سورة المائدة
تعدُّ سورة المائدة من سورة القرآن الكريم المدنية، أي التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد في المدينة، والسورة من السبع الطوال وعدد آياتها 120 آية كريمة، كانت سورة المائدة بعد نزولًا، ويُشار إلى أنَّها من أواخر السور نزولًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رقم ترتيبها في المصحف الشريف 5، بدأت بأسلوب نداء ومخاطبة للمؤمنين، حيث يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}،المائدة، رقم الآية 1. وفي هذا المقال سيدور الحديث حول سبب نزول سورة المائدة وسبب تسميتها ومقاصدها. سورة المائدة، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 15–8-2020.
سبب تسمية سورة المائدة
تختلف أسباب تسمية السور في كتاب الله تعالى حسب القصة أو الأمر المذكور فيها، ومن السور ما وردَ في تسميتها حديث شريف، وبعضها سمَّاها الصحابة للتفريق بينها، وقد سمِّيَت سورة المائدة بهذا الاسم بسبب ذكر قصة المائدة في إحدى آياتها، والمائدة هي التي طلب الحواريون من نبيِّ الله عيسى -عليه السلام- أن تنزل عليهم حتى يصدقوه ويؤمنوا به، وهي السورة الوحيدة في التي ذكرت هذه القصة، حيثُ يقول تعالى فيها: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مريمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ}،المائدة، الآيات 112-113. كما أطلق عليها سورة العقود لذكر مصطلح العقود في مطلعها، وسمِّيَت أيضًا سورة الأخيار لأنها تحثُّ المسلمين على الوفاء بالعهود وسمِّيت أيضًا المنقذة لأنَّها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب كما وردَ في حديثِ مرفوع. سورة المائدة، موقع الكلم الطيب، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2020.
سبب نزول سورة المائدة
وردَ في سبب تسمية سورة المائدة العديد من الأقوال، فهي من السور الطويلة في كتاب الله تعالى ولا بدَّ أن يكون لآياتها أكثر من سبب نزول، وفيما يأتي أهم الأقوال المذكورة في سبب نزول سورة المائدة: سورة المائدة، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 15–8-2020.
- في قوله تعالى: {لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله}، ذكر -رضي الله عنه- أنَّها نزلت في شريح بن ضبيع الكندي والذي يدعى الخطيم، فقد أتى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بلاد اليمامة فترك خيله خارج المدينة ودخل إلى الرسول وحده، وسأله عن دعوته، لكنه لم يُسلم، وكان الرسول قد أخبر صحابته أنَّه سيأتيه رجل يتكلم بلسان شيطان، وبعد أن خرج قال الرسول: لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبي غادر وما الرجل مسلم، فمرَّ الرجل بسرح المدينة فاستاقه، فطلبه الصحابة فعجزوا عنه، ولما خرج الرسول عام القضية، سمع تلبية حجاجِ اليمامة فقال: هذا الخطيم وأصحابه وكان قد قلد هديًا من سرح المدينة وأهدى إلى الكعبة، فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى: {لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله}، يريد ما أشعِر لله وإن كانوا على غير الإسلام.
- قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}، نزلت على الرسول عشية يوم عرفة وكان يوم الجمعة كما ورد عن
- قوله تعالى: {يسألونك ماذا أُحل لهم}، في الحديث عن القعقاع بن الحكيم أمر رسول الله بقتل الكلاب، فقال الناس: يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها، فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي: “يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين”.
- قوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة}، عن السيدة عائشة قالت: “سَقَطَتْ قِلَادَةٌ لي بالبَيْدَاءِ ونَحْنُ دَاخِلُونَ المَدِينَةَ، فأنَاخَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَزَلَ فَثَنَى رَأْسَهُ في حَجْرِي رَاقِدًا، أقْبَلَ أبو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي لَكْزَةً شَدِيدَةً، وقالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ في قِلَادَةٍ فَبِي المَوْتُ، لِمَكَانِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ أوْجَعَنِي، ثُمَّ إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيْقَظَ وحَضَرَتِ الصُّبْحُ، فَالْتُمِسَ المَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ فَنَزَلَتْ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ إلى الصَّلَاةِ} الآيَةَ، فَقالَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ: لقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِلنَّاسِ فِيكُمْ يا آلَ أبِي بَكْرٍ، ما أنتُمْ إلَّا بَرَكَةٌ لهمْ”.البخاري، صحيح البخاري، 4608، صحيح.
- قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ}، ذكرت في بحري بن عمرو وشاش بن عدي ونعمان بن أضا عندما كلموا رسول الله وقالوا له ذلك القول.
مقاصد سورة المائدة
في نهاية المقال لا بدَّ من إدراج أهم المقاصد التي دارت حولها السورة، والتي يجب على المسلم أن يتعرف عليها ويلتزم بما جاءت به من تعاليم وأحكام، وفيما يأتي مقاصد سورة المائدة: سورة المائدة، موقع الكلم الطيب، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2020.
- الحثُّ على أكل الطيبات فقط من الطعام، وهي من الضروريات التي أباحها الله لعباده.
- الحث على مبادئ العدالة والإنسانية ووحدة وتماسك المجتمع.
- حفظُ الدين والمال والعقل والعرض والنفس، وهي من مقاصد الدين أصلًا الموجودة في آيات السورة.
- إباحة الزواج من نساء أهل الكتاب.
- ذكر طريقة الوضوء بالتفصيل والأحكام المتعلقة به.
- تذكير الناس بنعم الله تعالى على عباده.
- التحذير من القتل وذكر عاقبة وهول تلك الجريمة النكراء.
- ذكر عقوبة السارق والسارقة والتي هي قطع اليد وذلك لحفظ أموال الناس.
- تحريم الميسر والخمر والأزلام والأنصاب لحفظ عقول البشر، ووصفها بأنَّها من عمل الشيطان.
- ذكر قصة موسى -عليه السلام- وقصة ولدي آدم والقربان الذي تقبله الله ولم يتقبل الآخر.