السودان
دولة عربية إسلامية أفريقية، تتخذ موقعًا جغرافيًا في ذلك الجزء الشمالي الشرقي من القارة الأفريقية، تحتل المرتبة الثالثة بين دول أفريقيا من حيث المساحة؛ إذ تمتد مساحتها إلى 1.886.068 كم2، وتشترك بحدودٍ برية مع عددٍ من الدول الأفريقية؛ فتحدها كل من جمهوريتي مصر وليبيا من الجهة الشمالية لها، وتحدها من الجنوب دولة جنوب السودان المنفصلة عنها، بينما تأتي حدودها مع إرتيريا وإثيوبيا من الجهة الشرقية، أما حدودها الغربية فتشترك بواسطتها مع جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد.
تشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 2016م إلى أن عدد سكان السودان قد تجاوز 39.578.828 نسمة، وقُدرت بناءًا على ذلك الكثافة السكانية بأنها 16.4 نسمة/ كم2، وتتخذ السودان من مدينة الخرطوم عاصمةً لها، فيما يتعلق بتاريخ السودان؛ فإنها واحدة من أقدم الحضارات في العالم، ونظرًا لذلك سيتم التحدث عن تاريخ السودان القديم وتفاصيله. السودان
معلومات أساسية عن السودان
قبل الخوض في الحديث عن تاريخ السودان القديم، لا بد من التطرق إلى أهم المعلومات حول السودان، ومنها:
- الاقتصاد: تعتبر السودان دولة مصدرة للبترول والجلود والصمغ العربي والمواشي، بالإضافة إلى السمسم والقطن أيضًا، وبالرغم مما حققته السودان من ناتج قومي سنة 2008م قُدّر بـ 57.91 مليار دولار أمريكي؛ إلا أن هناك ثروات معدنية ما زالت غير مستغلة بعد، كما أنها ذات مساحات خصبة شاسعة غير مستغلة زراعيًا.
- التركيبة السكانية، يعتنق معظم سكان السودان الديانة الإسلامية، حيث يشكل المسلمون ما نسبته 70% من إجمالي سكان البلاد، ويستقرون غالبًا في الشمال، أما بقية النسبة فتتوزع بين الديانات الوثنية والأحيائية، أما الوجود المسيحي فنسبته 5%.
- نزاع جنوب السودان، انفصلت المنطقة الجنوبية من البلاد عن السودان رسميًا عام 2011م، وجاء ذلك بعد اندلاع حروب أهلية ونزاع مسلح فيها لفترة طويلة حتى اعتُبر أطول نزاع مسلح في القارة، وبذلك أُعلن قيام دولة جنوبية مستقلة بعد توقيع اتفاقية سلام بين السودان وجنوبه.
تاريخ السودان
تشير معلومات تاريخ السودان إلى أن استقلال السودان رسميًا عن مصر وبريطانيا بشكلٍ تام قد جاء في مطلعِ شهر يناير سنة 1956م، إلا أن المنطقة عاشت في ظروفٍ حربية مجددًا مع حلول عام 2005م بعد اندلاع شرارة الحرب الأهلية هناك، وتعمقت الصراعات والحروب بين شمال السودان وجنوبه أفضت إلى إبرام اتفاقية السلام الشامل وإعلان قيام جنوب السودان دولة مستقلة عام 2011م، ويشار إلى أن البلاد ما قبل ذلك كانت قد عاشت مسبقًا حالة من الانقلابات العسكرية المتكررة في ظل تاريخ السودان الحديث، ففي سنة 1989م تمكن العميد عمر البشير من إعلان الإنقلاب العسكري على قيادة الصادق المهدي، وتمكن من الإطاحةِ به؛ فأصبح البشير رئيسًا للبلاد منذ تلك اللحظة وحتى الوقت الحالي.
تاريخ السودان القديم
تمثل تاريخ السودان القديم بما يلي:
- استوطن الإنسان في ربوع الأراضي السودانية منذ الفترة الزمنية الممتدة ما بين 8000-3200 قبل الميلاد من العصر الحجري، حيث أشارت الآثار البشرية لوجود الزنوج في منطقة الخرطوم وضفاف النيل الغربية، وتشير المعلومات إلى أن الحدود السودانية قانت تبدأ من شمال أسوان مرورًا بالأقصر شمالًا وحتى جنوب الخرطوم، وكانت المنطقة تخضع لسلالة حاكمة واحدة، ومع حلول عام 1928 تم العثور على هيكل جمجمة إنسانٍ قديم في منطقة سنجة ضمن نطاق ولاية الأزرق، وقد كشفت الدلائل بأنه يرجع إلى العصر الحجري البلستوسيني.
- بسطت مملكة الكوش النوبية نفوذها على السودان لفترة طويلة، وتعد من أكثر الممالك والحضارات السودانية قدمًا، وكانت تتخذ من مدينة مروي عاصمةً للبلاد ما بين القرنين السادس قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلاد؛ فشهدت ازدهارًا في القطاع التجاري وازدهرت النظم الإدارية؛ فشُيّدت الأهرامات وعُرف تعدين الحديد في غضون القرن الخامس قبل الميلاد.
- نشأت ممالك مسيحية تجاوز عددها 60 حضارة مع حلول القرن 6 الميلادي، وجاء ذلك بعد زوال الحضارة النوبية، ومن بينها مملكة نبتة ومملكة المقرة ومملكة علوة وغيرها، ويعتبر عهد الإمبراطور الروماني جستينيان الأول البوابة الأولى لدخول الديانة المسيحية للبلاد، وتعتبر مملكة علوة بأنها المملكة المسيحية الأكبر في البلاد؛ إذ شمل نفوذها وصولًا إلى أطراف الحبشة.
- فتحت السودان أبوابها لدخول الإسلام إليها في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، وتعاون معه في ذلك والي مصر عمرو بن العاض، وقد كشفت الوثائق الأثرية إلى وجود اتفاقية تعرف باسم البقط عُقِدت بين الصحابي الجليل عبد الله بن أبي السرح وأهالي النوبة سنة 31 هجرية لغايات توفير الأمان والحماية للطريق التجاري الواصل بين مصر والسودان.