثير على موت الخَلايا المُبرمج، كما قد تُحفز أو تثبط جهاز المناعة، وتساعد في تنظيم عملية الأيض، ولها دور في تجهيز الجسم للتزاوج أو القتال أو الهرب أو الأنشطة التحفيزية الأُخرى، وتؤثر على الرغبة في الجوع والتهيج الجنسي والاتزان الداخلي.
غالبًا ما يُضبط معدل التَخليق الحيوي والإفراز للهرمون بواسطة آلية ضبط الارتجاع السلبي الاستتبابي، والتي تعتمد على عوامل مُتعددة تؤثر على عملية أيض وإفراز الهرمونات، وبالتالي للتأثير على معدل تخليق وإفراز الهرمونات يجب إثارة الارتجاع السلبي عن طريق زيادة إنتاج الهرمونات، وأيضًا تُوجد مجموعة خاصة من الهرمونات تُعرف بالهرمونات المؤثِرة، والتي تقوم بتحفيز إنتاج الهرمونات للغدد الأخرى، مثلًا الهرمون المُحفز للغدة الدرقية يُسبب زيادة نشاط غدد صماء أُخرى وهكذا.

قد يهمك هذا المقال:   علاج البواسير بدون جراحة

أنواع الهرمونات

في جسم الإنسان مجموعة هائلة من الهرمونات التي تقوم بوظائف مختلفة، وتتوزع في أربع مجموعات، وهيَ:

  • الهرمونات المشتقة من الأحماض الأمينية: مثل الأبينيفرين والميلاتونين وثلاثي يودوثيرونين والثيروكسين.
  • ”الإيكوسانويدات”: مثل البروستاغلاندين واللوكوترايينات والبروستاسيكلين والثرومبوكسان.
  • الببتيدات: مثل الأنجيوتنسين والهرمون الموجّه لقشر الكظر والفازوبرسين والكالسيتونين والإنكيفالين.
  • الستيرويدات، مثل: التستوستيرون والديهدروتستوستيرون والألدوستيرون والإستراديول.

استخدامات الهرمونات

تُستخدَم العديد من الهرمونات كدواء، وأكثرها شيوعًا والبروجستيرون، والتي تُستعمل وسائلًا لمنع وكعلاجٍ لاستبدال الهرمونات، وأيضًا الثايروكسين لعلاج قُصور الدرقية، والستيرويدات للعلاج أمراض المَناعة الذاتية وبعض الاضطرابات التنفسية، كما يُستخدم مرضى السكري الأنسولين. تُصنع أيضًا بعض المُشابهات الوظيفية والبنائية والتي تُستخدم في طب الأنف والأذن والحنجرة مثل الأدرينالين، والمستحضرات الستيرويدة في العلاجات الجلدية.
هُناك علاقة وارتباط بين الهرمونات والسلوك، فالهرمونات تؤثر في السلوك، وأيضًا البيئة والسلوك يؤثران في الهرمونات، وهي تظهر على شكل حلقة، أي يؤثر الهرمون بالسلوك، ثم يؤثر السلوك بالهرمون، ثم يؤثر الهرمون بالسلوك من جديد، وهذا يؤكد أنه لا يُتوقع حدوث السلوك في حال غياب المصدر الهرموني، ولإعادة حدوث السلوك يجب إعادة المصدر الهرموني.
تَختلف الهرمونات عن الإشارات العصبية، فالهرمونات تنتقل عبر الدم إلى أي مكان في الجسم، أما الإشارات العصبية فهي مُقيدة بامتداد الأعصاب، ولكن الإشارات العصبية أسرع بالانتقال، فهي تنتقل بسرعة الميلي ثانية، أما الهرمونات تنتقل بغضون ثواني أو دقائق أو ساعات، ويُمكن للإشارات العصبية الانتقال بسرعة تصل إلى أكثر من 100 متر في الثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *