تعريف القراءة
هناك تعريفات مختلفة للقراءة، ولأنَّ هي واحدة من أهم المكتشفات البشرية التي أسهمت بشكلٍ أساسي في تراكم التراث الإنساني ومن ثمَّ فهمه، وكذلك في التطور الاجتماعي والتواصل بين الأزمنة والأماكن المختلفة، لذلك فهي تُعدُّ واحدةً من أهم المصطلحات الواجبة للتعريف، ويُقدِّم هذا المقال أكثر من تعريف لمفهوم القراءة عمومًا وعددًا من المفاهيم لأنواع أخرى من القراءة مع وسلبياتها أيضًا وفقًا لكلِّ نوع.
أهم التعريفات الوصفية للقراءة
لا يوجد اتفاق عام أو مُوحَّد لتعريف القراءة كونها عمليةً متطورة وتختلف من عصر إلى آخر، لذلك نستعرض في النقاط التالية أهم التعريفات التي قيلت عن القراءة:
- القراءة هي قدرة بصرية على فهم رسومات مكتوبة، وهذه الرسومات تتفصَّل إلى جُمل وكلمات وحروف، والقراءة هي العامل الذهني الوحيد لدى الإنسان لفهم هذه الرسومات بطريقتها المقصودة بها.
- القراءة تعني الانتباه وإدراك المعنى من ، أو اللغة التي تُعبِّر عن فكرة.
- القراءة هي عملية معالجة عقلية للكلمات والجُمل، تعتمد على معالجة التراكيب لتُعطي معنًى ذا قيمة أو عقلانيًّا على الأقل.
- القراءة هي عملية مركبة يستخدم فيها الإنسان الكثير من الأعضاء والحواس، مثل العقل والبصر والسمع والنطق بصوت عالٍ، ليصل العقل في النهاية إلى معنًى واضح من الجمل المكتوبة.
القراءة بصوت عالٍ
نشرت مجلة تُدعى ميموري “Memory” مقالةً بحثية كندية أشرف عليها علماء أبحاث من كندا، وضَّحت هذه المقالة أن القراءة بصوت عالٍ تساعد العقل على ومعالجة الكلمات بطريقة أفضل من القراءة الصامتة، وذلك لأنَّ العقل يركز في نطق المقروء، وهنا يكون تركيز العقل في الحركة والوعي متشاركين معًا في معالجة النصوص، ولذلك فإنَّ استذكار مجموعة من النصوص يكون أسهل على العقل البشري، كما ذُكِر أيضًا أن -والمقصود بها كتابة القصيدة والرواية والقصة والنقد- تعتمد كثيرًا على القراءة المسموعة بصوت عالٍ؛ فكلما كانت الجمل مفهومة ومستساغة على الأذن المسموعة، كانت محفزةً جدًّا للعقل مقارنةً بالقراءة الصامتة، ولذلك على الأدباء أن يجربوا الإلقاء السمعي لنصوصهم، لأنه من خلال القراءة بصوت عالٍ، ستظهر الكثير من العيوب اللغوية، والجمل الطويلة غير المفهومة، وهذا سيجعل الأديب ناقدًا لذاته، والقراءة بصوت عالٍ لها سلبيات ولها فوائد، ولكن يرجع هذا الأمر في الأخير إلى أريحية كل من يقرأ بهذه الطريقة، وليس الأمر لزامًا على أحد.
فوائد القراءة بصوت عالٍ
القراءة بصوت عالٍ تجعل العقل أكثر تركيزًا في عملية حفظ الكلام بطريقة حرفيةإذ إن نغمة الكلام ونطقه يحفزان العقل على التركيز وتخزين الكلمات بصورةٍ أقوى، كما أن القراءة بصوت عالٍ تجعل القارئ يحسن التكلُّم تدريجيًّا بطريقة مضبوطة لغويًّا دون أن يخطئ، بل ومع معرفة القواعد النحوية، سيصل القارئ إلى القدرة على تجويد الجمل تدريجيًّا والنطق بصورةٍ مضبوطة، بالإضافة إلى أن القراءة بصوت عالٍ تُحسِّن جدًّا من القدرة على الكلام وزيادة قوة الشخصية، وهذا لأنَّ الذين يقرأون بصوت عالٍ يكون لديهم القدرة الكلامية أعلى وأكثر انضباطًا من الآخرين، وذلك يرضي المستمعين كثيرًا، ويعطي هذا الشخص قوةً وثباتًا في الشخصية وسرعة بديهة في بعض الردود، كما يتمكن القارئ من التركيز وإنهاء كمية القراءة دون شرود ذهني.
سلبيات القراءة بصوت عالٍ
القراءة بصوت عالٍ ليس لها “أضرار”، ولكن “سلبيات” هي الكلمة المضبوطة لوصف هذا من القراءة، وأول سلبية هي إزعاج الآخرين، بالتأكيد القراءة بصوت عالٍ تُعدُّ صخبًا وإزعاجًا لبعض الناس، خصوصًا في الأماكن العامة، إذ إن قراءة شيء غير مرغوب فيه بالنسبة إلى شخص آخر يُعدُّ تعديًّا على المساحات الشخصية للآخرين، وقد يضع بعض الناس في مواقف محرجة، كما أن القراءة بصوت عالٍ تجعل عملية إدراك الكتابة أقل، وهذا لأنَّ التركيز يكون على السمع وطريقة النطق، وقد يهمل المخ عملية الفهم، ولذلك فإنَّ غالب عمليات التلقين تكون عن طريق التكرار بصوت عالٍ، ولكن عمليات الفهم تكون عن طريق التركيز والقراءة الصامتة.
القراءة الصامتة
القراءة الصامتة: هي القراءة دون صوت، وتكون العينان والعقل هي الأعضاء العاملة في عملية القراءة، وتكنيك هذه العملية من القراءة يكون عن طريق إمرار البصر على الكلمات، ومن ثمَّ معالجتها عن طريق المخ لتُعطي جملًا مفيدة.
من أهم مميزات هذه الطريقة أنها سهلة وليس بها نوع من التعب والتركيز العالي، بل يمكن للشخص فقط أن يمرر عينيه على الكتابة، وبهذا الشكل يكون قد قضى وقته في القراءة، هذا النوع من القراءة يعطي القارئ تركيزًا عاليًا من ناحية إدراك المعنى وفهمه، وهو لا يستند إلى التركيز على النطق ومسمع الكلمات، بل التركيز فقط في الكلمات، ولذلك القراءة الصامتة مفيدة جدًّا للنصوص التي تتطلب الفهم، أما فوائد القراءة بصوت عالٍ تظهر في حال رغب القارئ في حفظ المكتوب واستذكاره فيما بعد، كما أن القراءة الصامتة منجزة جدًّا؛ إذ إنها تأخذ وقتًا أقل بكثير من القراءة الجهرية.
عيوب القراءة الصامتة
القراءة الصامتة خادعة، وهذا لأنَّ العقل عمومًا يعالج حتى الحروف الخاطئة، بمعنى أن الشخص قد يرى كلمةً مكتوبة بحرفين مختلفين ولكنه يفهمها، بل والأغرب أنه سيراها بلا خطأ، في حين أنه لو عاد ونظر إلى الكلمة نفسها سيُفاجأ بأنَّ الكلمة خاطئة لغويًّا، ولذلك فالقراءة الصامتة ليست مفيدةً في مراجعة النصوص لغويًّا، وهي تسمح أيضًا بتشتُّت الذهن، بمعنى أنه في حالات بشكلٍ صامت، فربما لا تكون المواد الدراسية جذابة، ما قد يجعل الطالب يشرد بذهنه كثيرًا، ويُعاني الكثير من الطلاب حول العالم من فكرة الشرود الذهني خلال الدراسة، كما أن الذين يقرأون في صمتٍ باستمرار سيُعانون غالبًا من الخجل، وعدم القدرة على النطق الصحيح لبعض الكلمات، وهذا الأمر ليس جيدًا في سوق العمل.
فوائد القراءة
عمومًا متعددة ولن يكفيها جزء من مقال، ولكن الفوائد التالية هي تحفيز وتعريف بقيمة القراءة عند البشر وتأثيرها في المجتمع:
- القراءة هي التدريب الأول على الكتابة والقدرة على التعبير.
- القراءة تفتح آفاقًا جديدة في العقل البشري، وتُغيِّر كثيرًا من طريقة العقل، وتكون بمنزلة حوار شخصي صامت بين الإنسان وما يقرأه.
- القدرة على النطق بصورة صحيحة، والكلام بطريقة مرتبة وقوية.
- إثراء العقل بعددٍ جديد من الكلمات والمصطلحات التي تجعل العقل البشري في حالة دائمة من التجديد والقدرة على التعبير.