جزر اليونان

اليونان هي دولة أوروبية تقعُ في شمالي شرقي البحر الأبيض المتوسط ذات تاريخٍ طويل وعريق، يبلغ تعدادُ سكانها نحو 11 مليون نسمة بحسب إحصاء عام 2016. وتقعُ اليونان على مقربةٍ من ملتقى قارات العالم القديم الثلاث، وهي وأوروبا و، وهي محاطةٌ بالمسطّحات المائية، إذ يحدّها البحر المتوسط وبحر إيجة وبحر كريت وبحر أيون.

وفي حين أنَّ اليونان تتَّصلُ بقارة أوروبا، حيثُ تتواجد يابستها الأساسية ذات الطبيعة الجبلية، إلا أنَّ أراضيها تمتدُّ جنوباً إلى سلسلةٍ هائلة من الجزر والشواطئ. ورغم صغر مساحة فإنَّ لها واحداً من أطول السواحل في العالم بالنظر إلى تعرّج سواحلها الكبير وإلى كثرة جزرها الهائلة، فهي الدولة ذاتُ أطول ساحلٍ على البحر المتوسط وذاتُ الساحل الحادي عشر من حيثُ الطول بين كافة دول العالم: إذ يبلغُ امتداد سواحلها 13,676 كيلومتر، وهو ما يعادل قرابة ربع محيط الكرة الأرضية.

جزر اليونان

تطلُّ اليونان على سواحل شتّى للبحر الأبيض المتوسّط جنوباً وبحر إيجة شرقاً وبحر أيون غرباً. وتتكوَّن اليونان من أرخبيل ضخمٍ جداً من الجزر التي تتراوحُ أحجامها بين ما يقومُ عليه مدنٌ وبلدات كثيرة وبينَ ما لا يتعدَّى جزائر منعزلة صغيرة الحجم.

ويُقدَّر عدد جزر اليونان ما بين 1,200 إلى أكثر من 6,000 جزيرة (بناءً على المساحة الدنيا لما يمكنُ اعتباره “جزيرة” بالتعريف الجغرافي). وأما الجزرُ المأهولة فهي تتراوحُ بحسب المصادر ما بينَ 166 إلى 227 جزيرة. والكثيرُ من هذه الجزرِ تقعُ في بحر إيجة على الحدود بين واليونان، حيثُ أن الكثيرَ منها لا تبعدُ سوى كيلومتراتٍ معدودةٍ عن الشواطئ التركية.

وجزر اليونان في معظمها مُغطَّاة بالتضاريس الجبلية، حيثُ أن الجبال تُؤلِّف ما يقارب ثلاثة أرباع مساحة البلاد. وبالإضافة إلى الجبال، فإنَّها أيضاً تحتوي بعض السهول قربَ السواحل. وتُكوِّن الجزر ما يعادل 20% من مساحة دولة اليونان، وقد كان لها دوماً دورٌ مهم جداً في حياة الإغريق وبناء حضارتهم بسبب سهولة الوصول التي منحتهم إيَّاها إلى البحر، بعيداً عن يابسة اليونان المليئة بالجبال الوعرة التي تجعلُ التنقّل صعباً ومتعباً.

قد يهمك هذا المقال:   خزينة يوم القيامة

كريت

وأكبر جزر اليونان من حيثُ المساحة وتعداد السكان هي الواقعة على الساحل الجنوبي لبحر إيجة، وهي تعتبر الجزيرة الـ88 في العالم من حيثُ ضخامة مساحتها، كما أنها خامسُ أكبر جزيرة في البحر المتوسط (بعد صقلية وسردينيا وقبرص وكورسيكا). ويبلغ عدد سكان الجزيرة 623 ألف نسمة بحسب إحصاء عام 2011، حيثُ أن ثلثهم تقريباً يعيشُون في العاصمة هيراكليون. والجزيرة لها شكل يشبهُ المستطيل، حيث يبلغ طولها حوالي 260 كيلومتراً من الشرق إلى الغرب.

ولجزيرة كريت ثقافة وأدبية مُميَّزة خاصة بها ترتبطُ بتاريخها العريق، فقد كانت في الماضي مركز الحضارة المينوية التي قامت بين الألف الثالث والثاني قبل الميلاد، والتي كانت أقدم الحضارات المعروفة في قارة أوروبا. ولهذا السبب فهي تجتذبُ الآن أعداداً هائلةً من السياح، حيثُ أن السياحة هي العمادُ الأساسي للاقتصاد في كريت، وهي تستقبلُ 20% من جميع الرحلات الجوية القادمة إلى اليونان كلَّ عام.

وتتألَّفُ تضاريسُ جزيرة كريت من جبالٍ وعرة صعبة الاجتياز، والتي يصلُ ارتفاع أقصى قممها إلى 2,450 متر عن مستوى سطح البحر. ويتراوحُ مناخ الجزيرة بين مناخٍ معتدل وشبه استوائي، حيثُ يكونُ الطقسُ لطيفاً في الشتاء وجافاً وحاراً في الصيف. ومُعدَّل هطول الأمطار السنوي يعادلُ 640 مم، إلا أنَّه يتركَّزُ في الجبال أكثرَ بكثيرٍ من السواحل. وتُغطّي الثلوج قمم الجبال شتاءً، ولكن ليس على المناطق المنخفضة. وجزيرة كريت مُغطَّاة بنباتاتٍ متوسطية معتادة، مثل أشجار على الشواطئ وشجر الأرز وغير ذلك.

يوبية

يوبية هي ثاني أكبر جزر اليونان مساحةً وسكاناً بعد كريت. تقعُ يوبية على مقربةٍ من يابسة القارة الأوروبية، إذ لا يفصلُهما سوى مضيقٌ ذو عرضٍ ضئيل. ويبلغُ طول الجزيرة نحو 180 كيلومتر، بينما يتراوحُ عرضها – بين المكان والآخر – من 50 كيلومتراً إلى ما لا يتعدّى 6 كيلومترات. وتقومُ في وسط الجزيرة سلسلة جبالٍ وعرة. ويبلغُ عدد سكان الجزيرة 191 نسمة بحسب إحصاء عام 2011.

قد يهمك هذا المقال:   آثار مصر

رودس

رودُس هي رابع أكبر جزر اليونان مساحةً، وهي مكانٌ ذو قيمة تاريخية ودينية مهمة. ويبلغُ عدد سكان رودُس نحو 50,000 نسمة، وهي تقعُ مباشرةً إلى غربيّ تركيا وإلى شمال شرقي كريت وإلى جنوب شرقي أثينا عاصمة اليونان. وقد كانت الجزيرة مشهورةً في العالم القديم لاحتوائها على تمثال عملاق رودُس، وهو تمثالٌ لإله الشمس الإغريقي هيليوس كان معروفاً بصفتهِ واحداً من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. بالإضافة إلى ذلك، كانت الجزيرة مشهورةً باسم “جزيرة الفرسان” نسبةً إلى فرقة فرسان القديس يوحنّا (أو فرسان مالطا) التي أقامت لفترةٍ تاريخية في الجزيرة.

ولجزيرة رودُس تاريخٌ طويل، فقد استوطنها أوائل السكان البشر من الميسينيّين قادمين من قارة آسيا في الألف الأول قبل الميلاد. وفي حوالي عام 500 قبل الميلاد تأسَّست في الجزيرة حضارة قوية، وشُيِّدَت فيها الكثير من المعابد والأبنية الهائلة. وبعدَ فوزِ الإغريق على الفُرْس في معركة سالامِس البحريَّة أصبحت الجزيرة تابعةً للرابطية الديليانية، وهو حلفٌ قويّ للمدن الإغريقية القديمة. وقد سقطت الجزيرة في يد الإسكندر الكبير عندما بنا الإمبراطورية المقدونية في القرن الرابع قبل الميلاد، وبعد موتهِ وانهيار إمبراطوريَّته قاتلت رودُس لحريَّتها حتى نالتها عام 305 قبل الميلاد.

وفي هذه الفترة بُنِيَ تمثال عملاق رودُس في ميناء الجزيرة، وهو تمثالٌ هائلُ الحجم اعتبرَ واحداً من عجائب الدنيا السَّبْع حتى دمَّره زلزالٌ بعد ذلك. وقد حظيت المدينة في هذه الحقبة بازدهارٍ اقتصادي وحضاري عظيم. وفي عام 70 قبل الميلاد وقعت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية وظلَّت تحتها لثلاثمائة عام، ومن ثمَّ انتقلت إلى البيزنطيّين، واحتلَّتها جمهورية البندقية في القرون الوسطى. كما وقعت لفترةٍ تحتَ سيطرة فرسان مالطا، الذين بنوا فيها الكثير من القلاع الصليبية التاريخية. وأخيراً فتحها الأتراك بعد حصارٍ طويل عام 1523، وظلَّت تحتَ أيديهم حتى انهيار الإمبراطورية عام 1912.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في ايطاليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *