منزلة الصلاة في الدين الإسلامي
للصلاة في الدين الإسلامي أهمية عظيمة ومنزلة رفيعة؛ فهي أعظم أركانه بعد الشهادتين، وهي عمود الدين الذي لا يقوم إلاّ به؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِهِ الجهادُ في سبيلِ اللهِ)،الراوي: بن جبل، المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز الصفحة أو الرقم: 235/10، خلاصة حكم المحدث: صحيح وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من الأعمال؛ فصلاح ما قام به من الأعمال، أو فسادها مرتبط بالصلاة؛ فإن كانت صلاته صالحة كانت بقية أعماله صالحة وكذا الأمر بالنسبة لفسادها؛ فإذا فسدت صلاته فسد سائر عمله.
ومن الأمور التي تدل على ومكانتها العظيمة؛ أنّها آخر ما يُفقد من الدين؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا: (أولُ ما يُرْفَعُ مِنَ الناسِ الأمانَةُ، وآخرُ ما يبقَى مِنَ دينِهم الصلاةُ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاقَ له عندَ اللهِ تعالى)الراوي: زيد بن ثابت، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 2575، خلاصة حكم المحدث: حسن، وهي آخر وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته من بعده، وقد مدح الله سبحانه وتعالى القائمين بها، وذمّ المضيعين لها والمتكاسلين عن أدائها؛ قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)سورة مريم آية (54)، وقال أيضاً: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)،سورة مريم آية(59) ومما يدل على علو مكانتها؛ أنّ الله سبحانه وتعالى لم يفرضها على عباده في الأرض بواسطة جبريل عليه السلام، وإنّما فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم بدون واسطة في ليلة الإسراء والمعراج، فوق سبع سماوات. منزلة الصلاة في الإسلام: موقع الألوكة
المقصود بصلاة الضحى
لفظٌ مُركَّبٌ من كلمتين؛ هما الصلاة والضحى، وحتى يتم الوصول إلى معناها يجب معرفة معنى كلِّ لفظةٍ منهما، وفيما يلي بيانٌ لمعنى كلاً من لفظتي الصلاة والضحى في اللغة وفي الاصطلاح:
- الصلاة في اللغة: هي اسم، وجمعه صلوات، وله عدة معانٍ هي؛ الدعاء، والدين، والعبادة، يُقال: صلّى الشخص أي؛ أدّى الصلاة. موقع المعاني: تعريف ومعنى الصلاة
- الصلاة في الاصطلاح: هي عبادة مُعيَّنة ذات أقوال وأفعال معلومة ومخصوصة، يقوم بها العبد لله سبحانه وتعالى، يفتتحها بالتكبير ويختتمها بالتسليم.كتاب: منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض، الصفحة(7) بتصرف
- الضحى في اللغة: هو اسمٌ أيضاً، وهي وقت ارتفاع النهار وامتداده، : ضَوء الشمس. موقع المعاني: تعريف ومعنى الضحى
- صلاة الضحى اصطلاحًا: هي صلاة يؤديها المسلم قُربةً لله سبحانه وتعالى في الفترة بين ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الوقت الممتد إلى انتصاف الشمس في السماء قبل الزوال. أحكام مختصرة في صلاة الضحى: موقع صيد الفوائد
حكم صلاة الضحى وعدد ركعاتها
حكم صلاة الضحى
اختلف العلماء في حكم صلاة الضحى إلى عدة أقوال، وفيما يلي بيانها:كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية؛ تأليف مجموعة من العلماء، صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، الطبعة: الأولى، الناشر: مطابع دار الصفوة مصر، الجزء(27)، الصفحة(222)، بتصرف.
- صلاة الضحى نافلةٌ يُستحبٌ أداؤها: فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ صلاة الضحى نافلةٌ مستحبة وأنها ليست سنةً مؤكدة وإنما يُستحبُّ القيام بها.
- صلاة الضحى سنةٌ مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم: وإلى هذا الرأي مال فريقٌ من العلماء، حيث صرّح فقهاء المذهب المالكي والمذهب الشافعي، بأنّ صلاة الضحى سنةٌ مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت عنه أنه واضب على أدائها والقيام بها ولم يتركها مطلقًا.
- صلاة الضحى غير مستحبٍ المواضبة عليها: فقد ذهب فقهاء المذهب الحنفي إلى القول بأنّه لا يُستحب المداومة على صلاة الضحى، وتعليلهم في ذلك؛ كي لا تشتبه صلاة الضحى بالصلوات المفروضة فيصبح تركها كترك الفرض والقيام بها كالقيام بالفريضة.
عدد ركعات صلاة الضحى
أما بالنسبة لعدد ركعات صلاة الضحى فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة إلى أنّ أقل عدد ركعات صلاة الضحى ركعتان، ومن الأدلة التي استدلوا بها على ذلك؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنامَ)الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1981، خلاصة حكم المحدث: أما بالنسبة لأكثرها فللفقهاء في ذلك أقوال، أقواها قولان هما:[https://www.dorar.net/feqhia/1261 صلاة الضحى وحكمها: موقع الدرر السنية- المموسوعة الفقهية، بتصرف
- أكثرها ثمان ركعات: حيث يرى بعض العلماء أنّ أكثر عدد ركعات صلاة الضحى هو ثمان ركعات، وذهب إلى هذا القول كلٌ من فقهاء المالكية، وفقهاء الشافعية في المعتمد عندهم، وفقهاء الحنابلة.
- ليس لأكثرها حد: فقد رأى بعض العلماء أنّه لا حدَّ لأكثر عدد ركعات صلاة الضحى، وإلى هذا ذهب كل من؛ الإمام ابن جرير الطبري، وابن باز، وابن عثيمين.
فضل صلاة الضحى
لصلاة الضحى فوائد وفضائل كثيرة، ومن ما يلي: فضل صلاة الضحى ووقتها وعدد ركعاتها: موقع الألوكة كتاب: فضل صلاة الضحى، تأليف: عارف بن أنور العدني، دار طويق للنشر والتوزيع، صفحة(6-9)، بتصرف.
- صلاة الضحى علامةٌ لعباد الله سبحانه وتعالى الأوابين، والعبد الأواب هو العبد الراجع إلى ربه سبحانه وتعالى، والعبد الراجع إلى الطاعة.
- صلاة الضحى؛ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، للصحابة رضوان الله عليهم ولأمته جمعاء.
- من صلّى صلاة الضحى أربع ركعات كفاه الله سبحانه وتعالى همّ حوائجه.
- صلاة الضحى صلاة محضورة ومشهودة؛ يحضرها ويشهدها الملائكة.
- صلاة الضحى تعدل ثلاثمائة وستين صدقة واجبة عن الجسد.
- من جلس بعد لأداء صلاة الضحى كُتب له أجر المعتمر.
- من جلس بعد صلاة الفجر يذكر الله سبحانه وتعالى، إلى بعد طلوع الشمس وصلّى ركعتي الضحى، كُتب له أجر حجة وعمرة تامتين.
- صلاة الضحى أعظم غنيمةً من الجهاد في سبيل الله.
كيفية صلاة الضحى
لا تختلف كيفية صلاة الضحى عن صلاة الفريضة؛ حيث أنه ينطبق عليها ما ينطبق على الصلوات المفروضة على العبد من الشروط والأركان والواجبات، فيقوم العبد المسلم البالغ العاقل المكلّف، بالطهارة، ويكون ساتراً لعورته، ناوياً بقلبه، ومستحضراً لعظمة الله سبحانه وتعالى، في الوقوف بين يديه سبحانه، ثم يستقبل القبلة، عند دخول وقت صلا ة الضحى، ثم يُكبر تكبيرة الإحرام، معلناً دخوله في الصلاة، ويُستحب في صلاة الضحى أن يقرأ العبد بعد سورة الفاتحة سورتي الشمس والضحى، ويُسنُّ له أن يقرأ أيضاً سورتي الكافرون والإخلاص، ثم يُكمل المصلي بقية أعمال الصلاة بركوعها وسجودها وقيامها، وبعد ان ينتهي من صلاته يُسلّم بعد كل ركعتين؛ أي يُصلي مثنى مثنى كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية؛ تأليف مجموعة من العلماء، صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، الطبعة: الأولى، الناشر: مطابع دار الصفوة مصر، الجزء(27)، الصفحة(226)، بتصرف.