تاريخ الخلفاء للسيوطي

تاريخ الخلفاء للسيوطي

يعتبر كتاب تاريخ الخلفاء واحدًا من أهم الكتب التي تتطرّق إلى تفاصيل حياة تاريخ الخلفاء المسلمين بدءًا من عصر وصولًا إلى أواخر عصر الخلافة العباسية، وأقدم المؤلف جلال الدين السيوطي على إيراد تفاصيل معلومات حول مرحلة الخلافة والأعمال والآثار والأعلام في فترة كل خليفة مسلم، كما يكشف النقاب عن أماكن دفن الخلفاء وتواريخ دفنهم بشكلٍ كبير وبالتحديد الخلفاء الراشدين، وينشطر الكتاب إلى عدةِ فصول، وهي فصل بيان كون النبي لم يُستخلف وسر ذلك وفصل بيان أن الأئمة من قريش والخلافة فيهم، وفصل في الأحاديث المنذرة بخلافة بني أمية وفصل في مدة الخلافة في الإسلام وغيرها، أما المراجع التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه وأوردها في نهاية كتابه فهي تاريخ ابن كثير وتاريخ الذهبي وتاريخ دمشق لابن عساكر وغيرها الكثير، ومن الجديرِ بالذكرِ أن كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي قد قدّم تغطية شاملة عن الفترة الزمنية الممتدة من سنة 11 هجرية وصولًا إلى سنة 903 هجرية. تاريخ الخلفاء (كتاب)

مؤلف تاريخ الخلفاء

هو العالم المسلم عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد سابق الدين خضر الخضيري، ويُعرف في صفوف المؤلفين والمشايخ باسم جلال الدين السيوطي، ويحمل لقب ابن الكتب نظرًا لغزارة علمه ومؤلفاته، ينتمي للمذهب الشافعي والوصفي، ويتبع الطريقة الشاذلية، وتشير المعلومات إلى أنه قد تتلمذ على يدِ ابن حجر العسقلاني، أما تلامذته فمن أكثرهم شهرة محمد بن عبد الرحمن العلقمي، وقد عمل بعدةِ مجالات وهي التفسير والتاريخ والفقه.

لعب السيوطي دورًا في غاية الأهمية وترك أثرًا عميقًا في الحركة العلمية والدينية والأدبية في غضونِ الشطر الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث عّجت تلك الفترة بأعماله العلمية ومؤلفاته في مختلف الميادين ومنها اللغوية والنحوية والأدبية والفقهية والحديث والتفسير وغيرها، ويشار إلى أن غزارة علمه وسرعته الفائقة في القدرة على الكتابة والشغف في المجال قد أخذ بيده ليصبح الأفضل بين أقرانه ممن يتقاسمون نفس الاهتمامات، وقد عاصر السيوطي عددًا من الأحداث العظيمة خلال حياته، ومنها في العاصمة بغداد، وإلقاء محتويات المكتبة العربية في مياه نهر دجلة، كما كان حاضرًا على تاريخ زوال الدولة الإسلامية في وغيرها الكثير. جلال الدين السيوطي

قد يهمك هذا المقال:   ماهي عاصمة المانيا

نشأته

رأى جلال الدين السيوطي نور الحياة في مطلعِ شهر رجب عام 849 هجرية المصادف سنة 1445م في مدينة المصرية، نشأ السيوطي وترعرع في كنف عائلة تهيم بالعلم والتدين بشكلٍ كبير، فقد كان والده واحدًا من كبار العلماء الصالحين ممن يتمتعون بالمكانة العلمية المرموقة، ويشار إلى أن جلال الدين قد نشأ يتيم الأب منذ عمر السادسة من عمره، وفيما يتعلق بعلمه فقد حرص منذ نعومة أظفاره على وبعض الكتب ومناهج الفقه والأصول، كما اطلع أيضًا على ألفية ابن مالك؛ فساهم ذلك في توسيع دائرة معارفه؛ فساهم ذلك بجعله موضع إجلالٍ واحترام لدى العلماء من رفاق والده، ومن أبرز كبار فقهاء عصره الذين أبرزوا اهتمامهم به هو الفقيه الكمال بن الهمام الحنفي، وارتحل السيوطي إلى عدةِ أمصار للاستزادة العلمية منها الهند ودول المغرب الإسلامي واليمن والحجاز، وانضم لطلبة المدرسة الشيخونية لدراسة الحديث، وعند بلوغه سن 40 فقد تفرّغ تمامًا للتأليف والعبادة.

مؤلفاته

قدّم العالم المسلم جلال الدين السيوطي عددًا من المؤلفات التي تركت بصمة واضحة في سماء التاريخ الإسلامي، ومن أبرز مؤلفاته :

  1. شرح السيوطي على سنن النسائي.
  2. تحذير الخواص من أكاذيب القصاص.
  3. الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
  4. الروض الأنيق في فضل الصديق.
  5. ألفية السيوطي.
  6. رسائل الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في نجاة والدي النبي.
  7. تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك.
  8. المزهر في علوم اللغة وأنواعها.
  9. عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث.
  10. الروض الأنيق في فصل الصديق.

وفاته

فارق الإمام جلال الدين السيوطي الحياة في 19 من شهرِ جمادى الأولى سنة 911 هجرية/ 20 أكتوبر سنة 1505م في القاهرة، ويقال بأنه روحه قد ارتقت إلى جوار ربها في منزله القائم في روضة المقياس على مقربةٍ من نهر النيل، ووارى جثمانه ثرى خارج باب القرافة في القاهرة وتحديدًا في منطقة سيدي جلال الآن.

قد يهمك هذا المقال:   القبة المرابطية

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *