كوكب عطار
يعد كوكب عطارد الكوكب الأكثر قربًا من كوكب الشمس، كما أنه الكوكب الأصغر بين كواكب المجموعة الشمسية، ويبعد عن كوكب الأرض بنحو 217 مليون كيلو متر مربع، وفي وصفه جيولوجيًا؛ فإنه جسم كروي يتشابه مع القمر الأرضي إلى حدٍ ما؛ ويعزى السبب في ذلك التشبيه لوجود ما يعرف باسم بحار القمر “بقعة معتمة” تظهر فوق سطحه بشكلٍ جلي؛ وذلك قاسم مشترك في الشبه مع القمر، ويشار إلى أن هذه البقع والحفر الضخمة قد نتجت عن وجود نشاط بركاني يعود لأكثر من مليارات السنين.
يحظى كوكب عطارد كغيره من كواكب المجموعة الشمسية بأهمية كبيرة في علم الفلك، ففي خلال رصده بواسطة الرادار تم التوصل إلى أن هناك احتماليات في وجود طبقات من الجليد في المنطقة المحصورة بين قطبي الكوكب، ويشار إلى أن ذلك قد ينجم نتيجة تدني درجات الحرارة ليلًا فوق سطح الكوكب إلى -160 درجة مئوية، أما مصدر الماء المتجمد ذلك فإن العلماء قد أشاروا إلى وجودها إثر حدوث اصطدام بي المذنبات المحملة بالماء مع كوكب عطارد. عطارد
خصائص كوكب عطارد
تطغى على كوكب عطارد مجموعة من الخصائص والسمات التي قد ينفرد ببعضها ويتشابه ببعضها مع كواكب المجموعة الشمسية، ومن أهم هذه الخصائص:
- القُطر، يصل قطر كوكب عطارد إلى نحو 4880 كلم، أما كتلته فإنه يشكل نحو 0.055 من كتلة الأرض.
- الدوران حول الشمس، يتصف عطار بأنه ذو أعلى قيمة للشذوذ المداري على مستوى المجموعة؛ حيث تصل فترة دورانه حول الكوكب الأم في المجموعة إلى 87.969 يوم، ويتسم بامتلاكه الميل المحوري الأصغر أيضًا، إذ يقوم بإتمام الدورات الثلاث حول محوره في كل مرة يدور بها حول محوره بواقع دورتين مداريتين كاملتين، وفي كل قرن تتناقص حركته البدارية بواقع 43 دقيقة قوسية.
- الرؤية، يعتبر عطارد من الكواكب التي من الممكن مشاهدتها بالعين المجردة من كوكب الأرض بكل سهولة في حالاتٍ معينة، حيث تقدر نسبة القدر الظاهري له بنحو ما بين 2.3- إلى 5.7، وتصبح رؤيته أكثر وضوحًا من حيث زاوية الاستطالة العظمى بالتزامنِ مع الشمس؛ أي عند قياس 28.3 درجة، وللاستزادة فإن رؤية كوكب عطارد تتجلى في حال حدوث ظاهرة كسوف الشمس في النهار فقط وغير ذلك يصعب رؤيته نهارًا، أما في غير ذلك فيعد الأمر صعبًا نظرًا لقصر المسافة بينه وبين الشمس المتوهجة.
- الشكل، يتشابه تقريبًا مع الكرة الأرضية؛ إذ تنتشر به المناطق السهلية الملساء والفوهات الصدمية، ويفتقر لوجود أقمارٍ طبيعية أو أغلفة جوية خاصة بها، أما وجه الاختلاف بينه وبين القمر فتتمثل بامتلاكه نواه حديدية تسهم في إنتاج الحقول المغناطيسية؛ وتشكل هذه الحقول ما نسبته 1% من إجمالي قيمة الحقول المغناطيسية للكرة الأرضية.
- درجات الحرارة، يمتاز كوكب عطار بأنه ذو درجات حرارة متقلبة على الدوام وبشكلٍ ملحوظ، إذ تتغير باستمرار ما بين 90-700 كلفن.
- علم التنجيم، يقترن ذكر هذا الكوكب في علم التنجيم مع برجي الجوزاء والعذراء، حيث يزعم التنجيم بأن مواليد هذه الأبراج يتأثرون كثيرًا به عند مروره ضمن بعض الكويكبات، إلا أن ذلك لا أساس له من الصحة.
- التركيبة، يتمتع كوكب عطارد بتركيبة صخرية تشبه التركيبة لخاصة بالكرة الارضية، حيث تشكل نسبة تركيب المعادن فيه نحو 70% من إجمالي تركيبته، بينما تشكل النسبة المتبقية مواد السيليكات.
- التسمية، أطلق العرب تسمية عطارد على هذا الكوكب نظرًا للسرعة الفائقة التي يمتاز بها خلال دورانه حول الشمس.
- اكتشافات، أشارت اكتشافات ودراسات حديثة حول كوكب عطارد بأنه يمتلك غلافًا جويًا رقيقًا مؤلفًا من نسب ضئيلة جدًا من مكونات الغلاف الجوي الأرضي، ومنها الكالسيوم والأكسجين والهيدروجين؛ إذ يشار إلى أن نسبتها لا تتجاوز 1 إلى 100 ألف مليار بالنسبة للنسب الموجودة في غلاف الأرض الجوي.
استكشاف كوكب عطارد
يعود الفضل في رصد واستكشاف كوكب عطارد لأول مرة إلى العالم الفلكي غاليليو غاليلي، حيث تمكن من رصده في غضون القرن السابع عشر الميلادي بواسطة التليسكوب، ثم تهافت علماء الفلك إلى ابتكار الأدوات للتمكن من استكشافه ورصده فعليًا؛ وقد جاء هذا الاهتمام نظرًا لعجز التليسكوب الخاص بغاليليو من تقريب الكوكب بوضوح، فاهتم بالموضوع كل من بيبر جيسندي ويوهانس كيبلر وجيوفاني باتيسيا زوبي، أما رحلات الفضاء إليه فقد كانت أولها سنة 1975م، حيث حطت أول مركبة فضائية أطلقتها وكالة ناسا الأمريكية، وقد حملت المركبة تسمية مارينر 10؛ وقد تمكنت فعليًا هذه المركبة من دخول التاريخ باعتبارها أول مركبة فضائية تصل إلى كوكب عطارد بالاعتمادِ على تقنية التسريع بالجاذبية.