التعريف بسورة النصر
تُعتبر سورة النصر من الكريم القصار وهي سورةٌ مدنيةٌ من حيث النزول، وقد أجمع علماء الأمة -أهل الاختصاص- على مدنيَّتها، أما عدد آيات سورة النصر فثلاث آيات؛ أما عَدد كلماتها فسبع عشرة كلمة، وعدد حروفها سبعةٌ وسبعون حرفاً، وتُسمى بسورة التوديع إضافةً إلى اسمها المتداول (سورة النصر)، ويأتي ترتيب سورة النصر من حيث النزول بعد سورة التوبة، أمّا بالنسبة لترتيبها في المُصحف الشريف؛ فقد جاءت بعد سورة الكافرون. وتتناسب سورة النصر مع سورة الكافرون؛ في أنّ سورة الكافرون جاء فيها ذكرٌ لاختلاف دين نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي يدعو إليه وهو ، عن دين الكفار الذي يصرّون عليه ويتمسّكون به وهو الشرك بالله.
أشارت سورة النّصر في ثناياها إلى أنّ دين الكفّار سيزول وسيضمحل، وحملت في طياتها البِشارة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وانتصاره على أعدائه من المشركين؛ أعداء الدين، وانتشار الدين الإسلامي، وتمام رسالته بتمام الرسالة، وأدائه الأمانة التي كلَّفه بها الله تعالى، كما وتضمنت سورة النصر في ثناياها إخباراً للنبيّ صلى الله عليه وسلم بدُنوِّ أجله واقتراب وفاته، وأمر الله له أن يضرع بالتسبيح له وتحميده واستغفاره.كتاب التفسير المنير ، تأليف: د. وهبة بن مصطفى الزحيلي، الطبعة الثانية-1418هـ، دار الفكر المعاصر-سوريا، صفحة (445-448)، الجزء (30)، بتصرّف. كتاب: الموسوعة القرآنية خصائص السور، تأليف: جعفر شرف الدين، الطبعة الأولى-1420هـ ، الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية- بيروت، الجزء (12)، الصفحة (272-274)، بتصرّف. كتاب: تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، تأليف: الشيخ العلامة محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي الهرري الشافعي، الطبعة الأولى- 2001 ، الناشر: دار طوق النجاة- بيروت ، الجزء (32)، الصفحة (403)، بتصرّف.
سبب نزول سورة النصر
يُعرّف علم أسباب النزول بأنّه: العلم الذي يُعنى ويَذكر كل ما يتصل بنزول الآيات القرآنية الكريمة؛ من وقائع وحوادث، سواءٌ في ذلك الحوادث المتعلقة بالمكان، أو الحوادث المتعلقة بالزمان،