سبب نزول سورة يوسف

سورة يوسف

سورة يوسف يقع ترتيبها في المصحف الشريف رقم اثني عشر، وذلك بحسب العثماني الشهير، تضم بين صفحاتها الكريمة مئة وأحد عشر آية، جميعها مكية، حسبما أورد الصحابي الجليل، وحبر الأمة، عبد الله بن عباس رضي الله عنه، تلك الآيات تحوي ألف وسبعمائة وخمس وتسعين كلمة.

سبب نزول سورة يوسف

سورة يوسف لا تختلف كثيرًا عن بقية سور ، من حيث إعجاز المشركين من قِبل المولى عز وجل، والرافضين لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى القرآن الكريم لدحض حُججهم الواهية، متحديًا ما يتشدقون به من بلاغة في اللغة العربية.

إلى جانب الاشتراك بين سورة يوسف وبقية سور القرآن الكريم، لها أسباب نزول، تدل على حب الله تعالى لنبيه الكريم ــ صلى الله عليم وسلم ــ من خلال إخباره بقصص السابقين من أمم وأنبياء سبقوه، عانوا أيضًا مع أقوامهم، الذين تصدوا لدعوتهم، ورفضوا الإذعان لأوامرهم المستهلمة من السماء العليا، من لدن حكيم عليم.

وعن سبب النزول التفصيلي لسورة يوسف، يقول عون بن عبد الله: «ملّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله سبحانه وتعالى: الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا، إلى آخر الآية، ثم ملوا مرة أخرى، فقالوا يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن ــ يعنون القصص ــ فأنزل الله تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص، فأرداوا الحديث، فدلهم عزل وجل على أحسن الحديث، وأرادوا القصص، فدلهم الله تعالى على أحسن القصص.

تلك الرواية الشارحة لسبب نزول سورة يوسف، دعّمها مصعب بن سعد، الذي روى عن أبيه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، شرحه لقول المولى عز وجل: “نحن نقص عليك أحسن القصص”، فيقول ابن أبي وقاص: أُنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت، فأنزل الله تعالى: “الر. تلك آيات الكتاب المبين”، إلى قوله: “نحن نقص عليك أحسن القصص” إلى آخر الآية، فتلاه عليهم زمانًا، فقالو يا رسول الله، لو حدثنا، فأنزل الله تعالى: “الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا” إلى آخر الآية، قال: كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن.

قد يهمك هذا المقال:   تعريف بالقرآن الكريم

أول حامل لسورة يوسف في المدينة المنورة

يقول العلامة ابن حجر العسقلاني، في كتابه الشهير “الإصابة”، مبينًا تفصيلة هامة لكل باحث عن سورة يوسف، إن أول من قدِم المدينة بهذه السورة هو أبو رافع بن مالك الزرقي، بعد مبايعته للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي الرواية المأخوذة عن ابن إسحاق، في ترجمته لابن مالك الزرقي.

تسميتها

على خلاف غالبية سورة المصحف الشريف المئة وأربع عشر، تختص سورة يوسف باسم واحد، لأنها لم تذكر في آياتها أي قصة أخرى من الأمم السابقة، سوى حياة سيدنا يوسف عليه السلام، وما مر به مع أهله، ثم انتقاله للعيش في بيت العزيز وزوجته، انتهاء باعتلائه عرش .

فوائد وعِبر في سورة يوسف

  • في البدء، معرفة القصة الكاملة لنبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
  • قدرة المولى عز وجل على السرد القصصي، بشكل مفصل ومعلّم.
  • المؤمن بحق، هو فقط من يختصه الله تعالى بالرؤيا الصادقة، التي يتحقق فيها كل ما رآه العبد على أرض الواقع.
  • الحكم المطلق لله وحده، لا ينازعه فيه أي من خلقه.
  • الصبر على مصاعب الحياة والظلم الواقع على العبد، حتى لو كان من أهله وخاصته.
  • التسامح من شيم الكرام، فالعبد المسلم بحق، هو من يعفو عند المقدرة، فهو بذلك يساهم في فتح باب الرحمة الذي يملكه الله تعالى.

تعريف بسيدنا يوسف

هو سيدنا يوسف بن نبي الله يعقوب، المعروف بإسرائيل، بن نبي الله إسحاق، ابن خليل الله، وأبو الأنبياء إبراهيم، عليهم جميعًا السلام.

أمه وإخوته

هي راحيل بنت لابان بن بتوئيل بن ناحور، أخو سيدنا إبراهيم عليه السلام.

إخوة يوسف عليه السلام، كما ذكرهم الله تعالى في السورة الكريمة، هم أحد عشر رجلًا، له منهم شقيق واحد من أمه وأبيه، وهو بنيامين، والآخرون من أبيه فقط، ويرجع ذلك العدد، لأن نبي الله يعقوب عليه السلام، تزوج من بنتي خاله، وأنجب من كلتيهما.

قد يهمك هذا المقال:   أحكام النون الساكنة والتنوين

وصفه وصفاته

وصفه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بالكريم، وهو ما أورده في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي قال: “الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام”.

شرح الله تعالى في سورة يوسف ما يتمتع به عليه السلام من جمال يفوق الوصف، وهو ما كان سببًا في انجذاب امرأة العزيز نحوه، حين شغفها حبًا، كذلك تقطيع النسوة أيديهن لمّا رأينه وأكبرنه، وقولهن بشأنه: “ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم”.

في السنة النبوية الشريف عدة أحاديث في وصف سيدنا يوسف عليه السلام، منها ما روي عن أبي سعيد الخدري، بقوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مررت ليلة أسري بي إلى السماء، فرأيت يوسف، فقلت: يا جبريل من هذا؟ فقال: هذا يوسف.. قالوا: كيف رأيته يا رسول الله، قال: كالقمر ليلة البدر.

وفي رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال، قال صلى الله عليه وسلم: ” هبط جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إن الله تعالى يقول لك: كسوت حُسن يوسف من نور الكرسي، وكسوت وجهك من نور عرشي”.

وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، برواية أنس بن ثابت: “أُعطي يوسف وأمه شطر الحسن”.

ولابن أبي إسحاق بن عبد الله، وصف جيد لحُسن سيدنا يوسف عليه السلام، يقول فيه: كان إذا سار في أزقة مصر يُرى تلؤلؤ وجهه على الجدران، كما يُرى نور الشمس والقمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *