بداية الثورة الصناعية

بداية الثورة الصناعية

يطلق مصطلح الثورة الصناعية على الفترة التي شهد فيها العالم مخترعات حديثة غيرت من شكل ومضمون العملية الإنتاجية بشكلٍ كامل، فهي مخترعات سارعت من وتيرة الإنتاج، وحسنت من جودة المنتجات، كان أبرزها الآلة البخارية التي اعتبرها العالم بداية في العالم، تلك الآلة التي أخرجها للعالم جيمس واط سنة 1784م، وجاءت نتيجة تطوير الآلة النارية التي اخترعها توماس نيكومان سنة 1711م.

لم تكن الآلة البخارية هي البداية الأولى للاختراعات، ولكن سبقها الكثير من الاختراعات التي تطورت العمل في قطاعات النسيج والتعدين والطاقة، وتلاها الكثير من الاختراعات أيضًا التي تطورت جميع القطاعات الصناعية والزراعية، فلم تكن سوى البداية فحسب، فقد توالت بعدها الثورات الصناعية حتى يومنا هذا.

عوامل انطلاق الثورة الصناعية

قبل انطلاق الثورة الصناعية في إنجلترا كانت الدول الأوروبية على استعداد لتقبل تلك الثورة والمُضي قدمًا نحو التطور من خلالها، فكان العالم الأوروبي قد قطع شوطًا كبيرًا في جميع المجالات، فقد وصلت سيطرته للكثير من الأراضي في نواحي متفرقة من العالم، وتمكن من استغلال موارد تلك الأراضي وجلبها لأراضيه، كما كانت النهضة الأوروبية سببًا في تفتح الحكومات الأوروبية نحو التطور الصناعي، فقد كان ظهور المفكرين الاقتصاديين نتاج للنهضة العلمية التي شهدتها أوروبا في عصر النهضة، ومن أشهر هؤلاء المفكرين آدم سميث وكارل ماركس.

كانت أفكارهم والحالة الاقتصادية التي تمر بها عوامل لقيام الثورة، فكان الرأسماليين خاصة يبحثون عن طرق بديلة للعمل اليدوي تقلل التكلفة وتخفض أعداد الأيدي العاملة وترفع كفاءة الإنتاج، وبالتالي تنخفض مصاريف الإنتاج وترتفع عوائد الأرباح، ولذلك شجع الرأسماليون المخترعين واختراعاتهم، ونصت القوانين على منح امتيازات خاصة للمخترعين تتيح لهم الاستفادة من عوائد الاختراعات، وكل ذلك ساهم بصورة أو بأخرى في إحماء الثورة الصناعية.

قد يهمك هذا المقال:   كيفية الحصول على المال

الثورة الصناعية الأولى

قُدر لإنجلترا أن تكون مكان انطلاق الثورة الصناعية الأولى، وذلك لتوافر الكثير من العوامل التي ساهمت بشكلٍ مباشر في انجلترا، ففي القرن الثامن عشر الميلادي كانت قد وصلت لحالة استقرار سياسي ساعدها على الاهتمام بجميع القطاعات الاقتصادية، فشهد قطاع الزراعة تطورًا كبيرًا، وكذلك النشاط الزراعي، كما شهدت حالة السكان تطورًا ملحوظًا فارتفعت معدلات السكان لأعلى مستوياتها.

مظاهر الثورة الصناعية الأولى

تمثلت مظاهر الثورة الصناعية الأولى بشكلٍ أساسي في كم المخترعات التي ساهمت في تطوير جميع القطاعات الاقتصادية، والتي تمثلت فيما يلي:

  1. قطاع النسيج: شهدت القطاع تطورًا شاملاً بفضل الاختراعات التي ساهمت في تسهيل عمليات الإنتاج، ومن أهم تلك الاختراعات اختراع المكوك الطائر سنة 1733م وكان له الفضل في زيادة الإنتاج بصورة مضاعفة، واختراع الجهاز الجيني سنة 1765م، وغيرها من الاختراعات كالمنساج الآلي وآلة تنظيف القطن.
  2. قطاع التعدين: ساهمت الاختراعات الحديثة في تسهيل عمليات التعدين لأقصى درجة، فقد شهد هذا الاقطاع طريقة لصهر الحديد عن طريق استخدام فحم الكوك سنة 1709م، والذي ساعد على صهره بسهولة أكثر من السابق، وفي عام 1750 م تم الوصول لطريقة ساهمت في الحصول على معدن صلب خالي من الشوائب، وفي سنة 1784م تم التوصل لطريقة يمكن من خلالها الفصل بين الحديد والفحم ما ساعد على الحصول على معدن أكثر صلابة.
  3. قطاع الطاقة: كان قطاع الطاقة من أهم القطاعات التي ساهمت الاختراعات في تطوير العمل بها، ومن أهم تلك الاختراعات الآلة النارية التي تم اختراعها سنة 1712م، والتي تطورت عنها الآلة البخارية سنة 1784م، والتي كان لها الفضل في تغير أنماط الصناعة بشكلٍ عام.
  4. قطاع النقل: شهد قطاع النقل تطورًا ملحوظًا مع البدء في مشاريع التوسع في بناء شوارع رئيسية في سبعينات القرن الثامن عشر، ولكن التطور الحقيقي لهذا القطاع كان في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، ومن أهم الاختراعات في تلك الفترة التوصل لاختراع القاطرة البخارية سنة 1804م.
قد يهمك هذا المقال:   تاريخ صناعة الورق

منذ بداية الثورة الصناعية الأولى ولم يتوقف المخترعين يومًا عن التفكير في وسائل بديلة للعمل اليدوي في مختلف القطاعات، وبعد التوصل لمخترعات نقلت مجال الصناعة من العمل اليدوي إلى العمل الآلي، بدأ المخترعين في التفكير في وسائل تزيد من سرعة العمل، وترفع من جودة الإنتاج، وجاء إحدى تلك الاختراعات كبداية للثورة الصناعية الثانية، والتي استمرت من منتصف القرن التاسع عشر وحتى .

كان الاختراع الذي اعتبره الاقتصاديون بداية للثورة الصناعية الثانية هو الوسيلة التي ساهمت في التوصل لصناعة الصلب بكميات هائلة وغير مكلفة، وهي الوسيلة التي عرفت بطريقة بسمر، ويكيبيديا، الثورة الصناعية الثانية. والتي نسبت لمخترعها هنري بسمر، وبعدها ظهرت المجمرة المكشوفة لصهر الحديد، لتنتقل صناعة الحديد والصلب لمرحلة متقدمة.
وعرفت الثورة الثانية أيضًا بالثورة التكنولوجية، حيث ظهرت فيها الكثير من الاختراعات التكنولوجية مثل المصباح الكهربائي والهاتف ومحرك الاحتراق الداخلي، وكانت تلك أبرز مظاهر الثورة الصناعية الثانية.

الثورة الصناعية الثالثة

بدأت الثورة الثالثة منذ عام 1980م تقريبًا، وهي بدأت من التطور التكنولوجي الذي انتهت به الثورة الصناعية الثانية، وتطورت مظاهرها بصورة أكبر لتحمل اسم الثورة الرقمية، فمن تلك المظاهر اختراع الحواسيب الشخصية، والتوصل لاختراع الإنترنت الذي نقل العالم بالكامل لمرحلة تكنولوجية متقدمة، وأصبح العالم يسبح في اختراعات حديثة تطور والاتصالات.

الثورة الصناعية الرابعة

استكملت الثورة الرابعة سابقتها، فبدأت من التطور الرقمي، وهي الثورة الصناعية التي يشهدها العالم حاليًا، ومن أهم مظاهرها التطور التكنولوجي الذي طرأ على وسائل التصوير والطباعة “الجرافيك وما شابه”، وتطور صناعة الروبوتات ودعمها بالذكاء الاصطناعي، والاعتماد على تكنولوجيا النانو في العديد من المجالات، وتطور وسائل اختراق الفضاء، ولازالت الثورة الرابعة مستمرة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *