تاريخ انجلترا فى العصور الوسطى

إنجلترا في العصور الوسطى

يُستخدم مصطلح للتّعبير عن الفترة التي سادت أوروبا، في الفترة ما بين سقوط الإمبراطوريّة الرّومانيّة عام 476 للميلاد، وبداية عصر النّهضة في القرن الرّابع عشر. ويُشير مصطلح العصور الوسطى إلى فترة غير ذات أهمّيّة بين زمنين أكثر أهمّيّة منها.

واجهت إنجلترا مثلها مثل باقي دول أوروبا، خسائر وانتصارات في العصور الوسطى، وكانت هذه الفترة بالنّسبة لها فترة تغيّرات اجتماعيّة جذريّة، وشهدت ارتفاعًا للأصوات القوميّة، والحروب الدّوليّة، والكوارث الطّبيعيّة المدمّرة، والانقسامات الدّاخليّة والتّمرّد، بالإضافة إلى بداية جذور النّهضة.

بعد سقوط الإمبراطوريّة الرّومانيّة في القرن الخامس للميلاد، كان هونوريوس إمبراطور الشّعب البريطانيّ، وكان مسؤولاً عن أمنها الخاص. ومنذ ذلك الوقت، لم تعد إنجلترا جزءًا من الإمبراطوريّة الرّومانيّة المنهارة، وكان على إنجلترا أن تبدأ البحث عن وسائل لتدعم نفسها، وتتخلّى عن الدّعم النّقديّ والعسكريّ الذي تمنحه روما.

في عام 1154 للميلاد، تولّى هنري الثّاني العرش الإنجليزيّ ليصبح ملك بعد الحرب الأهليّة، وينهي الفوضى التي حدثت في عهد الملك ستيفن. حيثُ كان الملك ستيفن قد منح ولاية العهد لابنه هنري الأوّل، ولكنّه توفّي، واستلم الحكم بعده أخوه الأصغر هنري الثّاني، ولكن لم يثبت النّظام في إنجلترا بعد.

في عهد هنري الثّاني وأبنائه جون وريتشارد الأوّل، كان البريطانيّون يمرّون بتغيّر سريع، وقد ازداد النّموّ عندهم بشكل أسرع، وبدأ النّاس ببناء المدن، وإزالة الغابات لإفراغ مساحات جديد لتوسيع المدن، وأصبحوا مهتمّين بالمشاركة في الحروب الصّليبيّة.

اللّغة

في العصور الوسطى في إنجلترا، كان النّبلاء لا يزالون يتحدّثون الفرنسيّة، وكانت شمال إنجلترا وإسكتلندا، يتشاركان لغة محلّيّة مع شمال هامبورغ البريطانيّة، ومنفصلتين بعيدًا عن المرتفعات، التي كانت اللّغة الغيليّة هي اللّغة السّائدة هناك.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في برلين

تأثّرت إنجلترا وإسكتلندا بشكل كبير بالنّورمان، ولكنّ إيرلندا على العكس منهما لم تتأثّر بهذا الإرث، على الرّغم من أنّ الأرستقراطيّة النّورمانيّة قد غزتهم، إلّا أنّ معظم إيرلندا حافظت على ثقافتها الأصليّة. ويُشير مصطلح النّورمان إلى مجموعة من شمال فرنسا، قاموا بغزو إنجلترا بالقوّة، وذلك عام 1066 للميلاد، وأصبحوا حُكّامًا لها.

الحروب الصّليبيّة

في ذروة القرن الحادي عشر، كانت إنجلترا في مواجهة حاسمة من القوميّين، بالرغم من أنّ إنجلترا لعبت دورًا مُهمًّا في الحروب الصّليبيّة؛ إلّا أنّ نداء القوميّة أصبح يتلاشى بعد هزيمة إنجلترا في معركة حطّين، واستعادة المسلمين لمدينة من المسيحيّين.

بالإضافة إلى أن الملك ريتشارد (1157-1199) لم يتمكّن من الاستيلاء على القدس من صلاح الدّين، فقد فشِل بعدها في حصار ، وبدأ التّقاتل داخل المجموعات الصّليبيّة، وكان في واجهة هذا الفشل إنجلترا، وأوروبا الغربيّة.

القوميّة الإنجليزيّة

في إنجلترا، سعى البارونات إلى النّأي بأنفسهم عن بقية أوروبا، والبارون هو “لقب للنّبلاء في النّظام الإقطاعيّ الأوروبيّ، والبارون هو رجلٌ تعهّد بولائه وخدمته لرئيسه مقابل مساحة من الأرض كان بوسعه تمريرها إلى ورثته، وفي الأوقات الإقطاعيّة المبكّرة، كان البارون يملك بارونات تابعة له، ولكنّ هذه الممارسة توقّفت في عهد الملك إدوارد الأوّل، نتيجة للمخاطر السيّاسيّة والضّريبيّة التي فرضتها”.

