دولة فرنسا
الرّسميّة، تقع شمال غرب أوروبا، ولها دور مهمٌّ تاريخيّ وثقافيّ في العالم، لذا، فهي تُعدّ أحد أهم الدّول في العالم الغربيّ، كما أنّها تُعدّ أهمُّ مُنتج زراعيّ في أوروبا، وأحد القوى الصّناعيّة الرّائدة في العالم.
يحدُّها المحيط الأطلسيّ والبحر الأبيض المتوسّط، وجبال الألب، وجبال برانس. وتُعتبر فرنسا من بين أقدم الدّول في العالم، وهي نتاج تحالف من الدّوقات ومجموعة من الإمارات تحت حكم واحد في العصور الوسطى. واليوم كما في تلك الفترة، تتولّى الدّولة السّلطة المركزيّة، وبرغم ذلك فهي تمنح قدرًا من الحكم الذّاتيّ لمؤسسات البلد في العقود الأخيرة، وينظر الشّعب الفرنسيّ إلى الدّولة باعتبارها الوصيّ الأسّاسيّ على الحرية.
في وقت سابق، انتشرت الثّقافة الفرنسيّة في أنحاء العالم، وأثّرت على تطوّر الفن والعلم، ولا سيما الأنثروبولوجيا والفلسفة وعلم الاجتماع، وكانت فرنسا مؤثّرة في الشّؤون الحكوميّة والأهليّة، ونشر مُثُل الدّيمقراطيّة التي كانت مهمّة في عصر التّنوير، والثّورة الفرنسيّة، ونموّ الحركات الإصلاحيّة والثّوريّة.
برزت فرنسا كعضو رئيسيّ في الاتحاد الأوروبيّ، ومنذ عام 1966 لم تشارك في ، وهو الهيكل العسكريّ المتكامل لمنظمة حلف شمال الأطلسيّ، ولكن مع بداية عام 1995 كانت فرنسا ممثلة في اللّجنة العسكريّة للنّاتو، وفي عام 2009 أعلن الرّئيس الفرنسيّ نيكولا ساركوزي، أنّ فرنسا ستنضمّ إلى القيادة العسكريّة للمنظمة، وبما أنّها واحدة من الدّول الخمسة الدّائمة في مجلس الأمن، إلى جانب الولايات المتحدة، وروسيا، والمملكة المتحدة، والصّين، فيحق لها أن تستخدم حقّ النّقض (الفيتو) ضد قرارات المجلس.
اللّغة الفرنسيّة
تحتلّ اللّغة الفرنسيّة في المرتبة العاشرة من بين أكثر اللّغات انتشارًا في العالم، مع أكثر من 77 مليون ناطق أصليّ، و 220 مليون من المتكلمين لها. حيث يرجع ذلك في المقام الأوّل إلى التّأثير الاستعماريّ الفرنسيّ الواسع في القرن التّاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، حيث تعترف العديد من الدّول في جميع أنحاء العالم بالفرنسيّة كلغة رسميّة، أو على الأقل لديها نسبة كبيرة من سكانها يتحدثون الفرنسيّة.
أكبر عدد لمتحدّثي اللّغة الفرنسيّة بالطّبع في فرنسا، التي يبلغ أكثر من 59 مليون نسمة. كما تعتبر اللّغة الفرنسيّة لغة رسميّة للبلدان الآتية: بنين، بوركينا فاسو، بوروندي، الكاميرون، كندا، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، جزر القمر، جمهورية الكونغو الدّيمقراطيّة، جيبوتي، غينيا الاستوائيّة، الغابون، غينيا، هايتي، ساحل العاج، لوكسمبورغ، مدغشقر، مالي، موناكو، النّيجر، جمهورية الكونغو، رواندا، السّنغال، سيشيل، توغو، فانواتو.
وتعتبر لغة رسميّة في أربع دول أوروبيّة وهي: ، ولكسمبورج، وموناكو، وسويسرا، وتعترف هذه الدّول بلغات رسميّة أخرى. بالإضافة إلى انتشارها في إفريقيا، والأمريكيتين، ودول المحيط الهادئ، إلّا أنّ سكان هذه الدّول ما زالوا يتحدّثون بلغتهم الأم بجانب الفرنسيّة.
الحياة الثّقافيّة لفرنسا
لعبت فرنسا دورًا مركزيًا في الثّقافة الأوروبيّة، ومع قدوم الاستعمار والتّجارة العالميّة، وصلت فرنسا إلى الأسواق العالميّة، وأثّرت في الفنون، وأساليب الطّهي العالميّة.
تمتدُّ الثّقافة الفرنسيّة من مزيج قديم معقّد، من العناصر الكلتيّة، واليونانيّة، والرّومانيّة، والجرمانيّة. خلال تطوّرت الثّقافة برعاية الرّهبان والعلماء، وخلال القرن الثّامن عشر ازدهرت الثّقافة بشكل جيّد على يد النّظام الملكيّ والأرستقراطيّ، وكانت المعارض التّجاريّة في باريس، ونيس، وستراسبورغ، وليون، تنشر الأفكار الفنّيّة والاتّجاهات الثّقافيّة إلى مناطق أخرى.
منذ عصر التّنوير أي أوائل القرن الثّامن عشر، وبدء تطوّر الطّبقة الوسطى، والطّبقة البرجوازيّة، أصبحت الثّقافة متاحة بشكل عام، وظلّ النّشاط الثّقافيّ مركّزًا إلى حدٍّ كبير في باريس، وبنيت ثقافة عصر التّنوير على العقل والحجج التّحليليّة. ظهرت أيضًا فكرة الجدارة، وهي الطّبقة الأرستقراطيّة الذّكيّة، التي أعطت مكانة مركزيّة للمثقّفين غير المعروفين في معظم المجتمعات الأخرى، وفُتحَت المدارس للطّلاب من المقاطعات دون النّظر إلى طبقتهم الاجتماعيّة .
أهم أربع مدن في فرنسا
باريس
عاصمة فرنسا، يبلغ عدد سكّانها 2.2 مليون نسمة تقريبًا، لذا، فإنذها تعتبر أكبر مدينة في فرنسا. ترتبط باريس مع لندن عن طريق نفق المانش، ومع بقيّة دول العالم من خلال مطاراتها الدّولية الرّئيسية، حيث يصلها سنويًّا 16 مليون زائر دوليّ.
تعدُّ باريس واحدة من أهمِّ المراكز الاقتصاديّة الرّئيسية في العالم، ومركزًا رائدًا في مجالات التّمويل، والتّجارة، والأزياء. بالإضافة إلى أنّها مركزٌ سياحيٌّ مهمّ، وترتيبها باستمرار يقع ضمن أفضل خمس وجهات سياحيّة في العالم.
ليون
تقع مدينة ليون بالقرب من الحدود السّويسريّة، على بعد 300 ميل تقريباً جنوب باريس. يعتبر الفرنسيون مدينة ليون ثاني أهمّ مدينة في فرنسا، وترتيبها الثالثة في عدد السّكان، حيث يبلغ عدد سكّانها حوالي 506.000 نسمة (تبعاً لإحصائيات عام 2013).
تشتهر ليون بأنّها عاصمة تذوق الطّعام في فرنسا، حيث تصطفّ في شوارعها مطاعم الذّواقة. بالإضافة إلى هذا، لدى مدينة ليون أهمّية جغرافيّة كبيرة؛ فهي بمثابة المحور الرّئيسيّ بين باريس، وجنوب فرنسا، وجبال الألب السّويسريّة، وإيطاليا، وإسبانيا.
يعود تاريخ ليون إلى ذروة الإمبراطوريّة الرّومانيّة، وكانت معروفة آنذاك باسم “لوغدونوم” وكانت مدينة رئيسيّة. في حين أنّ نفوذها العالميّ حاليًّا قد تضاءل، إلّا أنّ مكانتها التّاريخيّة، والثّقافيّة هائلة.
نيس
هي المدينة الخامسة الأكثر اكتظاظًا بالسّكان في فرنسا. تقع مدينة نيس الخلّابة في الزّاوية الجنوبيّة الشّرقيّة من فرنسا، وتقع عند سفح جبال الألب وتمتد على طول جزء من ساحل البحر الأبيض المتوسط. مناخ نيس دافئ نسبيًّا، وشاطئها مذهل؛ ممّا جعلها أكثر الوجهات شعبيّةً في فرنسا.
خلال القرن الثّامن عشر، كانت نيس ملاذًا شهيرًا في فصل الشّتاء للطّبقة العليا الإنجليزيّة. وفي هذه الأيّام تجذب مدينة نيس السّيّاح من جميع أنحاء أوروبا، وتستضيف خمسة ملايين سائح سنويًّا، وتقع في المرتبة الثّانية في جذب السّيّاح بعد باريس.
مرسيليا
هي أقدم مدينة في فرنسا، وواحدة من أقدم المدن في أوروبا الغربيّة، ويعود تاريخها الزّمني إلى عام 600 قبل الميلاد، عندما تمّ احتلال المنطقة من قبل اليونانيين القدماء. سمح لها موقعها الجغرافيّ على طول البحر الأبيض المتوسط، أن تكون مستعمرة ساحليّة هامّة طوال معظم فترة تاريخها.
أمّا اليوم، فتعتبر مرسيليا ثاني أكبر مدينة في فرنسا، والميناء الرّئيسيّ للسّفن التّجاريّة، والسّفن السّياحيّة. وتطوّرت في العقود الأخيرة، وأصبحت مقصدًا سياحيًّا شهيرًا، وتجذب حوالي 4 ملايين زائر سنويًا.