حق الطفل في الاسلام

الطفل في الاسلام

يقول الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ)، فالأطفال من أجمل ما يُزيّن الحياة، وأحد الأعمال التي تبقى للمرء بعد وفاته، وهم أحد الوسائل التي يكتسب بها الأهل ثمار الدّنيا والآخرة، ومن أجل ذلك وضع الإسلام مسؤوليّات على الأهل حتّى يتمكّنوا من قطف هذه الثّمار وتنشئة الأطفال على الوجه السّليم، ويحصلوا على رضا الله والبركة فلي أبناءهم، وليتمكّن الأطفال من تنشئة أبنائهم بعد أن يُصبحوا بالغين، ويقوموا بحقِّ والديهم على أكمل وجه.

حق الطفل في الاسلام

لا يعني حق الطفل في الاسلام تربيته على الأمور الدّينيّة أو الدّنيويّة فقط، بل هي تنشئة تجمع بين الدّنيا والآخرة، ولا يعني أيضًا أن حقوقه تبتدئ في مرحلة معيّنة وتنتهي، بل تبدأ قبل أن يولد الطّفل إذ يجب أن يختار الأب أمًّا صالحة، والأمُّ تختار زوجًا صالحًا، وتبقى مسؤوليّة الأهل مستمرّة طيلة حياة الابن، ولكنّ كلّ مرحلة تتميّز بمسؤوليّات وحقوق مختلفة. وفقًا للتّعاليم الإسلاميّة الحقيقيّة يتساوى كلّ من الذّكر والأنثى في نظر الله تعالى، ومع ذلك يعدُّ كلٌّ منهما جاهزًا جسديًّا لأداء بعض المهام والواجبات المناسبة لطبيعته، ولكنّ الجميع متساوون في الحقوق والواجبات باستثناء بعض الاستثناءات المحدّدة والموضّحة من قِبل الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، أم التي حدّدها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ومن الحقوق التي يتمتّع بها الطفل في الاسلام ما يلي:

  • تبدأ حقوق الطفل في الاسلام قبل أن يكون في رحم أمّه، وتبدأ النّفقة عليه وهو جنين، ويكفل الاسلام للطّفل حقّه في الرّضاعة عامين كاملين.
  • الحق في الحصول على نسب موثَّق، وهذا يعني أن يكون عقد الزّواج صحيحًا، والزّوجين صالحين.
  • حق الطفل في أن يتربّى من مال حلال وفي محيط محترم خالٍ من الملوّثات مثل المسكرات والمخدّرات والأمراض والبيئة الوسخة.
  • حق الطفل في الحضانة والنّشأة على الفطرة السّليمة، وفي بيئة متوازنة اجتماعيًّا وصحّيًّا ونفسيًّا، وحفظه من الهلاك، وإبعاده عن ما يضرُّه.
  • حق الطفل في الحياة وعدم قتلهم خشية الفقر، كما جاء في قوله تعالى: {وَلا تَقْتَلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}، وتوعّد الاسلام من يقتلُهم بالخلود في جهنّم.
  • للأطفال الحقّ في التّغذية، واللّباس، والتّعليم، والحماية حتّى بلوغهم سنّ الرّشد، والحماية تعني الحماية من الأذى المعنويّ والبدنيّ.
  • يجب على الآباء اختيار أسماء جيّدة للأطفال.
  • يقع على عاتق الوالدين في الاسلام مسؤوليّة تطوير شخصيّة الطفل في جميع المجالات.
  • في الاسلام لا يقتصر التّعليم على المعرفة الكتابيّة، بل يشمل أيضًا التّدريب الأخلاقيّ والدّينيّ، وهذا يعني النّموّ الشّامل لشخصيّة الطفل من خلال إعطائه المعرفة الدّينيّة والعلميّة.
  • يجب على الأهل معاملة الطفل بالحبّ والرّاحة؛ لأنّ الطفل يحتاج إلى أن يكون محبوبًا ومقبولًا وأن يحظى بمعاملة خاصّة، ولا يعني هذا إنفاق جميع وسائل الرّاحة دون أيِّ ضوابط.
  • يجب على الآباء تعليم الطفل الأخلاق والآداب الإسلاميّة وفقًا للأمثلة الجميلة من سيرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • تعليم الأطفال الأدعية المأثورة عند الأعمال التي يقومون بها مثل أدعية الطّعام والنّوم والاستيقاظ والتّثاؤب والعطاس والآذان.
  • يجب على الأهل تعليم الطفل قراءة القرآن الكريم، وتلاوته منذ سنّ مبكّرة؛ لأنّ ذاكرة الطفل تكون غضّة، ويسهُل تعليمُهُ.
  • يجب تعليم الطفل الصّلاة بين سنِّ السّابعة والعاشرة.
  • يجب على الأهل أن يكونوا محترمين حتّى يتعلّم الأطفال الأخلاق منههم، ويكونوا محترمين ومسؤولين ولُطفاء، وصبورين ومتواضعين وشُرفاء، ويبقوا مستقيمن طوال حياتهم.
  • يجب على الأهل تعليم الطفل ما يحتاجه من الأحكام الإسلاميّة اليوميّة، سواء علّمهم الأهل مباشرة، أو أرسلوهم لأحد معتمد ليُعلّمهم، وتشمل الأحكام اليوميّة على سبيل المثال أحكام الوضوء، والصّلاة، والصّوم ونواقضها.
  • يجب تعليم الطفل حرفة يدويّة إلى جانب التّعليم الأكاديميّ.
  • يجب أن يتعلّم الطفل الأدب واللّغة العربيّة واللّغات الأجنبيّة، وإذا نوى الأهل أن يكون تعليم الطفل لمنفعة المسلمين عندما يكبُر يُثاب على نيّته وعمله.
  • الحقُّ في المساواة مع باقي الأطفال في التّعليم والحياة الكريمة واللّعب.
  • الحقُّ في الفرح بقدوم الطفل ذكرًا كان أم أنثى، لأنّ هذا الأمر بيد الله، يقول الله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}، وقد أنكر القرآن الكريم عمل الجاهليّة في كُره ولادة البنت، والاستبشار عند ولادة الذّكر فقط، مثل قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
  • الحقُّ في العدل بين الأطفال الإناث والذّكور.
  • حقُّ الطفل في اللّعب، ومن أوامر التّربيّة الإسلاميّة أن يُلاعب الأهل أبناءهم، وكان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يُلاعب الحسن والحُسين على ظهره.
  • حقُّ الطفل اليتيم في حفظ أمواله من الضّياع ورعايته أحسن رعاية، ومن واجب مربّيه أن يحفظ ماله، ويُعيده إليه عندما يبلغ سنَّ الرُّشد، وحرّم الاسلام التّصرُّف بمال اليتيم دون وجه حقٍّ، كما في قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}.
قد يهمك هذا المقال:   كتاب الروح لابن القيم

خلاصة حقوق الطفل في الإسلام

يجب أن يكون تكوين الطفل المسلم الذّكر والأنثى متميّزًا من جميع الجوانب، حيث يجب أن يعكس صورة الاسلام في تفكيره، وأقواله، وأفعاله، وسلوكيّاته، وأخلاقه، وأهدافه في هذه الحياة، وفي نظرته تجاه الأمور والأشياء، وفي علاقته مع الآخرين، وفي سعيه لنشر الاسلام والحقّ، وفي قمع الباطل والظّلم، وأن تظهر شخصيّته من خلال تمسّكه بالأخلاق والمبادئ الإسلاميّة، وفي القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الكثير جدًّا من القصص التي تُبيّن فضل التّمسّك بالأخلاق الإسلاميّة وكيفيّة وعظ الأهل لأبناءهم مثل قصّة لقمان عليه السّلام وابنه في القرآن الكريم.

المراجع

  1. سورة الإسراء الآية 31.
  2. سورة النحل الأية 58 – 59.
  3. سورة الشورى الآية 49 – 50.
  4. islamonline: The Rights of Children on Parents in Islam
  5. missionislam: The Rights of Children in Islam
  6. quranreading: Rights of Children in Islam | According to Quran and Sunnah
  7. islamonline: حقوق الأطفال فى الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *