المشاكل الزوجية
من الطبيعي جدَّا ان تقع المشاكل بين الزوجين لأسباب متنوعة، وخاصة في السنوات الأولى للزواج بسبب اختلاف والثقافات والطبائع للزوجين، و هو الذي يستطيع تجاوز هذه الأزمات من خلال الحوار والنقاش المؤدي إلى أرضية مشتركة ترضي الطرفين وتؤسس لعلاقة جديدة تنبذ الخلاف وتقرب وجهات النظر، وقد تستفحل المشاكل بين الزوجين ويصعب حلها، فما حلول المشاكل الزوجية؟ وما أسباب هذه المشاكل؟
أسباب المشاكل الزوجية
هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى الخلافات الزوجية ومنها:
الوضع المادي
الفقر أو ضيق العيش أمر صعب التحمل، ويعد من الأمور التي تضغط على أعصاب الزوج والزوجة وتصيبهم بالعصبية والغضب من أي كلمة؛ حتى لو كانت بدون قصد؛ مما يؤدي إلى تفجر الأوضاع وتبادل الصراخ بين الزوجين؛ بلحظة غضب خاطفة؛ ولكن آثار الصراخ وأحيانًا الشتائم تبقى معلقة في نفس الزوجين؛ فتؤثر في علاقتهما، كما أن الديون تثقل كاهل الزوج وتشغل باله بكيفية تسديدها بجانب قضاء جميع متطلبات المنزل بالراتب.
الغيرة
تعد الغيرة من علامات ولكن إذا زادت عن حدها فإنها تؤدي إلى التوتر الناجم عن الشك بالطرف الآخر والشك بإخلاصه واستنفاذ الجهود والطاقة في ملاحقة الزوج أو الزوجة للآخر؛ من الممكن أن تؤدي إلى مشادة ضخمة بين الطرفين بسبب انكسار عامل الثقة عند أحد الزوجين.
عدم التقدير
يجب أن يعي الزوجان أن كلًّا منهما يكمل الآخر وعليهما تقدير حاجات ورغبات بعضهم، والتنازل من أجل إسعاد الطرف الآخر، ويجب عدم السخرية من اهتمام الزوج مثلًا أو سخرية الزوج من طول زوجته، فضلًا عن أهمية عدم البحث عن العيوب في كل طرف والسخرية منها أو اللوم عليها؛ ففي كل إنسان مجموعة من العيوب والمميزات ويجب الرضى والاقتناع بالشريك وإمكانياته.
خروج الرجل باستمرار
يؤدي خروج الرجل من المنزل إلى الجفاء بين الزوجين وشعور الزوجة بأن لا قيمة لها عند زوجها، وأنه يقدر أصحابه ويجاملهم أكثر منها، وأن زوجها لا يشتاق إليها، وخاصة إذا عاد إلى المنزل والتزم الصمت وجلس على أو أمسك .
تفريغ الرجل مشاكل العمل في المنزل
قد يحدث أن يعود الرجل من الخارج ويصرخ في زوجته وأطفاله، فتشعر الزوجة بالغضب الشديد كونها لم تقدم على أي عمل يستدعي صراخ الزوج عليها؛ فيعلو صوتها عليه ويكبر الخلاف فيما بينهما، وقد يصل إلى مد الرجل يده على الزوجة وضربها بشدة؛ مما يؤدي إلى آثار نفسية عظيمة وشقاق كبير بين الزوجين.
تدخل الأهل
بقاء المشاكل بين الزوجين في المنزل أفضل بكثير من إخبار الأهل بها، كون المشكلة إذا كانت صغيرة ستكبر شيئًا فشيئًا حتى تنفجر في وجه الزوج والزوجة، والزوجان أقدر على استيعاب حجم مشاكلهم وإدراك أن بعض التنازل ومرور الوقت كفيل بحل المشكلة.
ومن أسباب تفاقم الخلاف بين الزوجين حشر الحماة أنفها في أمور الزوجة أو في أمور الزوج؛ الأمر الذي يؤدي إلى نوع من الغضب المكتوم الذي يستحيل التحكم به إذا استمر الأمر على حاله.
عمل الزوجة
سواء عملت الزوجة في وظيفة بالخارج أو كانت تعمل داخل المنزل فإن ذلك من الممكن أن يسبب لها بعض المشاكل من الزوج المترصد لزلات زوجته؛ إن بدر منها أي تقصير في حقه أو حق المنزل والأولاد، كما أن استغلال الزوج لراتب الزوجة وصرفه على نفسه يؤذي مشاعر زوجته، وتسبب هذه العوامل كلها إلى تفاقم المشاكل بين الزوجين.
حل المشاكل الزوجية
من أجل حل المشاكل الزوجية والخروج منها بنجاح يجب أن يعي كل من الزوجين أن التنازل من أجل الآخر مهمٌّ جدًّا كما يجب فهم أنهم يكملان بعضهما، ومن الحلول المقترحة:
تجنب الصمت
من الجيد عند حصول مشكلة بين الزوجين التزام الصمت حتى لا يتفاقم الوضع فيما بينهما؛ ولكن يجب الحرص على إطالة فترة الصمت لأكثر من يومين حتى لا يؤدي ذلك إلى اعتيادهم على الصمت أمام كل مشكلة تواجههم؛ مما يؤدي إلى الانفصال العاطفي فيما بينهما، ويتعود كل واحد منهما أن يعيش بعالمه الخاص، في المنزل نفسه؛ ولكنه بعيد آلاف الأميال بقلبه، فالحوار أهم بكثير من الصمت.
الالتزام بالسنة النبوية
أكد م على ضرورة الرفق بالزوجة في العديد من المرات فقد قال: “رفقًا بالقوارير” وقال: “ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم”، وقال: “استوصوا بالنساء خيرًا” وقال: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم لنسائهم”، وقال: “لا تضربوا إماء الله”.
فإذا التزم الزوج بالسنة النبوية ورفق بزوجته فإن الخلافات الزوجية ستزول فيما بينهما.
كما أن الزوجة يجب أن تحترم زوجها ولا تكفر عشرته، فقد قال الرسول عليه السلام: “لعل إحداكن تطول أيمتها من أبويها ثم يرزقها الله زوجًا ويرزقها منه ولدًا فتغضب الغضبة فتكفر فتقول ما رأيت منك خيرًا قط”.
وقال: “لا يحق لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد قط إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه”.
النقاش
جلوس الزوجين في المنزل بعيدًا عن الأبناء؛ لمناقشة المشكلة وتحدث كل واحد منهما عن أسبابه بوضوح تام مع الابتعاد عن التجريح والإهانة والشتائم، والحديث في المشكلة الحالية فقط، وبعد الانتهاء منها يمكن التطرق إلى مشكلات قديمة ومناقشتها بالهدوء والحيادية أنفسهما.
الاعتذار
قد يكون حل مشكلة كبيرة بكلمة صغيرة وهي اعتذار الزوج أو الزوجة بكل بساطة، وإقرار الشخص بخطئه يقلل من حدة المشكلة بسرعة كبيرة، كما أن تنازل الطرف الآخر من أجل أن تسير المركب في بعض الأحيان أمرٌ مفيد؛ ولكن لا يُنصح به دائمًا للحفاظ على الحقوق والكرامة.