صناعة الفخار في السعودية

الفخار في السعودية

تعتبر صناعة الفخار في السعودية واحدة من أقدم الحرف التي مارسها أهل البلاد، كما أنها من الصناعات التقليدية في مختلف أرجاء السعودية وتحديدًا منطقة جازان، وتعتبر منطقة جازان الأكثر شهرة في صناعة الفخار، كما تشهد منطقة الخليج العربي بأسره أيضًا اهتمامًا كبيرًا في صناعة الفخار، وقد جاء ذلك باعتبارها صناعة تراثية وشعبية مارسها أهالي الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، حيث لجأوا إلى الفخار لصناعة الأدوات والآلات وغيرها، وفي هذا المقال سيتم التعرف على صناعة الفخار في السعودية على وجه الخصوص.

من الجدير بالذكرِ أن صناعة الفخار قد اتخذت مكانة هامة في السعودية، تعد المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية هي الأكثر ثراءًا وزخرًا بالصناعات التقليدية وتحديدًا صناعة الفخار، إذ تتعامل مع هذه الصناعة بأنها هوية تاريخية وتراثية تفتخر بها كونها عاكسة لأصالة الماضي، وتعتبر أيضًا وجهة سياحية هامة في العديد من المناطق ومنها المدينة المنورة ومكة المكرمة ومنطقة جازان والأحساء وغيرها.

تعتبر منطقة جازان الأكثر شهرة في صناعة الفخار في السعودية على الإطلاق، إذ تعتبر موطنًا لظهور صناعة الفخار التقليدي منذ فجر التاريخ في البلاد؛ ويعود ذلك للجوء أهالي المنطقة لتلبية احتياجاتهم من الأواني والأدوات بصناعتها من الفخار، ونظرًا لبدء اتساع رقعة الصناعات حديثة النشأة في المنطقة؛ فقد بدأت صناعة الفخار بالانكماش تدريجيًا حتى أصبحت قليلة الممارسة بشكلٍ يدوي، وتشير المعلومات إلى أن صناعة الفخار في السعودية ترجع لأكثر من 300 سنة على الأقل. الفخار والفخارون في منطقة جازان

كيفية صناعة الفخار في السعودية

تعتمد صناعة الفخار في السعودية على كميات الطين المنجرفة مع السيول لتتكدس في الأودية والاماكن المنخفضة، ويشار إلى أن هذه النوعية من الطين على وجه الخصوص تطغى عليها اللدونة التي تجعلها سهلة التشكيل بين يدي الحِرفّي، وما يزيد من أهميتها وجود عناصر كيميائية ضرورية في تركيبتها يجعلها تختلف كليًا فيما بينها وفقًا للمنطقة التي جاءت منها ونوعية التربة، وتنشطر إلى شطرين هما:

  1. الطينات الأولية، أحد أنواع الطين الذي يبقى في موضع نشأته، ويعتبر أقل لدونة من ذلك الموجودة في الطين الرسوبي، ولذلك يستبعد استخدامها غالبًا في صناعة الفخار.
  2. الطينات الثانوية، وتعرف أيضًا باسم الصلصال، تعتبر ركيزة أساسية في صناعة الفخار في جازان، حيث يتم الإتيان بها من أماكن ترسبها بعد أن تنقلها عوامل التجوية والتعرية، وتتسم بالنعومة واللدونة التي تجعل منها سهلة التشكيل، وتنشأ من تربة طينية حمراء ذات قوى متماسكة فيما بينها.
قد يهمك هذا المقال:   تاريخ الخلفاء للسيوطي

مراحل صناعة الفخار في السعودية

تمر صناعة الفخار في السعودية وتحديدًا منطقة جازان بعدة مراحل، وهي:

  1. تحضير العجينة الفخارية، حيث يتم مزج مجموعة من المكونات مع بعضها البضع للحصول على العجينة الطينية وهي التربة والشوائب والماء بنسبٍ متساوية تمامًا، وذلك لتكون العجينة ذات قوامٍ متجانس يسهل تشكيله وزخرفته، كما يجب أن تتسم بخلوها تمامًا من المسامات والجيوب الهوائية، وتمر بثلاث مراحل رئيسية، وهي إحضار التربة الناعمة النقية، ونقلها إلى مكان العجن الخاص بها ثم رشها بالماء وعجنها بواسطة الأقدام حتى تصبح عجينية طينية تتسم بالنعومة واللزوجة، والمرحلة الثالثة هي التقطيع استعدادًا لتشكيلها، وفي هذه المرحلة يجب تغطيتها بالبلاستيك لضمان عدم جفافها وإمكانية استخدامها لفترة تصل إلى أسبوع تقريبًا.
  2. التشكيل، تدخل العجينة الطينية الفخارية في مرحلة التشكيل استعدادًا لجعلها أداة أو أواني يستفاد منها، ويعتمد فيها الفخّاري على مجموعة من الطرق خلال التشكيل، وهي التشكيل على القرص المقعر، والتشكيل على قاعدة محدبة، والتشكيل بالعجلة الدولاب.
  3. حرق الفخار، تعتبر هذه المرحلة ضرورية وهامة جدًا، حيث تجعل مما تم تشكيله بالفخار صالحًا للاستخدام، ويتم إدخال الجسم الفخاري في الفرن تحت تأثير درجة حرارة تفوق 1200 درجة مئوية.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *