ما هي عجائب الدنيا السبع
عجائب الدنيا السبع هي قائمة تاريخية بدأت في عهد الإغريق لتصنيف ما يُعتَقَد أنه من أهم ما بناه الإنسان، وقد تغيرت محتوياتها عبر القرون إلا أن نسخةً معينةً منها قد انشهرت على مدىً واسعٍ في القرن السادس للميلاد وبقيت معروفةً إلى يومنا هذا، ويمكن تفرقتها عن بعض القوائم الحديثة لعودة تأسيسها إلى العالم القديم.Compton’s Encyclopedia، ص 182، المجلد 21. إصدار Compton’s Learning Company (1995). الطبعة الثمانون.
تضم هذه القائمة سبع أبنية تتراوح فترات بنائها بين سنة 2600 قبل الميلاد و476 بعد الميلاد، وهي الهرم الأكبر وحدائق بابل المعلقة وهيكل أرتيميس وتمثال زيوس وضريح هاليكارناسوس وتمثال ومنارة الإسكندرية، وقد حدث أن زالت أو انهدمت معظم هذه العجائب إما في الحروب أو الحوادث أو الزلازل، باستثناء الهرم الأكبر الذي ما يزال صامداً في مصر.الموسوعة العربية العالمية، ص126-128، المجلد 16. إصدار مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع (1999). الطبعة الثانية.
عجائب الدنيا السبع الحقيقية
الهرم الأكبر
هو أضخم العجائب السبع وأعلاها ارتفاعاً، بل وهو أضخم ما بناه في العصر القديم، وهو الوحيد منها الذي لم يمحقه الدهر، حيث ما تزال الأهرامات منتصبةً للرّائين من زائرين وسيّاحٍ في مصر، وقد بنيت الأهرامات كمقابر للفراعنة في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، ويعتقد أن بناء أكبرها قد استغرق حوالي عشرين سنة حتى اكتمل بطولٍ يصل إلى 146 متراً، وقد بقي الهرم الأكبر أطول بناءٍ بناه الإنسان في التاريخ لمدة تزيد عن 3،800 سنة.
حدائق بابل المعلقة
حدائق بابل المعلقة هي الأعجوبة القديمة الوحيدة التي لم يوثّق وجودها، ويعتقد أن الملك بنوخذ نصر الثاني بناها لإحدى زوجاته حوالي القرن السادس قبل الميلاد بالقرب من مدينة بغداد الحالية، إلا أنه لم يُحدَّد موقعها الدقيق. وتأتي معرفتنا عنها من توثيق كاهنٍ اسمه بروسوس، وتوصف بأنها سلسلة من الحدائق المُدَرّجة التي يضم كل مسطّحٍ منها تنوعاً من الأشجار والبراعم، ويصل طول ضلعها إلى 120م وارتفاعها عن الأرض إلى 23م، ونظراً لهذا الارتفاع فقد كان يضطر الخدم إلى التناوب لرفع المياه لسقيها من نهر الفرات.
هيكل أرتيميس
كان هيكل أرتيميس في إيفيسوس معبداً كبيراً ومعقدً مبنياً برمّته تقريباً من الرخام، صممه المعماري كريسفرون وابنه ميتاغينس، ثم وهب المعهد إلى أرتيميس، الإلهة الإغريقية التي تمثل البراري والطفولة وتحرس الفتيات، وتقدر أبعاد المعبد بحوالي 50م عرضاً و100م عمقاً مع أعمدة يصل ارتفاع كلٍّ منها إلى 12م، وكان مكانه في مدينة إيفيوس التي تقع على الساحل الغربي لجمهورة الحالية، وقد بني للمرة الأولى في القرن السادس قبل الميلاد، ثم أحرق عام 356 قبل الميلاد قبل أن يشيَّد معبدٌ شبيهٌ على أساساته، ثم أحرق القوط المعبد الجديد عام 262 ميلادي، ولا يبقى منه الآن سوى أنقاض وجزء من الأساس، بالإضافة إلى منحوتتين يحتفظ بهما المتحف البريطاني.
تمثال زيوس
كان تمثال زيوس في أوليمبيا إهداءً آخر لآلهة الإغريق، ولم يعد له أيّ وجودٍ اليوم حيث أنّه اندثر بالكامل قبل الميلاد، قام بنحته النحات الإغريقي فيدياس حوالي عام 435 قبل الميلاد، ولا يعرف الآن إلا من أوصافه في كتابات اليونانيين. يقدّم التمثال تجسيداً لزيوس إله السماء والرعد والصاعقة وملك بقية الآلهة في جبل أوليمبوس حسب ، ويعتقد أن طوله كان يقرب الاثني عشر متراً (أي أربعة طوابق) وأنه كان مغطّى بالعاج ومزيناً بالذهب وعددٍ من الأحجار الكريمة، وقد كان يمسك بيده اليسرى بصولجانٍ ذهبيٍّ عظيم بيما كان يحمل على يده اليمنى نايكي، إلهة النصر وإحدى مبعوثاته.
ضريح موسولوس
اكتسب ضريح موسولوس شهرة واسعة بسبب حجمه وزخرفاته، حيث بني من الرخام الأبيض على ارتفاعٍ يتجاوز الأربعين متراً بين عامي 353 و350 قبل الميلاد على يد المعماريين الإغريقيين ساتيروس وبيثيوس، وقد كان ذا قاعدةٍ مستطيلة يقعد عليها 36 عموداً، وقد أسندت مهمة تزيينه إلى أربعة نحّاتين يونانيين، وهم برياكسس وليوخارس وسكوباس وتموثيوس، حيث تولّى كلٌّ منهم مهمة تزيين واحدٍ الجدران الأربعة بالزخارف والتماثيل الحائطية، ويقال أن تمثالاً لموسولوس قد نصب في القمة. صمد ضريح موسولوس فترةً طويلة مقارنةً ببقية العجائب التي انهدمت، حيث بقي صامداً حتى هدمته الزلازل بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر بعد الميلاد، وتبقى بعضٌ من منحوتاته اليوم في المتحف البريطاني في . كان أثر ضريح موسولوس كبيراً لدرجة أن كلمة “ضريح” (أو “mausoleum” بالإنكليزية) صارت تطلق على أي مشيدة معمارية تُبنى على قبرٍ ما فوق سطح الأرض.
عملاق رودس
عملاق رودس هو تمثالٌ برونزي نحته تشرارلز ليندوس فأقيم على جزيرة في في القرن الثالث قبل الميلاد، وتشير الأوصاف إلى أن طوله يقرب الـ36 متراً (أي 12 طابقاً) والذي يطابق ارتفاع تمثال الحرية الحالي في الولايات المتحدة، مما يجعله أطول تمثالٍ من تماثيل العالم القديم. وقد قامت بدعمه من الداخل أعمدة معدنية بوزن بضعة أطنان. انهار التمثال عام 226 قبل الميلاد إثر هزّةٍ أرضية ولم يُعاد بناؤه منذ ذلك الحين بالرغم من بقاء بعض أجزائه، وأما دعائمه المعدنية فقد بيعت بعد ذلك في القرن السابع للميلاد كمعدنٍ تالف.
منارة الإسكندرية
كانت منارة واحدة من أعلى أبنية العالم القديم حتى انهيارها عقب بضعة زلازل بين عامي 956 و1323 بعد الميلاد، تعود نشأتها للقرن الثالث قبل الميلاد من قِبَل المملكة البطلمية، أثناء عهد بطليموس الثاني، وقد صممها المعماري الإغريقي سوستراتوس. يقدّر طولها الكلي أثناء وجودها بـ122 متراً، وكانت متعددة الأجزاء حيث كان نصفها السفلي مربع الشكل، بينما تلاه في الأعلى جزءٌ ثماني، وأما قمتها فقد كانت مدوّرة، وقد استمرت المنارة بإرشاد السفن حول الإسكندرية لحوالي 1500 سنة قبل انهيارها المتدرج عبر بضعة زلازل حتى بقيت بناءً مهجوراً بعدها، ثم انهدمت كليّاً لتبقى منها محض آثارٍ عند قاعدتها.