وأصبح البريطانيّون مدركين للغتهم، وأفقدت فرنسا الملك جون أرضًا من إنجلترا، وهذا جعل النّاس في إنجلترا ينظرون إلى قوميّتهم ويدركون شكلها الحقيقيّ، الذي سرعان ما ظهر أثره الكبير في أوروبا كافّة في العصور الوسطى. وبحلول منتصف القرن الحادي عشر ونهايته، ازداد عدد السّكان، وأصبحت جذور عصر النّهضة أكثر رسوخًا.

هنري الثّالث

تولّى هنري الثّالث العرش البريطانيّ في الفترة من 1216 إلى 1272، وكان أكثر انفتاحًا على الإصلاحات الدّاخليّة، وقليل الاهتمام باستعادة الأراضي التي أضاعها والده الملك جون من فرنسا. دخل هنري الثّالث في معاهدة سلام مع الفرنسيّين، سميّت معاهدة باريس، وكان يُنظر إلى هذه المعاهدة على نطاق واسع على أنّها فشل من جانبه، لأنّه تخلّى عن أراضي شمال فرنسا، وكلّ ما هو مهمّ عند النّورمنديّين. بالإضافة إلى ذلك، أصبح مُقرّبًا من فرنسا، في عهد لويس التّاسع أكثر من أسلافه.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في سنغافورة

بسبب هذا التّقارب، أثّرت الثّقافة الفرنسيّة على الكثير من مباني إنجلترا، في التصاميم والمباني القوطيّة، ولكنّ البارونات البريطانيّين كانوا مصرّين على أن تحافظ إنجلترا على لغتها وثقافتها.

كان زمن هنري الثّالث فعّالًا في بناء المؤسّسات في بريطانيا، ومع ازدهار الفلّاحين واتّساع المدن الحضريّة في معظم البلاد، بدأت إنجلترا تولي اهتمامًا لتأثير جيرانها مثل إيرلندا، وويلز وإسكتلندا؛ لذلك تولّى إدوارد الأوّل السّيطرة على أراضي شمال ويلز، حيث كان هذا بمثابة بداية للتّوسّع البريطانيّ. وبالمثل شارك جيران بريطانيا أيضًا توسيع السّيطرة على إسكتلندا، أو الجزر الغربيّة خلال معركة لارغز.

أتاح هذا فرصة مثاليّة لمشاركة بريطانيا في سياسة إسكتلندا، وتجاوز الأمر أبعد من ذلك بعد وفاة ألكسندر الثّالث، عندما طلب الإسكتلنديّون من إدوارد الأوّل أن يكون وصيًّا شخصيًّا على الشّخص الذي يتولّى عرش إسكتلندا، وبحلول نهاية القرن الثّالث عشر، كانت بريطانيا مسيطرة على إسكتلندا، وويلز، وإيرلندا.

استمرّ التّطور الاجتماعيّ في كل من بريطانيا وإيرلندا في التّغيّر بشكل كبير خاصّة في نهاية القرن الثّالث عشر. على الرغم من أنّ عدد السّكان لم يكن ينمو بسرعة هائلة في تلك الفترة، إلّا أنّ التّضخّم بدأ يؤثّر سلبًا على ثروة الدّول، ويؤجّج من التّطوّرات السّياسيّة، وعجّلَ من الحروب الأهليّة بين البلدين، ومع الجيران الآخرين.

المجاعة والطّاعون

هاجمت ، من ضمنها إنجلترا، العديد من المجاعات والأوبئة، والتي قضت على أكثر الإنجازات الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسّياسيّة. حيثُ تسبّبت التّغيّرات المناخيّة التي تتميّز بالصّيف الرّطب والشّتاء البارد بالمجاعة الكبرى في الفترة من 1315 إلى 1322، وأدّت إلى موت ملايين الأشخاص. بالإضافة إلى الكوارث البيئيّة، قضى الطّاعون المسمّى بالموت الأسود على حوالي ثمانية ملايّين نسمة، في كلّ من إنجلترا وإيرلندا، وانخفض عدد السّكّان إلى ثلاثة ملايين فقط.

قد يهمك هذا المقال:   اين تقع النمسا

بداية عصر النّهضة

بدأت إنجلترا الحديثة في عصر النّهضة، وكانت النّهضة تشمل إنشاء المدن الحديثة، والمكتبات، وتقدير الفن أكثر من السّابق، وإنشاء كبرى الجامعات البريطانيّة مثل أكسفورد، وكامبريدج.

المراجع

  1. history: Middle Ages.
  2. thefinertimes: England In The Middle Ages.
  3. dictionary.cambridge: Norman.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *