العيد في الإسلام
تُعتبر الأعياد في من المواسم المباركة التي يتقرب بها العبد إلى خالقه سبحانه وتعالى، وقد كان لتشريعها في الدين الإسلامي مقاصد عظيمة؛ ففيها تعميق للتلاحم بين أفراد المجتمع المسلم بل والأمة المسلمة، وفيه توثيق للرابطة الإيمانية، وترسيخ لمفهوم الأخوة الدينية بين جميع المسلمين في جميع بقاع الأرض، فالعيد في الإسلام لا يختصّ به بلد عن بلد، ولا يختصّ به أناس دون غيرهم، بل يشترك فيه جميع المسلمين أينما كانوا وأينما وجدوا، المعاني، تعريف ومعنى “عيد”
- العيد في الاصطلاح: يوم يحتفل به العبد بذكرى سارَّة، أو يعيد به الاحتفال بذكرى سارَّة، والمسلمون لهم ثلاثة أعياد هي: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويوم الجمعة.كتاب صلاة العيدين – مفهوم، وفضائل، وآداب، وشروط، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض، صفحة 6
حكم صلاة العيدين
اختلف الفقهاء أصحاب المذاهب الفقهية في حكم إلى ثلاثة أقوال: الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – ، الجزء 27، الصفحة 240
- ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنّ حكم صلاة العيدين هي واجبة على كل مسلم، والمراد بالواجب عند الحنفية: منزلة بين الفرض والسنة، ودليلهم على وجوب صلاة العيدين؛ أولاً: مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها، ثانياً: أنّه صلى الله عليه وسلم لا يصلي صلاة التطوع في جماعة ما عدا قيام رمضان، وكسوف الشمس، و صلاة العيدين فإنّ هذه الصلوات تؤدى في جماعة، ثالثاً: أنّ صلاة العيدين لو كانت سنة ولم تكن واجبة لتم استثناءها من الشارع كما تم استثناء صلاة التراويح وصلاة الخسوف.
- ذهب فقهاء الشافعية وفقهاء المالكية إلى أنّ حكم صلاة العيدين هي سنة مؤكدة، مستدلين على ذلك أولاً: بقول وسلم للأعرابي : (خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ قالَ هل عليَّ غيرُهنَّ قالَ لا إلَّا أن تطَّوَّع)الراوي : طلحة بن عبيدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 391 | خلاصة حكم المحدث : صحيح، ثانياً: صلاة العيدين صلاة ذات ركوع وسجود ولم يشرع لها أذان فلم تكن واجبة شأنها شأن .
- ذهب فقهاء الحنابلة إلى أنّ حكم صلاة العيدين هي فرض كفاية، مستدلين على ذلك أولاً: بقول الله سبحانه وتعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)سورة الكوثر، آية: 2.، ثانياً: مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها.
كيفية صلاة العيدين
العيد ركتعان يؤديهما المسلم، ولأصحاب المذاهب الفقهية اختلافات وتفصيلات في كيفية أدائهما وفيما يلي بيان لذلك:كتاب الفقه على المذاهب الأربعة المؤلف: عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (المتوفى: 1360هـ) الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثانية، 1424 هـ – 2003 م، الجزء (1)، الصفحة 314-316
كيفية صلاة العيدين عند فقهاء الحنفية
- أن ينوي المصلي بقلبه أداء صلاة العيد، قائلاً بلسانه: أنوي أداء صلاة العيد لله تعالى، ينوي الاقتداء بالإمام في الصلاة إن كان يصلي في جماعة.
- أن يُكبّر المصلي للدخول في الصلاة، أو ما يعرف بتكبيرة الإحرام.
- أن يضع اليد اليمنى فوق اليد اليسرى تحت السرّة، ثم قراءة الثناء.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرات الزوائد، أما في صلاة الجماعة يُكبّر الإمام ويتبعه المقتدون، وتكبيرات الزوائد هي: ثلاث تكبيرات عدا تكبيرة الإحرام، يرفع المصلي يديه عند كل تكبيرة، ويسكت فيها بعد كل تكبيرة مدة تقدر بثلاث تكبيرات، ولا يُسن أثناء السكوت أن يقول أي ذكر، ولا بأس أن يقول: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر.
- أن يتعوّذ المصلي سرّاً، ثم يقرأ البسملة وسورة الفاتحة جهراً، ثم يقرأ سورة من القرآن ويُندب أن تكون سورة الأعلى.
- أن يكبّر المصلي للركوع ويكمل بقية أعمال الركعة من قيام وسجود.
- أن يقوم المصلي للركعة الثانية، ويقرأ البسملة ثم سورة الفاتحة ثم سورة من القرآن ويُندب أن تكون سورة الغاشية.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرات الزوائد؛ وهي ثلاث تكبيرات عدا تكبيرة الركوع، ثم يُكمل المصلي بقية أعمال الصلاة.
كيفية صلاة العيدين عند فقهاء الشافعية
- أن يُكبّر المصلي تكبيرة الإحرام.
- أن يقرأ المصلي دعاء الافتتاح، ثم يُكبّر المصلّي تكبيرات الزوائد، وهي؛ سبع تكبيرات يرفع المصلي فيها يديه حذو منكبيه في كل تكبيره، ويفصل بين كل تكبيرة والأخرى مدة تقدر بآية معتدلة، ويُستحب له أن يقول بين كل تكبيرتين: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر.
- أن يضع المصلي يده اليمنى فوق يده اليسرى، تحت صدره بين كل تكبيرتين.
- أن يتعوذ المصلي ثم يقرأ البسملة و، وسورة أخرى ويُسنّ له أن يقرأ سورة (ق)، أو سورة الأعلى، أو سورة الكافرون.
- أن يُكبر المصلي للركوع، ثم يكمل بقية أعمال الركعة من قيام وسجود.
- أن يقوم المصلي للركعة الثانية.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرات الزوائد، وهي: خمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام.
- أن يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة أخرى ويُسن أن تكون سورة القمر أو سورة الإخلاص.
- أن يُكمل المصلي بقية أعمال الصلاة.
كيفية الصلاة عند فقهاء المالكية
- أن يُكبّر المصلي تكبيرة الإحرام.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرات الزوائد، وهي: ست تكبيرات. أن يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة أخرى، ويُستحب أن تكون سورة الأعلى.
- أن يُكبّر المصلي للركوع، ثم يُكمل بقية أعمال الركعة الأولى من قيام وسجود.
- أن يُكبّر المصلي قائماً للركعة الثانية.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرات الزوائد، وعددها خمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام.
- أن يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة الشمس.
- أن يُكبّر المصلي للركوع، ثم يُكمل بقية أعمال الصلاة.
كيفية صلاة العيدين عند فقهاء الحنابلة
- أن ينوي المصلي أداء ركعتي صلاة العيد.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرة الإحرام.
- أن يقرأ المصلي دعاء الاستفتاح.
- أن يُكبّر المصلي تكبيرات الزوائد، وعددها ست تكبيرات، يرفع المصلي يديه عند كل تكبيرة، ويقول بين كل تكبيرتين: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، وصلى الله على النبي وآله وسلم تسليماً.
- أن يتعوذ المصلي ثم يُبسمل، ثم يقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة الأعلى.
- أن يُكبّر المصلي للركوع ثم يُكمل بقية أعمال الركعة الأولى من قيام وسجود.
- أن يُكبّر المصلي قائماً للركعة الثانية.
- أن يُكبّر تكبيرات الزوائد، وعددها خمس تكبيرات، يقول بين كل تكبيرتين، ما قاله بين كل تكبيرتين في الركعة الأولى.
- أن يُبسمل، ثم يقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة الغاشية.
- أن يُكبّر للركوع ويُكمل بقية أعمال الصلاة.